احتجاجات إيران في 4 أسئلة.. حيثيات وتداعيات
4 أسئلة تختزل إجاباتها الاحتجاجات الإيرانية المتصاعدة جراء الغلاء وتسبر أغوار غضب شعبي تتقاطع عنده أسباب داخلية وخارجية.
الحكومة الإيرانية حشدت قبل أيام عشرات الآلاف من أنصارها، في استعراض داخلي للقوة بعد أسابيع من احتجاجات على الأسعار تحولت لأعمال عنف، ما أدى إلى إصابات واعتقالات.
وحينها، احشد الآلاف من أنصار الحكومة خارج طهران، من بينهم 50 ألفا من عناصر الحرس الثوري وقوات الباسيج شبه العسكرية.
وبدأت الاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي قيل إنها اندلعت فيما لا يقل عن 40 مدينة وبلدة في شتى أنحاء طهران، بسبب المسائل الاقتصادية، لكنها تحولت لاقتصادية بحتة، بحسب ما أظهرته مقاطع فيديو نشرها نشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي السطور التالية، تستعرض شبكة "سي إن إن" الأمريكية كل ما تحتاج معرفته عن آخر الاحتجاجات التي شهدتها إيران.
لماذا بدأت؟
في بداية مايو/أيار الجاري، اندلعت احتجاجات في أنحاء بعض أفقر المدن الإيرانية، بعدما أوقفت الحكومة دعم الغذاء، ما تسبب في ارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية القائمة على الدقيق بنسبة 300%.
كما قفزت أسعار سلع أساسية أخرى، مثل زيت الطهي ومنتجات الألبان، وقالت الحكومة إن الخطوة استهدفت إعادة توزيع المعونات على أصحاب الدخل المنخفض.
وفي وقت سابق، أدخل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التغييرات المتعلقة بالدعم التي استهدفت السيطرة على أسعار السلع الأساسية، في محاولة للتخفيف من آثار زيادة أسعار القمح العالمية والعقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني.
وتدفقت حشود ضخمة إلى الشوارع بإقليم خوزستان الجنوبي للاحتجاج على الزيادة في الأسعار، ثم انتشرت الاحتجاجات لاحقا بالمحافظات الأخرى.
وحملت المسيرات أصداء عام 2019، عندما تدفق الكثيرون على الشوارع احتجاجا على زيادة أسعار الوقود، في مظاهرات أصبحت الأعنف منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979.
هل لحرب أوكرانيا تأثير؟
تعد إيران واحدة من أكبر مستوردي القمح العالميين، حيث تعتمد على روسيا وأوكرانيا فيما يقرب من 40% من إمدادات القمح، بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
وبما أن نفطها يخضع للعقوبات الأمريكية منذ 2018، اعتمدت إيران على المشترين الصينيين، لكن صادرتها من الخام إلى بكين تراجعت بشكل حاد منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، بحسب "رويترز".
كيف ردت طهران؟
أقرت الحكومة بالاحتجاجات لكنها قالت إنها تجمعات صغيرة. ووصفت وسائل الإعلام الحكومية المحتجين بـ"مثيري شغب ومحرضين"، ولفتت إلى أن العشرات تم اعتقالهم.
وقالت السلطات إن الاضطرابات الداخلية بسبب أسعار الغذاء حرض عليها "أعداء" خارجيون.
وذكر أحد مستخدمي الشبكات الاجتماعية داخل إيران أن خدمات الإنترنت تعطلت، لكن السلطات الرسمية تنفي هذا الأمر.
هل تؤثر الاحتجاجات؟
لا يشترط بالضرورة أن تفضي الاحتجاجات إلى إسقاط النظام الإيراني، لكن بحسب مقال رأي كتبه جيسون رضائيان، رئيس مكتب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في طهران سابقا، فإن افتقار الحكومة للاستجابة الملائمة سيسمح بتفاقم حالة الغليان.
وتأتي الاحتجاجات في وقت تحاول فيه إيران إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العظمى الذي كبح قدرات طهران النووية مقابل رفع العقوبات.
وقد يتسبب تفاقم الوضع الاقتصادي في زيادة الحاجة الملحة لتوصل إيران إلى اتفاق، لكنها التزمت موقفا حازما بشأن مطالبها.