تصميم قديم وقدرات كبيرة.. صاروخ إيران «متعدد الرؤوس» يثير الجدل

بعد تفجر الصراع الإسرائيلي الإيراني في 13 يونيو/حزيران، رد الحرس الثوري بشن هجمات صاروخية على أهداف عدة داخل إسرائيل.
لكن يوم 23 يونيو/حزيران، كان شاهدا على تطور جديد ومثير للقلق، عندما أطلقت طهران صواريخ باليستية مزودة برؤوس حربية متعددة لأول مرة، مستهدفة مواقع إسرائيلية، ما شكل تحديًا كبيرًا لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، بحسب مجلة "مليتري ووتش".
جاء هذا التطور بعد استخدام الحرس الثوري صاروخ "فتّاح" في العمليات القتالية بتاريخ 18 يونيو/حزيران، وهو أول صاروخ باليستي إيراني مزود بمركبة انزلاقية فرط صوتية، الذي يتميز بسرعته الهائلة التي تتراوح بين 13-15 ماخ، مما جعله تحديًا كبيرًا أمام منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، إذ كان من شبه المستحيل اعتراضه.
وتشكل الصواريخ التي تحمل رؤوسًا حربية متعددة تهديدًا أكبر، نظرًا إلى قدرتها على ضرب عدة أهداف في ضربة واحدة، بالإضافة إلى قدرتها على استنزاف منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية التي عانت من ضغوط متزايدة ونقص في الذخائر الاعتراضية.
ويُعتبر صاروخ "خيبر شكن" الإيراني الصنع هو الطراز الوحيد المعروف حاليًا الذي يحمل رؤوسًا حربية متعددة.
ورغم أن تصميمه قديم ويتطلب وقتًا أطول للتحضير، إلا أنه يتمتع بقدرة حمل كبيرة تسمح له بحمل عدة رؤوس حربية.
وتنتمي صواريخ "خيبر شكن" الباليستية متعددة الرؤوس الحربية إلى الجيل الرابع من صواريخ الوقود الصلب، وتتمتع بمدى يصل إلى نحو 1450 كيلومترًا، ما يتيح لها الوصول إلى أهداف استراتيجية عميقة داخل الأراضي الإسرائيلية.
ويتميز صاروخ "خيبر شكن" بقدرته على حمل رؤوس حربية متعددة، بعضها مزود بتقنيات توجيه دقيقة تسمح له بضرب أهداف متعددة في ضربة واحدة، مما يزيد من فاعلية الهجوم ويُجهد منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية التي تعاني من نقص في الذخائر الاعتراضية.
وتستخدم هذه الرؤوس الحربية الذخائر العنقودية التي تنفجر على ارتفاعات مختلفة، مطلقة عشرات القنابل الصغيرة التي تغطي مساحة واسعة، مما يزيد من الضرر ويصعب مهمة الدفاع.
كما أن الصاروخ يعمل بمحرك ثنائي المراحل بالوقود الصلب، مما يمنحه جاهزية إطلاق أسرع مقارنة بالصواريخ التي تعتمد على الوقود السائل، وهو ما يمنح إيران ميزة تكتيكية كبيرة في سرعة الرد والهجوم.
بالإضافة إلى ذلك، يمتاز الصاروخ بأجنحة كبيرة تساعده على المناورة والتوجيه الدقيق، ما يعزز من قدرته على تفادي اعتراضات الدفاعات الجوية.
وأثبت صاروخ "خيبر شكن" فاعليته في العمليات الأخيرة، حيث استهدف مواقع استراتيجية حساسة مثل مطار بن غوريون، ومراكز أبحاث بيولوجية، ومقار قيادية عسكرية، مما يعكس دقة عالية وقدرة كبيرة على إحداث أضرار كبيرة في البنية التحتية الحيوية.
ويُعتقد أن هذا الصاروخ قادر على اختراق أنظمة الدفاع المتقدمة مثل نظام "آرو 3" الإسرائيلي ونظام "مقلاع داوود"، مما يضع تحديات كبيرة أمام منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAzIA== جزيرة ام اند امز