اليوم العالمي لمناهضة التعذيب.. وقائع مروعة في إيران
في 26 يونيو/ حزيران من كل عام يحل اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، والذي لا يغيب عن إيران نصيب منه حيث شهدت سجونها وقائع مروعة.
في 26 يونيو/ حزيران من كل عام يحل اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، والذي لا يغيب عن إيران نصيب منه حيث شهدت سجونها العديد من الوقائع المروعة لانتزاع اعترافات قسرية خلافا للمواثيق الدولية.
وعلى رأس سجل أبرز حالات التعذيب والموت المريب داخل المعتقلات الإيرانية يأتي اسم زهرا كاظمي "مصورة صحفية كندية" اعتقلتها سلطات طهران في 23 يونيو/ حزيران عام 2003 لدى تغطيتها وقفة احتجاجية لأسر طلاب معتقلين بسجن إيفين (شمال العاصمة الإيرانية).
وفي 5 يوليو/ تموز من نفس العام، نقلت المصورة الكندية من أصل إيراني إلى المستشفي إثر تعرضها لارتجاج دماغي بسبب تعرضها لاعتداءات بدنية من المحققين على ما يبدو حينها.
وسرعان ما فارقت كاظمي الحياة بسن (54 عاما) بعد 4 أيام فقط، في حين لا تزال الاتهامات تلاحق المدعي العام السابق لطهران سعيد مرتضوي المتورط الأول في تعذيبها آنذاك.
منصور أسانلو "ناشط نقابي" دفع ثمن دفاعه عن حقوق الآف من سائقي الحافلات العمومية في إيران، بالسجن لعدة سنوات من 2005 إلى 2013 فضلا عن تعرضه لأحد صنوف التعذيب النفسي والبدني.
وفي واقعة تعذيب مؤسفة أخرى قبل 10 سنوات، لقى الطالب الجامعي الشاب أمير جوادي فر مصرعه في عمر الثالثة والعشرين عاما داخل محبسه بمعتقل كهريزك على خلفية اعتقاله في 9 يوليو/ تموز 2009 ضمن احتجاجات الحركة الخضراء التي ناهضت تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح محمود أحمدي نجاد في تلك الفترة.
التعذيب الممنهج داخل سجون طهران طوال سنوات طال أيضا رؤيا طلوعي "ناشطة كردية حقوقية" عقب القبض عليها في 1 أغسطس/ آب عام 2005.
وأودعت طلوعي رهن السجن لـ 6 سنوات في معتقل سنندج وسط ظروف سيئة، بسبب مشاركتها قبل 15 عاما في مظاهرة حاشدة لدعم حقوق الأكراد داخل إيران.
أفشين أسانلو "ناشط عمالي" وشقيق منصور أسانلو كان ضحية للتعذيب أيضا في سجون إيران حيث اعتقلته عناصر أمنية بعد احتجاجات عام 2009، قبل أن يلقي مصرعه بسكتة قلبية عن عمر ناهز 42 عاما داخل سجن رجائي شهر بمدينة كرج في 20 يونيو/ حزيران 2013.
قائمة ضحايا التعذيب الإيرانيين لم تقف عن هذا الحد، حيث توفي ستار بهشتي "مدون إيراني" في عامه الخامس والثلاثين جراء تعذيب بدني شديد داخل معتقل إيفين الواقع شمال طهران في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.
غيض من فيض، هذا حال وقائع التعذيب في سجون إيران الأسوأ سمعة عالميا، حيث توفي كاووس إمامي "أكاديمي كندي" بعد أسبوعين من اعتقاله على أيدى عناصر مليشيا الحرس الثوري الإيراني في 24 يناير/ كانون الثاني 2018.
التعذيب طال محسن روح الأميني "طالب جامعي" الذي اعتقلته سلطات طهران على هامش مظاهرات الحركة الخضراء التي قادها المعارض الإصلاحي مهدي كروبي عام 2009.
ولم تمض 6 أيام، حتى توفي روح الأميني داخل ردهات سجن كهريزك بسبب التعذيب في 15 يوليو/ تموز من نفس العام الذي شهد مصادمات دموية للغاية.
من زهرا كاظمي إلى زهرا بني يعقوب "طبيبة" اعتقلتها السلطات الإيرانية في 12 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2007 قبل أن يزعم مسؤولين قضائيين انتحارها داخل سجنها بعد مرور 48 ساعة فقط.
ويستهدف اليوم العالمي لمناهضة التعذيب التشهير بهذه الجرائم وفضح مرتكبيها إلى جانب تقديم الدعم للضحايا والناجين على حد سواء في كافة أنحاء العالم.
وفي 6 مارس/ آذار 2009 عثر على أمير حسين حشمت ساران "معارض" مقتولا إثر ضربة في الرأس وحقن بأدوية مجهولة بعد 4 أعوام من سجنه لاتهامه بتشكيل حزب مناهض لسياسات نظام ولاية الفقيه.
انتهاكات حقوق الإنسان على مدار عقود مضت في إيران شملت الاختفاء القسري، حيث تبرز واقعة اختفاء سعيد زينالي "طالب جامعي" كمثال صارخ على هذا الأمر.
واعتقلت قوات الشرطة الإيرانية زينالي في يونيو/ حزيران عام 1999 من منزله، قبل أن يختفي أثره تماما حتى الآن، رغم مناشدات عائلته مرارا للسلطات الرسمية.
اللافت أن هناك بعض حالات التعذيب في سجون نظام المرشد الإيراني علي خامنئي التي وصلت إلى مسامع الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة على غرار الصحفي الكردي صديق كبودند في 10 مايو/ أيار 2014.
آخر ضحايا سجل التعذيب كان محمد راجي "ناشط صوفي" توفي في 5 مارس/ آذار 2018 بسبب تعرضه لاعتداء بدني ولفظي أثناء التحقيقات معه بعد أسابيع من اعتقاله مطلع العام الماضي.
يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلنت في 12 ديسمبر/ كانون الأول عام 1997 أن 26 يونيو/ حزيران سنويا مناسبة لمساندة ضحايا التعذيب، بهدف القضاء التام على التعذيب وتحقيقا لفعالية أداء اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.