بحثا عن توسيع نفوذها.. صفقة إيران مع القاعدة مستمرة
لا تزال إيران تعيث فسادا في الشرق الأوسط عبر السماح لتنظيم القاعدة بالاحتفاظ بـ"قاعدة تسهيلات" داخل حدود طهران.
لا تزال إيران تعيث فساداً في الشرق الأوسط عبر السماح لتنظيم القاعدة بالاحتفاظ بـ"قاعدة تسهيلات" داخل حدود طهران، طبقاً للتقارير السنوية التي أصدرتها وزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب.
وتعزز التقارير، الصادرة هذا الأسبوع، ما نُشر خلال السنوات الماضية بشأن موافقة إيران على تخطيط تنظيم القاعدة لعمليات إرهابية عالمية من داخل حدودها، و"استمرار عدم رغبتها في تقديم كبار أعضاء القاعدة المقيمين على أراضيها إلى العدالة، ورفضها تحديد هوية الأعضاء المحتجزين لديها علناً".
- برايان هوك: إيران ما زالت أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم
- نيكي هيلي: إيران تظل خطرا ومشكلة تهدد العالم أجمع
وذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أنه ظاهرياً سيبدو كما لو أنه ليس هناك حافز لشراكة بين إيران الطائفية وتنظيم القاعدة، لكن المحللين غير مندهشين من نتائج التقرير؛ فالعلاقات بين الاثنين ليست جديدة.
وقال توم جوسكلين، العضو بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والمحرر بموقع "لونج وار جورنال" الأمريكي: "لقد كان هذا معروفاً بمجتمع الاستخبارات الأمريكية منذ سنوات. رغم أن إيران والقاعدة على خلاف فيما يتعلق بالوضع في سوريا واليمن، لكن النظام الإيراني سمح بخلق شبكة قبل وفاة زعيم التنظيم أسامة بن لادن".
باستخدام لغة مشابهة لتقارير وبيانات وزارة الخارجية الأمريكية، أشار "لونج وار جورنال" إلى أن الولايات المتحدة جددت اتهامها لطهران بأنها منذ عام 2009 منحت أعضاء التنظيم الضوء الأخضر لإنشاء شبكة لتسهيل عملياتهم، التي سمحت حينها بنقل الأموال والمقاتلين إلى جنوب آسيا وسوريا.
وطرحت الشبكة الأمريكية تساؤلاً بشأن استفادة الجانبين من إبرام مثل هذا الاتفاق.
وقال جوسكلين إن إيران تسمح للقاعدة بنقل الأفراد والأموال ووسائل الاتصال من وإلى جنوب آسيا، مشيراً إلى أن هذه الشبكة تصل بين قيادة القاعدة في أفغانستان وباكستان مع أذرع التنظيم في الشرق الأوسط، موضحاً أنه من وجهة نظر إيران، هذا يوفر لها ضمانة ضد هجمات للتنظيم داخل إيران؛ لأن أي محاولة لتنفيذ هجمات مماثلة ستدفع طهران لإغلاق تلك الشبكة.
وقال مصدر أمني استخباراتي أمريكي، إن الأمر متعلق بالمال والأمن "عدو عدوي صديقي"، مشيراً إلى أن الطرفين لا يتفقان، لكن القاعدة تحتاج إلى ملاذ آمن، ويحصل الإيرانيون في المقابل على جزء من أموال التهريب والمخدرات التي يجنيها التنظيم الإرهابي. هذا يحدث منذ سنوات.
من جانبه، أوضح توم روجان، الكاتب الصحفي البريطاني، أن معاملة إيران الجيدة لخصمها الأيدلوجي لا تأت من فراغ، فطهران تريد الاحتفاظ بنفوذ على القاعدة من أجل تأمين نفسها من أن تكون هدفاً للتنظيم، والحصول على تنازلات من التنظيم عند الحاجة إليها.
وقال روجان، خلال مقال له منشور بصحيفة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية، إن قيام إيران بمنح أفراد تنظيم القاعدة ملاذاً آمناً عبر أراضيها يعني أنها تحصل لنفسها على وسائل للمطالبة بتنازلات من التنظيم.
كما أشار إلى أن التعاون الإيراني المحسوب مع تنظيم القاعدة مدفوع بظهور تنظيم داعش، فداعش ليس له مصلحة مع إيران أكثر من محاولة تدميرها، وتعلم طهران أن القاعدة مستعدة للتصدي له، وبالتالي عبر السماح لمنافسة بين التنظيمين تأمل إيران في أن أهون التهديدين سينتصر.
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg جزيرة ام اند امز