فيلق القدس.. ذراع إيران الإرهابية خارج الحدود
مستشار الأمن القومي الأمريكي يعد أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني سيتحمل مسؤولية شن هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق.
اعتبر مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أن فيلق القدس (ذراع مليشيا الحرس الثوري الإيراني خارجيا) سيتحمل مسؤولية شن هجمات غير مباشرة ضد القوات الأمريكية في العراق.
وقال بولتون، في تصريحات صحفية على هامش زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، الأربعاء، إن واشنطن لديها قلق بالغ بسبب استخدام مليشيات شيعية في العراق من جانب فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني المدرج دوليا على قوائم الإرهاب منذ عام 2011.
وأوضح مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض أن إيران ضالعة بشكل شبه مؤكد وراء هجمات تخريبية ضد سفن تجارية قبالة السواحل الإماراتية، 12 مايو/أيار الجاري، مؤكدا نجاح سياسة الردع الأمريكية في منع طهران من شن هجمات جديدة.
ويعد "فيلق القدس" أحد أبرز الوحدات العسكرية الموكل إليها تنفيذ مهام قتالية خاصة، حيث ينبثق عن مليشيا الحرس الثوري الإيراني، ويتولى عناصره إرسال تقارير إلى مرشد نظام ولاية الفقيه علي خامنئي.
وتأسس مع نهاية الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988)، ويقوده الإرهابي قاسم سليماني المعروف بدوره التخريبي بمناطق الصراع داخل عدد من البلدان إقليميا؛ فيما يضم الفيلق مجموعات عسكرية تكمل عمل مليشيا الحرس الثوري.
ويحظى الفيلق العسكري المضطلع بتنفيذ اغتيالات لمعارضين إيرانيين في الخارج، وكذلك القيام بمهام استخباراتية معادية بميزانية سرية لا تخضع لأدنى مراقبة سواء داخل البرلمان الإيراني أو في جلسات حكومة طهران.
وتفرض السلطات الإيرانية نوعا من الرقابة والحظر الإعلامي على الأنشطة التي يكلف بها عناصر هذا التنظيم الإيراني المسلح، حيث لا يظهر أغلب أعضائه البارزين إلى العلن باستثناء سليماني وبعض الجنرالات التابعين له.
وبرز دور فيلق القدس الذي حصل قائده قاسم سليماني على أرفع وسام عسكري إيراني من خامنئي، مارس/آذار الماضي، بعد الغزو الأمريكي للأراضي العراقية عام 2003، وعقب اندلاع مواجهات مسلحة في سوريا عام 2011.
ولفت المرشد الإيراني، في مرسوم صادر عن مكتبه قبل شهرين عقب تكريمه قائد فيلق القدس، إلى أن الأخير أدَّى ما وصفها بـ"بطولات" في إشارة إلى العمليات العسكرية التي قادها ضد معارضي رئيس النظام السوري بشار الأسد، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
وأكد حينها خامنئي في مرسومه أن إيران بحاجة إلى قائد فيلق القدس لسنوات عديدة قادمة، مشيرا إلى أن سليماني شارف على الموت أكثر من مرة خلال مواجهة هجمات من نعتهم بـ"الأعداء"، على حد تعبيره.
وترفع طهران شعار سري للغاية حيال كل شيء يتعلق بطبيعة عمل ومهام فيلق القدس، غير أن رئيس لجنة الأمن القومي البرلمانية السابق علاء الدين بروجردي أفصح في يوليو/تموز 2017 عن تخصيص قرابة 300 مليون دولار أمريكي لصالح التنظيم المسلح، بينما من غير المعلوم حجم الميزانية الحقيقية له.
يشار إلى أن اسم فيلق القدس اقترن بقاسم سليماني (62 عاما) على مدى السنوات الأخيرة، حيث شارك في مليشيا الحرس الثوري الإيراني بعد أقل من عام على وصول نظام الخميني إلى سدة الحكم عام 1979، قبل أن ينخرط في القتال بالحرب مع بغداد إلى حين تعيينه قائدا للتنظيم المسلح عام 1998.
ومع ظهور مرحلة ما عرفت بـ"الربيع العربي" قبل 8 سنوات، زاد فيلق القدس من أنشطته التخريبية داخل بعض دول المنطقة مثل العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، وأفغانستان، في حين ترقى حينها قاسم سليماني من رتبة لواء إلى فريق ضمن مليشيا الحرس الثوري الإيراني تمهيدا لتصعيد دوره العسكري الغامض خارجيا.
وتدرج دول غربية أبرزها كندا والولايات المتحدة فيلق القدس على لائحة الإرهاب، بسبب تورطه في تسليح وتدريب مجموعات متطرفة خارج الحدود الإيرانية، بينما تعزز نصوص الدستور الذي أعده رجال الدين المتشددين من سلطاته إلى أبعد حد ممكن بدعوى أنه "جيش العشرين مليون مقاتل"، بحسب مصطلحات أدبيات نظام ولاية الفقيه.
وأقر القائد السابق لمليشيا الحرس الثوري محمد علي جعفري بتجنيد بلاده 200 ألف عنصر موالٍ لها داخل سوريا والعراق طوال السنوات الأخيرة، فضلا عن مواصلة دعمها صاروخيا لمليشيا حزب الله في لبنان.
وأضاف جعفري في مقابلة مطولة مع مجلة "سروش" المحلية نشرتها، مارس/آذار الماضي، أن هذه الإجراءات التي اتخذتها إيران بتجنيد 100 ألف عنصر في سوريا والعدد نفسه بالعراق تأتي في إطار التحركات العسكرية لها في دول المنطقة.
وفي أغسطس/آب الماضي، فضحت تصريحات أدلى بها إسماعيل قاآني نائب قائد فيلق القدس طبيعة تدخلات نظام ولاية الفقيه في عدد من بلدان المنطقة؛ زيف الشعارات السياسية التي تطلقها قيادات طهران للتغطية على أجندتها التخريبية، حيث وصف المسؤول العسكري تدخل بلاده في عدد من الساحات الإقليمية بـ"البراجماتي".
وقال قاآني إن تنفيذ عمليات عسكرية واستخباراتية في مناطق مثل كربلاء وسوريا ولبنان كان بهدف "براجماتي"، لافتا إلى أن الهدف الأساسي إقامة ما وصفها بـ"حكومة إمام الزمان" المزعومة، وفق ما نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMjIzIA== جزيرة ام اند امز