روسيا ورسائل الضربة الأمريكية لإيران.. هل تتأثر مفاوضات أوكرانيا؟

يمكن لروسيا أن تستخلص إشارات معينة من الضربة الأمريكية الأخيرة لإيران، بينها ما يتعلق بدور واشنطن كـ"مفاوض موثوق" في أوكرانيا.
بالعودة أشهرًا إلى الوراء، فاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانتخابات 2024 لأن الناخبين تبنّوا رسالته المتمثلة في إبقاء أمريكا بعيدة عن الصراعات طويلة الأمد، فضلًا عن تعهّده بإنهاء حرب أوكرانيا.
وبالفعل، أحرزت إدارة ترامب تقدّمًا كبيرًا، خاصة مع إعادة فتح قنوات مستقرة للحوار مع روسيا، لكن ثبتت صعوبة التوصّل إلى إطار لتسوية تفاوضية تحظى بموافقة جميع الأطراف المعنية، وهي أوكرانيا وروسيا وأوروبا، وفقًا لما ذكره موقع "ريسبونسيبل ستايت كرافت".
وأشار الموقع إلى أن الاعتقاد بأن البيت الأبيض كان على علم بقرار إسرائيل الهجوم على إيران وخدعها بجولات من المحادثات النووية، قد يُلقي بظلاله على جهود واشنطن لبناء الثقة مع موسكو، وتقديم نفسها كمفاوض حسن النية في الملف الأوكراني.
وقد تكون أفضل طريقة لتبديد هذا القلق المستمر هي بذل جهد لإعادة إشراك إيران في مفاوضات جوهرية، وقبول عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للوساطة في ملفها النووي، خاصة وأن موسكو منخرطة بعمق في الشرق الأوسط.
كما أن إحياء المحادثات النووية الإيرانية لا يعزّز المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط فحسب، بل يُرسي أيضًا روابط أوسع بين واشنطن وموسكو، ويمكن أن يخلق زخمًا دبلوماسيًا إيجابيًا نحو تسوية تفاوضية بشأن أوكرانيا.
من جهة أخرى، يُظهر قرار واشنطن إنهاء مساعدات أوكرانيا قبل الأوان المُقايضات الصارخة التي تواجهها الولايات المتحدة فيما يتعلق بتمويل جهود الحرب الخارجية حول العالم، مع الحفاظ على مخزوناتها المحلية ووضعها الدفاعي في آنٍ واحد.
ودائمًا ما حذّر مسؤولو الإدارة من أن الولايات المتحدة "ستنسحب" ما لم يُحرز تقدّم نحو تسوية تفاوضية بين روسيا وأوكرانيا.
ومع ذلك، لا يزال الانخراط الأمريكي في عملية السلام بالغ الأهمية، حيث تحتاج كييف وشركاؤها الأوروبيون، الآن أكثر من أي وقت مضى، إلى التوصّل إلى مجموعة من المقترحات الأولية لإنهاء الحرب، والتي يمكن أن تضمن استمرار دعم الولايات المتحدة لكييف.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA==
جزيرة ام اند امز