مليشيات إيران وحزب الله.. تفاصيل "إعادة الانتشار" بسوريا
رصد تحركات إيرانية جديدة في سوريا تبدو وكأنها "إعادة انتشار" بالتعاون مع مليشيا حزب الله اللبناني.
نقل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، عن عناصر استخباراتية أمريكية تتابع الوضع في سوريا عن كثب، قولها إنه تم رصد تحركات إيرانية جديدة في سوريا تبدو وكأنها "إعادة انتشار" بالتعاون مع مليشيا حزب الله اللبناني، مؤكدين أن إيران قامت بنقل مليشيات شيعية من إيران وأفغانستان والعراق خلال الفترة الأخيرة، لتعزيز بعض مواقعهم في جنوب سوريا. وفيما يبدو أنها خطة إيرانية جديدة لتطويق القوات الأمريكية في معبر التنف الحدودي، وإجبار واشنطن على القبول بقوات إيرانية دائمة على الحدود العراقية- السورية.
وتابع المعهد، خلال دراسة بحثية، أمس، أنه تم رصد انتشار كبير لعناصر حزب الله اللبناني، بطول الحدود السورية- الأردنية، ومحاولة تطويق محافظة درعا المتاخمة للحدود، والتي تعدّ طريق إمدادات رئيسي لتسليم بعض الأسلحة إلى جماعات المعارضة المسلحة، فضلاً عن رصد محاولة عناصر الحزب اللبناني من الوصول إلى أجزاء أكبر في مرتفعات الجولان، لتحقيق عدة أهداف مجتمعة أهمها؛ تشكيل تهديد أكبر على إسرائيل، وقطع خطوط الاتصال إلى المتمردين في درعا، وضمان أمن دمشق بشكل أفضل ضد الهجمات المحتملة من قبل المعارضة.
ونبهت الدراسة، إلى أن «حزب الله» يدرك تماماً المواعيد النهائية للحد من التصعيد التي فرضتها مفاوضات السلام التي أجريت في الأستانة، كازاخستان، في مايو/أيار الماضي، والتي نصّت على وقف الأعمال العدائية في درعا وبعض المناطق الأخرى لمدة 6 أشهر على الأقل، لكن هذه المدة الزمنية لم تثنِ الحزب عن الهجوم الذي ينفذه حالياً، كما يدرك «حزب الله» أيضاً الخط الأحمر الذي رسمته الضربات الجوية الأمريكية، الشهر الماضي، في التنف، إلا أنه يتابع مع ذلك تقدّمه نحو الحدود ويختبر صبر الولايات المتحدة.
وكما حصل في حملتيه في حلب والقصير، من الواضح أن الحزب يعتبر أن هناك أهمية استراتيجية للحدود مع الأردن، مشددة على أن جهود الحزب اللبناني هناك مدعومة من براميل النظام المتفجرة والغطاء الجوي الروسي، وفي ظل غياب أي تدخل أمريكي ملحوظ، ستجعل تحقيق أهدافه في درعا مسألة وقت فقط.
وأشارت الدراسة، إلى أنه تم رصد نشر «حزب الله» أيضاً آلاف المقاتلين في ريف تدمر شرق حمص، واستولى على مناطق استراتيجية قرب بلدتي السخنة وآراك على طول الطريق السريع المؤدي إلى دير الزور، التي تختزن عدداً كبيراً من حقول الغاز والنفط. بالإضافة إلى هدف الحدّ من قدرة تنظيم داعش على الوصول إلى الموارد الهيدروكربونية وإعادتها إلى نظام الأسد، فإن السيطرة على السخنة ستسمح للمليشيات الشيعية الإيرانية بالتقدّم نحو دير الزور من منطقة تدمر والتنف على السواء.
ونبهت الدراسة، إلى أن «حزب الله» يشن سلسلة من العمليات على المنشية على طول الحدود الأردنية، لكن يبدو حتى الآن على الأقل أن القوات المعارضة في الجنوب المدعومة من واشنطن وعمّان نجحتا في عرقلة هذا التقدم، ملحقة بالحزب خسائر فادحة، فعلى سبيل المثال، خسرت المليشيا الشيعية في يوم واحد الأسبوع الماضي خمسة عشر مقاتلاً خلال هجوم على المنشية.
وحذر المعهد، من أن المليشيات الطائفية المدعومة من إيران في سوريا وصلت بالفعل إلى الحدود مع العراق، لدعم المواقع الإيرانية الأمامية المقابلة للقوات الأمريكية في معبر التنف الحدودي، حيث طوقت هذه المليشيات القوات المدعومة من الولايات المتحدة في الزكف والتنف، كما أن المليشيات الشيعية في العراق - بقيادة قاسم سليماني، قائد «قوة القدس» التابعة لـ «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني، تقترب هي الأخرى من الحدود، في محاولة للانضمام إلى القوات الموالية للأسد. وقد أعلنت مراراً وتكراراً أنها تعتزم عبور الحدود بهدف "دعم المعركة ضد تنظيم «داعش» لكن يبدو أن هذه القوات تسعى لزيادة الضغط على القوات المدعومة أمريكياً في التنف.
وتابع المعهد، أن هذه التطورات ستسمح لإيران بربط وكلائها في سوريا والعراق واستكمال ما يسمى بـ"الجسر البري" الممتد من إيران والعراق وسوريا ولبنان إلى منطقة البحر المتوسط. كما أنها قد تمكّن القوات البرية الموالية للأسد من التقدم دون أي عوائق نحو الفرات. أما بالنسبة للمعارضة المدعومة من الولايات المتحدة، فإن المسار الوحيد المتبقي للنفاذ إلى دير الزور هو من جهة الشمال، عبر «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد. ورغم أن هذه القوات ستحظى بدعم القوات الجوية الأمريكية إذا ما تحركت جنوباً، فقد أصبحت الآن أكثر احتمالاً بأن تدخل في مواجهة مباشرة مع قوات الأسد في طريقها لمحاربة داعش.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA=
جزيرة ام اند امز