صور أقمار اصطناعية تظهر عودة إيران للعمل بموقع نووي استهدفته أمريكا
كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن عودة النشاط إلى منشأة حساسة لتخصيب اليورانيوم في إيران، تضررت خلال المواجهات العسكرية مع إسرائيل
في حزيران/يونيو الماضي، مما يثير تساؤلات حول نية طهران إزاء برنامجها النووي وقدرتها على إعادة بناء قدراتها.
وأظهرت الصور، التي حللها "معهد العلوم والأمن الدولي" (ISIS) ونشرها على منصته، نشاطا في "مصنع تخصيب الوقود التجريبي" بموقع نطنز النووي، تشمل وضع ألواح فوق هيكل دفاعي متضرر، حسب مجلة "نيوزويك".
ويفسر المعهد هذه الخطوة على أنها محاولة لتأمين الموقع وتوفير غطاء يسمح باستكشاف الأنقاض أو استخراج مواد مع تقليل فرص المراقبة الخارجية.

ويرى المختصون أن هذا النشاط، الذي رُصد في 13 ديسمبر/كانون الأول، قد يعكس سعياً إيرانياً لاستعادة أو إعادة تأهيل أجزاء من برنامجها النووي، لا سيما وأن المنشأة تلعب دوراً محورياً تاريخياً في أبحاث وتطوير تقنيات التخصيب المتقدمة.
وأشار التقرير إلى أن الموقع ربما احتوى على "عدة كيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب"، وهي كمية "ليست هامشية" في سياق القدرات النووية الإيرانية.
سرية وتقييد للمراقبة
جاءت هذه التطورات في وقت لا تزال فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية تواجه قيوداً على الوصول إلى المواقع النووية الإيرانية الأكثر حساسية والتي تعرضت للضربات.
وأكد المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، أن مفتشيهم ممنوعون من دخول المواقع التي قُصفت، بما في ذلك نطنز وأصفهان وفوردو، رغم احتوائها على "كميات كبيرة من المواد والمعدات النووية". وأوضح أن الوكالة تُسمح لها حاليًا بالوصول فقط إلى المواقع التي لم تُستهدف.
من جهته، علق معهد العلوم والأمن الدولي بأن تحركات إيران "تعكس استمرار حالة عدم اليقين" بشأن مسار برنامجها النووي في ظل غياب الشفافية الكاملة. ولم يرصد المعهد مؤشرات نشاط مشابهة في مواقع رئيسية أخرى تضررت، مثل منشأة فوردو تحت الأرض.
التوتر وردود فعل
وكانت المنشأة قد تعرضت لأضرار خلال الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية في يونيو/حزيران الماضي، والتي استهدفت عدداً من المواقع النووية الإيرانية الحساسة في ذروة التوتر بين الطرفين. ومنذ ذلك الحين، دار جدل حول مدى الضرر والقدرة على التعافي.
وفي تعليق سابق هذا الشهر، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن "البرنامج النووي انتهى"، معتبراً أن الأضرار التي لحقت بإيران كان يمكن تجنبها بالتوصل لاتفاق مبكر. إلا أن النشاط الجديد المرصود يبدو أنه يناقض هذا الادعاء، مما قد يفتح الباب أمام مزيد من التدقيق الدولي.
ومن المرجح أن تكثف هذه الملاحظات من حدة المراقبة عبر الأقمار الصناعية والضغوط الدبلوماسية على إيران، خاصة مع تحذيرات الخبراء من أن برنامجها النووي، الذي تصر طهران على أنه سلمي، يقربها من عتبة امتلاك القدرة التقنية لتصنيع سلاح نووي.
ويُعتبر رفع القيود عن تفتيش المواقع المتضررة عنصراً حاسماً لتقييم حقيقة الوضع وتداعياته على أمن المنطقة والاستقرار الدولي.