مراكز الشيعة بفرنسا.. "قاعدة إرهابية" بين مخالب إيران؟
الآلاف من الإيرانيين والشيعة من بلدان عربية وأفريقية يعيشون بفرنسا ما يشكل قوة مذهبية تعمل طهران على استقطابها لاختراق المجتمعات.
أجندة تتوضح تفاصيلها تدريجيا خصوصا مع انتشار مراكز الشيعة في فرنسا، وتواتر التقارير الإعلامية المحذرة من "تجنيدها" من قبل النظام الإيراني الساعي إلى "تصدير ثورته" وفق رؤيته، واستحداث خلايا شيعية موالية له في الدول العربية والغربية، ليمتلك بذلك ورقة يناور بها وتدعم نفوذه في صراعه مع الدول.
تقرير صادر عن مركز إسرائيلي للأبحاث حذر من استخدام إيران لمراكز شيعية في فرنسا لنشر الإرهاب.
وأفاد التقرير الصادر عن مركز "ألما" للأبحاث والتعليم، بأنه من المحتمل أن تستخدم طهران منظمتين في فرنسا، هما: "الغدير" و"إمام الخوئي" لـ"نشر الأيديولوجية الخطيرة للمحور الشيعي المتطرف بقيادة إيران للشباب والكبار على حد سواء."
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن التقرير أن هذا المحور يستهدف تطوير "بنية تحتية موحدة مدنية وعسكرية نشطة"، كقاعدة إرهابية محتملة على الأراضي الأوروبية.
ويبدو أن تلك التقارير والأنشطة جميعها جزءًا من حركة يشار إليها بـ"أهل البيت" وتأسست عام 1990.
وأكد مركز "ألما" أنه سيواصل التحقق بشأن ما إن كانت تلك المنظمات تعمل بصفتها منصة تعزز "التلقين والأيديولوجية المتطرفة المرتبطة بالأنشطة الإرهابية".
لكن تقارير أفادت بأن فرنسا ليست على دراية بتلك المنظمات وانتمائها للمحور الشيعي، لكنها راقبت عن كثبت وأغلقت في بعض الأحيان حتى المؤسسات الدينية التي يرتبط بعضها بأنشطة جماعة الإخوان، طبقًا لبيان صادر عن مركز "ألما".
مراكز الشيعة بفرنسا.. شبهات
العشرات من المؤسسات الشيعية توجد في فرنسا، وتجمع غالبية الشيعة من جميع الجنسيات، في مقدمتها "مؤسسة الإمام الخوئي الثقافية"، ومقرها باريس، و"الجمعية الإسلامية اللبنانية"، ومقرها تولوز.
وهناك أيضا "مركز زينب"، ومقره مدينة تولوز، و"الاتحاد الشيعي الفرنسي" ومقره "غراند سينت" في "با دو كاليه"، والأخير تجمع رسمي يمثل الشيعة في فرنسا بجميع أصولهم ومنابتهم المختلفة، ويدعي أنه ينشر الوعي لدى الشيعة وثقافة آل البيت، ويديره يحيى القواسمي.
ومن المؤسسات الشيعية في فرنسا أيضا، جمعية "الغدير" الإسلامية، وهناك أيضا كلية المعارف الإسلامية، التابعة لجامعة المصطفى العالمية، وهي أذرع نظام طهران التعليمية وتشكل أبرز الجامعات الدينية الإيرانية في الخارج.
ويضاف إلى القائمة "بيت الزهراء" المخصّص للشيعة الإيرانيين، والذي داهمته الشرطة الفرنسية في 2018 وأوقفت عددا من مسؤوليه وأعضائه بشبهة تمجيد الإرهاب.
وتشتبه السلطات الفرنسية بأن هذه الجمعيات "تشرعن للإرهاب" و"تمجد حركات متهمة بالإرهاب" على غرار حركة حماس وحزب الله المدعومين من إيران.
في الأثناء، يرى محللون أن طهران تعمل منذ سنوات طويلة على استثمار الوجود الشيعي في فرنسا، سواء من مواطنيها أو من غيرها من الجنسيات، في نهج يشكل استمرارا لأجندتها.
تمش لعب المسؤول ورجل الدين الإيراني مهدي روحاني، والذي عمل رئيسا للطائفة الشيعية لمدة عشرين عاما بفرنسا، دورا محوريا فيه، حيث أسس المركز الإسلامي الإيراني في باريس، الوكر الذي تستخدمه طهران أداة لنشر إيديولوجيتها المتطرفة.
فيما لعبت سفارة إيران في باريس دورا مهما من خلال نشر عدد من الأنشطة الموجهة للسكان الشيعة بالأساس في فرنسا، وفق تقارير أكدت أن الاستقطاب لا يزال مستمرا وبوتيرة أسرع، في بلد لا يزال مترددا حيال تصنيف أبرز أذرع طهران (حزب الله) على لائحة الإرهاب.