الإيرانيون يعيشون "أوقاتا عصيبة" خشية الحرب
تقرير إخباري يرصد مخاوف إيرانيين في الداخل من اندلاع حرب وشيكة إثر تورط مليشيا الحرس الثوري الإيراني في إسقاط طائرة أمريكية مسيرة
رصد تقرير إخباري مخاوف إيرانيين في الداخل من اندلاع حرب وشيكة إثر تورط مليشيا الحرس الثوري الإيراني في إسقاط طائرة أمريكية مسيرة في المياه الدولية بمضيق هرمز.
وأوضحت إذاعة زمانه (ناطقة بالفارسية وتتخذ من أمستردام مقرا لها)، الأحد، أن الكثير من الإيرانيين العاديين قضوا ليلة متوترة للغاية نهاية الأسبوع الماضي، على وقع حدث ليس عاديا، حيث حاول بعض الناس التخفيف من صدمتهم بالمزاح، في حين حاول البعض الآخر التظاهر بأن كل شيء على ما يرام، لكنهم في المجمل يعيشون "أوقاتًا عصيبة".
وأشارت الإذاعة الناطقة بالفارسية، التي يديرها صحفيون إيرانيون معارضون من هولندا، إلى أن مشاعر الخوف لدى أغلب الناس من الحرب المحتملة لا تزال قائمة، على غرار هجمات تشويه النساء من قبل متشددين في هجمات عرفت بـ"اعتداءات رش الحمض" قبل سنوات مضت.
وأكد التقرير أن خطر شن هجمات عسكرية ضد إيران من قبل الولايات المتحدة تزايد بكثير خلافا حتى لسنوات حكم الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد (2005 – 2013) المعروف بنهجه المتشدد المعادي لأمريكا وحلفائها في الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن الإيرانيين قلقون على نحو لم يكن موجودا لدى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في مايو/أيار 2018، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على قطاعات نفطية ومصرفية.
ومن الواضح، أن هاجس الحرب بات يثير اضطراب الإيرانيين العاديين سواء في الشوارع أو الأسواق، خاصة بعد أن صعدت مليشيا الحرس الثوري الإيراني من تهديداتها على المستويين الإقليمي والدولي، وفقا للتقرير.
وتقول موظفة إيرانية (رفضت ذكر اسمها) أنها عرفت بنبأ استهداف طائرة أمريكية مسيرة، الخميس الماضي، من خلال شبكة الإنترنت لدى عودتها إلى المنزل، قبل أن تكتشف أنه لم تكن هناك قصة إخبارية عادية مثل بقية الأخبار المعتادة يوميا.
وأوضحت أن والديها المسنين ظلا يتابعان آخر مستجدات الأخبار تحسبا لضربة عسكرية أمريكية متوقعة، مشيرة إلى أن والدها انشغل بتجهيز الطعام المعلب والمجفف والمستلزمات الطبية.
واستنكر مهندس إيراني يعمل في قطاع حكومي، سلوك بلاده إزاء إسقاط طائرة مسيرة، لافتا إلى أن نظام طهران لو كان يفكر في شؤون الشعب لم يكن له ليقدم على ارتكاب هذا الفعل غير المحسوبة عواقبه.
وأعرب عامل إيراني ساخرا من سطوة النظام الثيوقراطي القابض على السلطة في بلاده، عن أمله في أن تكون ضربة أمريكية كفيلة بالإطاحة بحكم هؤلاء الأشخاص الذين ليس لديهم سوى الكلام.
وتحول الإحباط إلى شعور عام يسيطر على الناس، فضلا عن كونه مصطلحا شائعا شعبيا في إيران لتوصيف الحالة المعيشية الصعبة للغاية التي يعيشون فيها صباحا ومساء، بحسب إذاعة زمانه.
التقرير تطرق إلى ارتفاع استهلاك قطاع كبير من الناس في الأشهر الأخيرة إلى حد نفاد سلع بعينها من قبيل الألبان والمستلزمات الطبية خشية المصير المجهول داخل إيران.
وصبت مسنة إيرانية لعناتها على مليشيا الحرس الثوري الإيراني ورجال الدين المتشددين البارزين في سدة حكم بلادها، مشيرة إلى أنه لا أحد على الإطلاق يطيق وجودهم.
وتابعت أن الحرب لن تكون سوى بابا لوقوع قتلى وتدمير المنازل على غرار سنوات الصراع الدامي لإيران مع العراق بداية من عام 1980 إلى 1988، مستطردة أن الإيرانيين بإمكانهم فعل شيء حيال الخروج من هذا المأزق.
aXA6IDMuMTQ0LjYuMjkg جزيرة ام اند امز