مبعوث أمريكا الخاص بشأن إيران: تهديدات طهران تتخطى برنامجها النووي
برايان هوك يؤكد أن التهديدات تتضمن العدوان على الملاحة البحرية والهجمات الإلكترونية وتصدير ثورتها وإرهاب الدول الأخرى.
أكد مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران برايان هوك أن مدى التهديدات الإيرانية حول العالم يتخطى مسألة البرنامج النووي.
وقال هوك، في حوار خاص مع صحيفة الشرق الأوسط، اليوم السبت، إن "الخطأ الموجود في الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015 أنه كان مقتصرا فقط على الجانب النووي، ولكن عندما ننظر إلى التهديدات الإيرانية حول العالم تتخطى مسألة البرنامج النووي".
وأوضح أن "هذه التهديدات تتضمن العدوان على الملاحة البحرية والهجمات الإلكترونية وتصدير ثورتها وإرهاب الدول الأخرى وزعزعة استقرار جيرانها والقيام بعمليات اغتيالات وتفجيرات في الدول الأخرى".
وأشار إلى أن الاتفاق النووي الذي تم توقيعه من قبل الرئيس السابق باراك أوباما لم تتم الموافقة عليه في الكونجرس، مؤكدا أن أوباما جعله اتفاقا شخصيا بحيث يكفي توقيعه عليه حتى يصبح نافذا.
ولفت إلى أن إجراءات أوباما تعني أن الاتفاق كان عرضة للتعديل أو الإلغاء من قِبل أي رئيس أمريكي قادم وهذا ما فعلته إدارة الرئيس دونالد ترامب، لأنها تسعى لاتفاق يكون في إطار اتفاقية ملزمة للطرفين وتضمن بقاءها واستمرارها مهما تغيرت الحكومات أو الإدارات في الدولتين.
وأكد أن المعاهدة التي تسعى إلى توقيعها إدارة الرئيس ترامب سوف تشمل كثيرا من الجوانب التي تجاهلها الاتفاق النووي، ولن تقتصر فقط على معالجة البرنامج النووي الإيراني بل ستمتد إلى سلوك طهران في المنطقة.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة عندما قررت الخروج من الاتفاق النووي، مايو الماضي، بدأت في إعادة فرض العقوبات التي تم رفعها في إطار الاتفاق، وقال: "ونحن الآن في طريقنا إلى فرض حزمة جديدة من العقوبات على النظام الإيراني".
وأضاف هوك أن "رفع العقوبات إثر الاتفاق النووي أدى إلى حصول النظام الإيراني على مزايا مكنته من تعميق سلوكه الشرير والتوسع في أنشطته العدوانية، بعد أن أصبح لديه مزيد من الأموال لإنفاقها على الإرهاب وبرنامج الصواريخ عابرة القارات، والأنشطة الشريرة الأخرى".
وتابع قائلا: "نحن نسعى حاليا لوقف هذه التمويلات التي ساعدت النظام على تمويل أنشطته الإرهابية وزعزعة الاستقرار في الدول المجاورة، سوف يحدث ذلك من خلال حزم العقوبات التي نفرضها عليه".
وأشار إلى أن إيران تنشر صواريخها الباليستية بمعدل متسارع في سوريا والعراق ولبنان، وحاليا تحاول إعادة النموذج اللبناني الذي يتضمن "حزب الله" التابع لطهران، في العراق وسوريا واليمن، وتقدم الدعم للمليشيات الحوثية في اليمن حتى تطلق الصواريخ على السعودية.
ولفت إلى أن "هناك كثيرا من الدول تتفهم جيدا أن التهديدات التي تفرضها إيران تتخطى مجرد البرنامج النووي. ومن الخطأ أن تقتصر المناقشات مع إيران على البرنامج النووي الذي يعد جانبا واحدا فقط من تهديدها الأمن والسلم الدوليين".
وأكد أنه لا يتوقع أي لقاء بين الرئيس ترامب والقادة الإيرانيين خلال الاجتماعات المقبلة في الأمم المتحدة، وقال: "نحن مستمرون في حملتنا وجهودنا الدبلوماسية، وحملتنا لفرض أقصى العقوبات على النظام حتى يعدل عن سياسته الحالية والبدء في اتخاذ قرارات جيدة للشعب الإيراني".
وقال هوك: "لا نعتقد أن النظام الحالي في إيران يمثل الشعب الإيراني. أرى أن النظام الحالي يقوم بوظيفة سيئة في تمثيل الشعب الإيراني ورعاية مصالحه"، مؤكدا أن الشعب الإيراني هو أكثر ضحايا النظام الحالي.