مزدوجو الجنسية.. بيادق في مواجهة إيران مع الغرب
كشف الإفراج عن السجينتين البريطانيتين من سجون إيران مؤخرا، كيف تستغل طهران ورقة مزدوجي الجنسية في مفاوضاتها مع الغرب.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن إطلاق سراح السجينين جاء بعد دفع المملكة المتحدة لإيران حوالي 520 مليون دولار لتسوية دين عمره 40 عاما، للإفراج عنهما.
لكن نازانين زاغاري راتكليف، قالت إن محنتها التي استمرت ست سنوات تقريبا في السجن لم تكن "مهمة أنجزت"، بل أن معنى الحرية لن يكتمل أبدا حتى يتم لم شملنا جميعا؛ المحتجزين ظلما في إيران، مع عائلاتهم.
وكان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، وصف إطلاق سراح زاغاري راتكليف والبريطاني الإيراني الآخر، أنوشه عاشوري بأنه "إنجاز ضخم" للدبلوماسية البريطانية، بعد حل قضية كانت على جدول الأعمال الوطني لسنوات.
ووفقا للشبكة، يشكل إطلاق سراح راتكليف وعاشوري ختام فصل واحد فقط من تاريخ طويل من السجناء الذين أصبحوا أوراق مساومة في المشاحنات السياسية بين طهران والغرب.
وعلى الرغم من نفي طهران وجود صلات لإطلاق سراح السجناء من إيران بالمحادثات النووية، لكن اعتقال وإطلاق سراح الإيرانيين مزدوجي الجنسية، أعطى في السابق مؤشرا بشأن الاتجاه الذي قد تسير فيه المحادثات.
فعلى سبيل المثال، ارتفع عدد مزدوجي الجنسية الذين اعتقلتهم إيران بحلول عام 2015، عندما تم توقيع الاتفاق السابق.
وفي عام 2016، أطلقت إيران سراح خمسة سجناء أمريكيين. لكن عملية الإفراج هذه سبقتها واحدة من أكبر المدفوعات التي دفعتها الحكومة الأمريكية إلى إيران لتسوية نزاع قديم.
وبينما كانت مفاوضات الإفراج جارية، أفرجت الولايات المتحدة عن 400 مليون دولار من الأموال المجمدة منذ عام 1981، والتي تم إرسالها إلى إيران نقدا على متن طائرة، بالإضافة إلى 1.3 مليار دولار أخرى من الفوائد المستحقة لإيران، والتي وصفها جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت، بـ "المحفزة"..
وترى تريتا بارسي، الخبيرة في الشأن الإيراني، أن إيران لم تعتقل جميع مزدوجي الجنسية للأسباب نفسها.
وقالت بارسي إن "بعض الأشخاص الذين تم احتجازهم في بداية تفعيل الاتفاق النووي كان بشكل معتمد من قبل عناصر متشددة داخل إيران والذين أرادوا التأكيد على عدم ترجمة الاتفاق إلى دفء أكبر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران".
وأوضحت أن إطلاق سراح السجناء من جانب واحد عادة ما يكون مصحوبا بشكل من أشكال التبادل، سواء كان ذلك تبادلا للسجناء أو تسوية للنزاعات القديمة، مشيرة إلى أن السجناء الإيرانيين في الدول الغربية عادة ما يكونوا مشاركين في انتهاك العقوبات المفروضة على طهران.
ومنذ إطلاق سراح السجناء الأمريكيين من إيران عام 2016، اعتقلت إيران مواطنين أمريكيين آخرين، منهم باقر نمازي، الذي سافر إلى طهران للمساعدة في إطلاق سراح ابنه سياماك نمازي، وهو أيضا مواطن أمريكي.