العملة الإيرانية تواصل انهيارها غير المسبوق
العملة الإيرانية تواصل التدهور أمام الدولار الأمريكي في سوق النقد الأجنبي وسط تدهور الأوضاع المعيشية وتزايدمعدلات التضخم
سجلت العملة الإيرانية تراجعا جديدا الإثنين أمام الدولار الأمريكي لتضاعف أزمات الاقتصاد الإيراني وسط تدني القدرة الشرائية للمستهلكين وعدم قدرة السلطات الحكومية على دفع الرواتب الشهرية للموظفين بالدولة.
وبلغ سعر صرف الدولار 10750 تومانا إيرانيا "التومان يساوي 10 ريالات إيرانية"، بحسب موقع "بونابست" المتخصص برصد النقد الأجنبي، بعد أن سجلت 10570 تومانا إيرانيا الأحد، بينما توقفت حركة البيع والشراء بالصرافات الرسمية والبنوك أمام المتعاملين الراغبين في تدبير احتياجاتهم من العملة الصعبة التي باتت أزمة متفاقمة في طهران مؤخرا، الأمر الذي دفعهم للبحث عن العملات الأجنبية في السوق الموازي .
وفقدت العملة الإيرانية أكثر من نصف قيمتها منذ أبريل/نيسان الماضي، نظرا لضعف مؤشرات الاقتصاد والصعوبات المالية في البنوك المحلية، وأيضا الطلب المكثف على شراء الدولار بين الإيرانيين، خشية التداعيات السلبية للعقوبات الأمريكية التي دخلت حيز التنفيذ مؤخرا، على خلفية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني المبرم قبل 3 سنوات.
وتنتظر إيران في 6 من نوفمبر/تشرين ثاني المقبل بدء الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية، المرتبطة بقطاعي النفط والغاز وهي عقوبات يتوقع أن تكون أشد قسوة على اقتصاد البلاد المتراجع بفعل الفساد والتخبط الحكومي في إدارة ملفات الاقتصاد.
وكشفت وسائل إعلام إيرانية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن ارتفاع مطرد في أسعار السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية للإيرانيين، إضافة إلى زيادة قيمة استئجار الوحدات السكنية، رغم تدني الأجور الشهرية.
وتشهد قيمة أغلب تلك البضائع والسلع زيادة شبه يومية، الأمر الذي قلص القدرة الشرائية للمستهلكين الإيرانيين إلى أدنى مستوياتها، حيث وصل سعر كيلو جرام واحد من لحوم الدواجن في أسواق التجزئة إلى نحو 11000 تومان إيراني، رغم بقائه قبل أسابيع قليلة عند حاجز 9000 تومان.
وكشفت تصريحات أدلى بها أحد المستمعين لـ"راديو فردا" الناطق بالفارسية، قوله إن الغلاء قد تفشى ولم يعد هناك مجال للشكوى سوى لله، لافتا أن لديه مبلغ 1000 تومان يكفي فقط لشراء الخبز شهريا.
وأشار إلى أن قدرته الشرائية تقلصت بحيث لم يعد قادرا حتى على تدبير احتياجاته من "الجبن" الذي يعد أرخص السلع في إيران.
وتفجرت موجات من الغضب الشعبي على مدار الأشهر الأخيرة في إيران، حيث احتج عمال ومعملون وطلاب ومتقاعدون ضد التدهور الاقتصادي، والمغامرات العسكرية بالخارج.
وتتزايد أسعار السلع الأساسية والبضائع في إيران بشكل مطرد مؤخرا، رغم تدني الأجور وتأخر حصول ملايين العمال على حقوقهم ومزاياهم الوظيفية لعدة أشهر، الأمر الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات وإضرابات في مختلف أقاليم البلاد اعتراضا على الغلاء والمشكلات الاقتصادية مؤخرا.