"تجاذبات اليورانيوم".. هل أطلقت إيران رصاصة الرحمة على الاتفاق النووي؟
تحاول إيران رسم صورة مغايرة للواقع عن عدم حاجتها للاتفاق النووي أو رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وأن الاقتصاد طبيعي.
لكن واقع الحال وتصريحات بعض الخبراء والمختصين يرون أن الأمور بشكل يخالف ما يحاول المسؤولون في الداخل الإيراني، رسمه.
- هل سعت إيران للحصول على سلاح نووي؟.. تقرير استخباراتي سويدي يجيب
- رئيس الموساد يغادر الإثنين لواشنطن لشرح مخاطر "نووي إيران"
فالعقوبات أثرت على جميع نواحي الحياة والشعب الإيراني لا يتحمل المزيد من تداعيات تلك العقوبات التي زادت من قائمة الفقراء وجيش البطالة فضلاً عن ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية.
وقالت صحيفة "اعتماد" الإيرانية المقربة من معسكر الإصلاحيين في تقرير، الأربعاء، إن "الأطراف الغربية وإيران اقتنعوا بموت الاتفاق النووي وذلك عقب تصريح لمنسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مؤخراً".
وأضافت "أن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة والمفاوضات المرتبطة بها تدور باستمرار مثل تفاحة معلقة في السماء لا تسمح للمحللين بالتنبؤ الدقيق والمتسق بمصيرها".
ومضت قائلة "حتى الأسبوع الماضي، اعتبر الكثيرون توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة نهائيًا، لكن الكثيرين الآن يرون الآن أن إحياء الاتفاق النووي، يشبه عودة شخص ميت إلى الحياة وهذا أمر مستحيل".
37 مليار خسائر شهرياً
وقال حشمت الله فلاحت بيشه، النائب الإيراني السابق والخبير في الشؤون الدولية، اليوم، "حسب التقديرات الرسمية التي قدمتها المؤسسات الحكومية نفسها، فإن العقوبات تكلف البلاد حوالي 37 مليارات دولار شهريًا".
وأضاف "والآن بعد أن كان من المفترض رفع العقوبات، يجب تحديد مقدار هذه الأموال التي ستعود إلى الموارد المالية وإنشاء أسواق جديدة وما إلى ذلك لزيادة القوة الاقتصادية للشعب".
ومضى قائلا إن "خطة إحياء الاتفاق النووي سيكون لها منافع اقتصادية للشعب الإيراني، ويجب على الحكومة أن تنقل بوضوح فوائد خطة العمل الشاملة المشتركة إلى الناس".
إيران تعرقل الاتفاق
في المقابل، أعلن نائب الرئيس الإيراني لشؤون البرلمان، محمد حسيني، الأربعاء، أن النظام في بلاده خلص إلى أن القضية الأساسية للبلد ليست المفاوضات النووية مع القوى الغربية وأن المفاوضات قد لا تصل إلى نتيجة لإحياء الاتفاق النووي.
وأضاف محمد حسيني خلال مؤتمر صحفي تابعته مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، "في الجولة الجديدة من المفاوضات، خلص النظام إلى أنه لا ينبغي التفاوض على القضية الرئيسية للبلاد وأن المفاوضات قد لا تصل إلى نتيجة لإحياء الاتفاق النووي".
وتابع "يجب أن يكون لإيران خططها وعملياتها الخاصة لتحييد العقوبات الأمريكية"، مبيناً: "يجب اتباع تحييد العقوبات، وإذا لم يتم إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، فلن تكون هناك مشكلة".
وبين حسيني أن "البرلمان عقد اجتماعاً مع المفاوضين في الملف النووي، مضيفا إن أعضاء البرلمان على علم بكامل تفاصيل المفاوضات النووية.
وتعهد حسيني بأن إيران سوف تنشر النسخة النهائية من الاتفاقية التي اقترحها الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة.
كما قال "تم الإفراج عن جزء من الأموال المجمدة في الخارج وازداد تفاعلنا مع العالم فيما يتعلق ببيع النفط، ولكن لدينا أيضًا ديون علينا سدادها".
"مستعدون لكل السيناريوهات"
وكان البيت الأبيض أعلن أمس، أن "واشنطن مستعدة لجميع السيناريوهات سواء تحققت العودة للاتفاق النووي أم لم تتحقق".
وقال جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي "إننا ما زلنا في مرحلة محاولة إعادة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة، وهذا لا يعني أن الولايات المتحدة أقل التزامًا بالاتفاقية".
وفي إشارة إلى وجود خلافات بين طهران وواشنطن، قال كيربي "لا يمكنني الإعلان عن موعد لتحقيق الاتفاق وعندما يتم التوصل إلى الاتفاق سيتم إبلاغ الجميع به".
من جهته، أعلن نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، أنه لا تزال هناك فجوات وخلافات مع إيران بشأن المسودة المقترحة، مبيناً "أنه من الواضح من رد إيران أن هذه الثغرات والخلافات لا تزال قائمة".
فيما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أن أمريكا أبلغت إسرائيل أن الاتفاق النووي لن يكون على جدول الأعمال في الوقت الحالي.
وتابعت أن "رئيس الوزراء يائير لابيد تلقى رسالة في المحادثات الأخيرة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ومسؤولين آخرين في هذا البلد، مفادها أن الاتفاقية بين طهران والقوى العالمية لن يتم التوقيع عليها في المستقبل القريب".
وكان منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قال في تصريحات الإثنين الماضي، "إذا كان الهدف هو إبرام الاتفاق النووي سريعاً، فالرد الإيراني الذي وصلنا لا يخدم ذلك".
وأضاف بوريل "يؤسفني القول أن ثقتي بإمكانية إحياء الاتفاق باتت أقل من السابق لكنني سأواصل المساعي والجهود مع باقي أطراف الاتفاق وخاصة الولايات المتحدة".
وكانت الولايات المتحدة اعتبرت الأسبوع الماضي أن رد طهران على المسودة الأوروبية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لم يكن "بناء".
"قنبلة الوكالة"
من جهتها، قالت وكالة الطاقة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الأربعاء إن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب بلغت حاليا أكثر من 19 ضعفا للحد المنصوص عليه في خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأضافت "أن حجم احتياطيات إيران من اليورانيوم بتركيز 60٪ زاد إلى درجة أنه في حالة التخصيب الإضافي سيكون كافياً لإنتاج قنبلة ذرية"، مبينة في تقريرها ربع السنوي الذي أعدته لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "أن إيران زادت احتياطياتها من اليورانيوم 60٪ من 12.5 كيلوجراماً إلى 55.6 كيلوجراماً مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة".
ولصنع قنبلة نووية، هناك حاجة إلى كمية معينة من اليورانيوم ويجب زيادة تركيزه إلى 90٪، وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران اقتربت من هذا الحجم المطلوب لإنتاج قنبلة ذرية.
ويضيف التقرير أيضًا أن احتياطيات إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب تزيد 19 مرة عن الحد الافتراضي المحدد في الاتفاقية النووية في يوليو/تموز 2015 والمعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
وتضيف الوكالة أن إيران خزنت حوالي 3940 كيلوجرامًا من احتياطيات اليورانيوم منخفض التخصيب حتى 21 أغسطس/آب من هذا العام، وهو ما يزيد بنحو 132 كيلوجرامًا في مايو/أيار الماضي.
كما ذكرت هذه المنظمة الدولية أن إيران لم تقدم بعد إجابة مقنعة وموثوقة حول منشأ اليورانيوم الذي تم الكشف عنه في مواقعها الثلاثة غير المعلنة.