ممارسات القمع الإيرانية تمتد إلى فناني المسرح: اعتقالات بالجملة
السلطات الإيرانية تعتقل عددا من ممثلي الفنون المسرحية خلال الأسابيع الأخيرة، أبرزهم محمد رحمانيان وشهرام آبادي مدير بيت المسرح.
أعرب مئات الفنانين في إيران عن استيائهم من تدخل السلطة القضائية في عملهم، ووصفوها بـ"غير القانونية"، منتقدين اعتقال واستدعاء عدد من زملائهم.
وذكرت وكالة أنباء العمال الإيرانية "إيلنا" أن "أكثر من 300 ممثل مسرحي وقعوا عريضة خلال وقفة داخل مقر بيت المسرح في العاصمة طهران احتجاجا على ممارسات القضاء بحقهم".
- فنانون إيرانيون يقاطعون مأدبة إفطار روحاني اعتراضا على سوء الأوضاع
- إيران تقمع فنانا أحوازيا مناهضا للحرب ويدعم انتفاضة العمال
وأدان الفنانون، في العريضة، الممارسات القضائية بحقهم، مثل الاعتقال والاستدعاء لممثلين دون توجيه اتهامات واضحة، ووصفوا هذه التصرفات بـ"المهينة للفنانين الإيرانيين"، منتقدين صمت وزارة الثقافة والإرشاد ومركز الفنون المسرحية الإيراني.
وقال الفنانون إن "المنتمين لدائرة الفن والثقافة في البلاد يتعرضون لاضطهاد على خلفية أنشطتهم، في الوقت الذي تحول المسؤولون عن حمايتهم إلى خيال ظل".
واعتقلت السلطات الإيرانية عددا من ممثلي الفنون المسرحية خلال الأسابيع الأخيرة، أبرزهم محمد رحمانيان ممثل مسرحي بإحدى الفرق المهتمة بإحياء التراث الفني، وشهرام آبادي مدير بيت المسرح الإيراني.
وتفرض الرقابة الإيرانية قيودا صارمة على الأعمال الفنية بشكل عام، والمسرحية بشكل خاص، وتحظر الغناء منفردا بالنسبة للنساء، فضلا عن حذف أو منع مسرحيات بعينها خشية تسليط الضوء على الأوضاع الاجتماعية والسياسية السيئة.
واعتقلت السلطات في سبتمبر/أيلول الماضي اثنين من رموز المسرح في إيران على خلفية عرض مسرحية "حلم ليلة منتصف الصيف"، والتي شهدت اختلاطا بين الجنسين خلال مشاهد راقصة في سياق العمل الفني.
وزعم وزير الثقافة الإيراني شهرام كرامي أن سبب اعتقال مخرجة المسرحية مريم كاظمي ومدير المسرح سعيد أسدي "نوع الموسيقى التي ظهرت بمقطع مصور جرى تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي بكثافة، إلى جانب حركات الفنانين الراقصة على المسرح"، وفق وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا".
وتدخل الادعاء العام الإيراني بشكل شبه متكرر في الآونة الأخيرة لإيقاف عرض العديد من المسرحيات، رغم حصول الممثلين على تصريح مسبق من وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية.
ويواجه الفن في إيران قيودا حكومية واسعة منذ 4 عقود تقريبا، عقب وصول رجال الدين المتشددين إلى سدة الحكم عام 1979، إذ تحظر القوانين الإيرانية على النساء الغناء بشكل منفرد، وكذلك حظر إقامة حفلات موسيقية في أقاليم مختلفة مثل مشهد، إضافة إلى فرض الأجهزة الأمنية رقابة صارمة على عمل الفرق الموسيقية، وكذلك الفنانين سواء السينمائيين أو المسرحيين.
aXA6IDMuMTMzLjE0NC4xNDcg جزيرة ام اند امز