تقرير أمريكي: العقوبات وأخطاء روحاني "ضربة موجعة" للسياحة الإيرانية
السياحة الإيرانية باتت في خطر في ظل فقدان الريال نحو ثلث قيمته وهروب السائحين الأجانب وتوقف الإيرانيين عن الإنفاق مع تفشي الغلاء.
لم تنجح محاولات حكومة روحاني "اليائسة" في استعادة السياحة الإيرانية عافيتها، بل أصاب القطاع حالة من الفوضى بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران في أوائل أغسطس/آب الماضي، فضلا عن السياسات الاقتصادية الخاطئة للنظام التي قضت على أي آمال في ازدهار وشيك.
في تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، قالت إن الإجراءات العقابية التي اتخذها الرئيس دونالد ترامب دفعت السائحين للعزوف عن زيارة إيران، كما توقف الإيرانيون عن إنفاق أموالهم أيضاً على السياحة الداخلية في ظل تفشي الغلاء، كلاهما كان له تأثير سلبي على اقتصاد البلاد.
أحد المتضررين في هذا القطاع وضحايا سياسات النظام الإيراني، رجل الأعمال الإيراني جلال رشيدي، الذي يمتلك 6 فنادق، وبات يشكك في قدرة إيران على جذب الزوار والمستثمرين الأجانب في أي وقت قريب.
قال رشيدي، في تصريحات للشبكة التلفزيونية: "نحن نستعد ببساطة لغيوم العاصفة المظلمة التي تلوح في الأفق. وإنها قادمة، إذا سألتموني. إنها تأتي مع سحب الشتاء".
أشارت الشبكة إلى أن الأمور كانت مختلفة تماما عندما وقعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا على الاتفاق النووي مع إيران في عام 2015، حيث شهد الاتفاق، الذي أطلق عليه رسميا خطة العمل المشتركة الشاملة، رفع عقوبات دولية على إيران مقابل الحد من برنامجها النووي الذي لم تلتزم به الأخيرة.
أدت هذه الخطوة إلى عودة إيران إلى الحظيرة الدولية، ما أدى إلى ازدهار السياحة، حيث حققت 3.2 مليار دولار في عام 2014، و3.3 مليار دولار في عام 2015، و3.5 مليار دولار في عام 2016، قبل انخفاضها إلى 2.8 مليار دولار في عام 2017، وفقا للمجلس العالمي للسياحة والسفر.
ووفقا للشبكة، تسود موجة واسعة الانتشار من عدم التيقن وعدم الاستقرار الاقتصادي رغم جهود حكومة روحاني للحد من تداعيات العقوبات الأمريكية، حيث عملت طهران على تعزيز هذا القطاع السياحي من خلال ضخ رأس مال ضخم وإنشاء وزارة للسياحة.
في أغسطس/آب الماضي، لحقت الخطوط الجوية البريطانية والخطوط الجوية الفرنسية بنظيرتها الهولندية في إعلان وقف الرحلات المباشرة إلى طهران، مشيرة إلى عدم اهتمامها بهذا المسار الجوي، والوقت الراهن فإن شركات لوفتهانزا، والخطوط الجوية النمساوية وأليتاليا هي الخطوط الجوية الأوروبية الوحيدة التي لا تزال تسير رحلاته إلى إيران.
بدوره، قال رجل أعمال آخر، فضل عدم الكشف عن هويته، إنه يشعر بالفعل بالمعاناة، فبعد الاتفاق النووي، بدأ يخطط لفتح فندق جديد في مدينة يزد التاريخية، وبعد 3 سنوات أجبر على تعليق العمل في المنشأة بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي.
أضاف صاحب الفندق في تصريحات لـ"سي إن بي سي": "لقد أدى ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة العملة والسياسات الحكومية السيئة إلى ندرة في المنتجات اللازمة لمشروع الفندق وأسعار السلع تتزايد يوما بعد يوم".
كان رجل الأعمال يتوقع أن يسافر كل من الإيرانيين والسياح الأجانب إلى يزد، وقال نقلا عن مسؤولين محليين إن المدينة شهدت انخفاضا في السياحة الأجنبية بنسبة 75% ومع مزيد من عدم الاستقرار يلوح في الأفق فإن الايرانيين أقل احتمالا لإنفاق المال على السفر.
ووفقا للشبكة الأمريكية، تُظهر الجغرافيا السياسية أن السياحة الداخلية الإيرانية باتت في خطر، فالريال فقد ما يقرب من ثلث قيمته في العام الماضي، ومن غير المرجح أن تخف الضغوط الآن بعد أن بدأت الولايات المتحدة في وضع عقوباتها موضع التنفيذ.
رجحت الشبكة أن تواجه الصناعة متاعب اقتصادية في المستقبل المنظور، مع انكماش السياحة الداخلية التي تشكل 70% من إجمالي السياحة الإيرانية، خاصة مع زيادة حذر الإيرانيين بشأن الإنفاق.
aXA6IDE4LjE5MS4xMDcuMTgxIA==
جزيرة ام اند امز