قاعدة العديد في قطر .. ماذا لو اندلعت حرب أمريكية إيرانية؟
هل ستضع قاعدة جوية أمريكية في دولة عدائية موالية لإيران؟ هذا ما تفعله واشنطن الآن بوجود قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر.
هل ستضع قاعدة جوية أمريكية، بمعداتها وموظفيها، في دولة عدائية موالية لإيران؟ هذا ما تفعله واشنطن الآن بوجود قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر.
- مسؤول أمريكي سابق يتوقع نقل قاعدة العديد حال استمر إرهاب قطر
- خالد الهيل يكشف هيمنة إيران على الغاز القطري
بهذه الكلمات بدأ رئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية سلمان الأنصاري، مقاله على موقع "ذا هيل" الأمريكي، مشيرا إلى أنه في أوائل العام الجاري أكد وزير الدفاع السابق روبرت جيتس أهمية نقل القاعدة الجوية من قطر.
وقال الأنصاري إنه وفقا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن نقل القاعدة الجوية لن يشكل عقبة كبيرة، فعندما سُئل عن تأثير الأزمة الحالية مع قطر على القاعدة الجوية في مقابلة أذيعت في يوليو/تموز الماضي، قال ترامب إنه إذا اضطرت أمريكا لنقل القاعدة سيكون هناك 10 دول ترغب في بناء قاعدة أخرى لأمريكا وسيدفعون التكاليف.
وأوضح الأنصاري أن احتمال حدوث مواجهة عسكرية حقيقية بين أمريكا وإيران أصبح أكثر عرضة للحدوث، وذلك في أعقاب خطاب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي بأن إيران ليست ملتزمة بخطة العمل الشاملة المشتركة.
وأشار الأنصاري إلى أنه إذا اشتبكت واشنطن وطهران واندلعت الحرب، فإن دور قطر المحتمل في هذا السيناريو يثير أسئلة حول سلامة وأمن العمليات الجوية للقاعدة وموظفيها، مشيرا إلى أن قدرة إيران على اختراق المصالح الأمريكية تشكل إمكانية حقيقية تتضمن سيناريوهات محتملة لتعطيل عملاء طهران لمهام القاعدة، مثل قطع البنزين والإمدادات العسكرية المهمة.
يرى الأنصاري أن هذه احتمالية خطيرة، ويجب أن تجعل المخططين للحرب يفكرون في نقل الترتيبات على الفور، مشيرا إلى أن قطر اختارت طريقها مع إيران من خلال الطاقة والاقتصاد والأمن، ويجب نقل القاعدة إلى دولة مستضيفة أخرى في أسرع وقت ممكن.
وأوضح الأنصاري أن قطر تعد موطنا لقاعدة العمليات المتقدمة للقيادة المركزية الأمريكية، إلا أن هذه القاعدة ليست الممتلكات الأمريكية الوحيدة في العديد، فهناك مدرجان للطائرات قادران على استيعاب طائرات أمريكية من أي حجم.
بالإضافة إلى استضافة القوات القطرية، فالقاعدة تستضيف جناحا جويا عسكريا رقم 379 التابع للقوات الجوية الأمريكية، فضلا عن المقر الرئيسي للعمليات المتقدمة لقيادة العمليات الخاصة للقيادة المركزية، كما أن هناك فروعا أخرى للجيش الأمريكي نشطة في قطر، من بينها قوات "سيلز" التابعة للبحرية الأمريكية.
وقال الأنصاري، إنه بينما تُعد العديد المقر الرئيسي للعمليات العسكرية والجوية الأمريكية في العراق وسوريا وأفغانستان، فإنه قد حان الوقت لإنهاء الاعتماد على قطر كمركز أمريكي؛ لأن روابط الدوحة مع إيران أصبحت واضحة وضوحا متزايدا، فالدوحة متواطئة في توسع طهران في أرجاء الأراضي العربية في بلاد الشام، والعناد القطري واضح أمام الجميع.
وفي الوقت الذي تصبح فيه الأزمة أكثر وضوحا للعلاقات الإيرانية القطرية، يتشكك بعض الأمريكيين حول الأساس المنطقي لوجود القاعدة في قطر، فتثير رئيسة اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس النواب الأمريكي إليانا روس-ليتينن، أسئلة بشأن مدى ملاءمة قطر لاستضافة قاعدة العديد نظرا لفشل الدوحة في اتخاذ إجراءات ضد ممولي الإرهاب.
وقالت إن الدور القطري في التوجيه النشط للتمويلات أو الفشل في منع الآخرين من إرسال الأموال إلى الجماعات المحظورة، يجب أن يثير أسئلة حول الوجود العسكري الأمريكي الكبير المستمر في قطر.
وأضافت أنه يجب ألا تسمح أمريكا بأن تُستخدم قاعدتها الجوية وسيلة لتبرير هذا النوع من السلوك، مشيرة إلى أنه يجب أن يغير سلوك الدوحة الوضع الراهن، واصفة الدوحة بأنها تتيح بيئة متساهلة لتمويل الإرهابيين، وأنها استضافت علنا قادة طالبان وتضم أفرادا على قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية ولم تلاحقهم قضائيا.
كما أشار الأنصاري إلى تصريح سابق لرئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم، بأن قطر لن تسمح بشن أي هجوم من قطر ضد إيران، مما يجعل القاعدة غير مجدية في حالة المواجهة مع إيران، ووجهة النظر تلك مترسخة في القيادة القطرية.
وأوضح الأنصاري أن قطر ليست حليفة لجيرانها أو الولايات المتحدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بإيران، مضيفا أن قطر دائما ما كانت ناشزا في مجلس التعاون الخليجي، وطويلا ما نظر إليها جيرانها بعين الشك بكونها عميلة إيرانية، مختتما مقاله بالقول إن العديد عنصر مركزي للقدرة الحربية الجوية الأمريكية، وتقع الآن على أراضٍ إيرانية.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIxNiA= جزيرة ام اند امز