إيران في الإعلام.. الريال والنفط الراكد يكشفان انهيارا وشيكا
تتصدر الأخبار السلبية المتتالية عن سوق النفط الخام في إيران، إلى جانب انهيار العملية المحلية، المشهد الاقتصادي في البلاد
تتصدر الأخبار السلبية المتتالية عن سوق النفط الخام في إيران، إلى جانب انهيار العملية المحلية، المشهد الاقتصادي في البلاد التي تدخل الشهر المقبل العام الثالث من العقوبات الأمريكية المفروضة عليها منذ أغسطس/ آب 2018.
ويرزح إنتاج النفط الإيراني عند أدنى مستوياته منذ 4 عقود، مسجلا حجم إنتاج دون مليوني برميل يوميا للشهر الثالث على التوالي، تحت ضغوطات صعوبة تصدير الخام، بفعل العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد منذ عامين.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الثلاثاء، إن إنتاج إيران النفطي في يونيو/ حزيران الماضي بلغ 1.947 مليون برميل يوميا، مقارنة مع 1.954 مليون برميل يوميا في مايو/ أيار الماضي، و1.973 مليون برميل في أبريل/ نيسان.
وعلى أساس سنوي، أظهر مسح لـ"العين الإخبارية" بالرجوع للبيانات التاريخية لمنظمة أوبك، أن إنتاج إيران النفطي خلال الشهر الماضي تراجع بنسبة 12.5%، نزولا من 2.225 مليون برميل يوميا في يونيو/ حزيران 2019.
وفي الوقت الذي تبحث فيه إيران عن منفذ لتصريف النفط الراكد، تقف لها الولايات المتحدة بالمرصاد من خلال عقوبات ذكية قلصت مستويات إنتاج طهران لأدنى مستوى في التاريخ.
وأعادت الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية لمعاقبة طهران لإشعالها صراعات في الشرق الأوسط وكبح برامجها النووية.
وطوال السنوات الماضية استقطعت طهران جزءا كبيرا من عائدات النفط لتمويل جماعات ومليشيات إرهابية في عدد من الدول لزعزعة استقرارها. ولكن الإجراءات التي اتخذتها العديد من الدول بوقف استيراد نفط طهران كبحت طموحات إيران الإرهابية.
وسلطت صحيفة إيرانية معارضة الضوء على تراجع إنتاج وصادرات النفط الخام لأدنى مستوى متأثرة بالعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ عامين.
وأوضحت صحيفة كيهان لندن الناطقة بالفارسية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، الإثنين، أن مبيعات الخام الإيراني تراجعت إلى حوالي 70 ألف برميل/ يوميا منذ مارس/ آذار 2020.
واستندت الصحيفة إلى تصريحات أدلى بها مؤخرا مسؤول الشؤون الإيرانية بوزارة الخارجية الأمريكية براين هوك حول أن إيران كانت تسيطر على 3% (قرابة 2.5 إلى 2.7 مليون برميل نفط) من إمدادات النفط العالمية حينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب النووي في مايو/ أيار 2018.
وبلغ احتياطي النفط الخام الإيراني ذروته في أواخر مايو/ أيار 2020، واضطرت البلاد منذ ذلك الحين إلى خفض إنتاج النفط. تمتلك إيران حاليا ما يقدر بنحو 58 مليون برميل من النفط في احتياطياتها داخل مخازن عائمة خاصة بها، حسب موقع "أويل برايس".
الريال المنهار
ومن النفط إلى العملة المنهارة، إذ هبط الريال الإيراني الخميس، إلى أدنى مستوى له على الإطلاق أمام الدولار الأمريكي في السوق غير الرسمية (السوداء)، مع تفاقم التداعيات الاقتصادية للعقوبات الأمريكية و جائحة فيروس كورونا.
وبحسب موقع بونباست دوت كوم المتخصص في الصرف الأجنبي، الذي يرصد السوق غير الرسمية، فإن سعر الدولار وصل إلى 240 ألف ريال. بينما سعر الريال الرسمي على الموقع الالكتروني للبنك المركزي الإيراني هو 42 ألف ريال.
وموجة الهبوط الجديدة التي دخلها الريال الإيراني خلال الأسبوعين الماضيين، تأتي نتيجة انهيار باقي مقومات الاقتصاد الإيراني، بالتزامن مع دخول العقوبات الأمريكية عامها الثالث في أغسطس/ أب المقبل.
وتتسع رقعة الفقر في إيران كل يوم، في ظل وضع اقتصادي متدهور، ونظام يسخر كل إمكانياته لدعم المليشيات الإرهابية في المنطقة، لزعزعة استقرار بعض الدول.
وبسبب ضعف عائدات النفط والعملة المنهارة، يعاني الاقتصاد الإيراني كسادا واسعا جراء سوء الإدارة الحكومية والعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ عامين، يزيد من حدتها تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد.
ومع خسارة إيران لنحو نصف إيراداتها من النفط والسياحة والتجارة والصناعات غير النفطية والخدمات. وتراجعت إيرادات صادراتها، خاصة من النفط بنحو أكثر من 80% بسبب العقوبات الأمريكية وتداعيات الجائحة.
بدأ النظام الإيراني يلجأ إلى فرض المزيد من الضرائب بسبب الخسائر الاقتصادية التي تعرض لها، وهو مؤشر على حدوث صدام كبير بين الشعب الإيراني ونظامه.
والأحد الماضي، وافق نواب البرلمان الإيراني بشكل مبدئي على خطة ضريبية عاجلة على المنازل الشاغرة. وسيتم بحث و مراجعة مبدأها في الجلسة المقبلة للبرلمان. وإذا تمت الموافقة على الخطة بشكل نهائي، ستفرض الحكومة ضريبة على المنازل التي ظلت شاغرة لأكثر من عام.
aXA6IDEzLjU5LjkyLjI0NyA= جزيرة ام اند امز