"يستخدموننا كالدمى".. بطلة أولمبية تفضح النظام الإيراني
بطلة التايكوندو الأولمبية كيميا علي زادة تنضم إلى الضحايا الهاربين من النظام الإيراني الذي يستغل الرياضة سياسيا
فضحت بطلة التايكوندو الأولمبية الإيرانية كيميا علي زادة مساعي النظام الحاكم في بلادها لاستغلال الرياضة في أمور سياسية، بما يتنافى مع الهدف الأسمى من الرياضة وهيئاتها الدولية وقوانينها التي ترفض الخلط بينها وبين السياسة.
البطلة الأولمبية الإيرانية، الحاصلة على الميدالية البرونزية في وزن 57 كجم في أولمبياد ريو دي جانيرو قبل 4 سنوات، قالت عبر حسابها الشخصي على موقع "أنستقرام" للتواصل الاجتماعي، إن النظام في بلدها يستخدم الرياضيين لأغراض سياسية.
واعتبرت زادة، التي هربت من بلادها مؤخرا، أن هذا الأمر ينافي نقاء التنافسية الرياضية وبعدها عن لعبة السياسة بكل ما فيها.
وكانت زادة تمكنت في أغسطس/آب 2016، من أن تصبح أول فتاة إيرانية تتوج بميدالية أوليمبية في تاريخ بلادها، وكانت صاحبة الـ18 عاماً وقتها تغلبت على السويدية نيكيتا جلاسنوفيتش بنتيجة 5-1، والتايلاندية فانابا هارنوسين 14-10.
وقالت زادة في منشور أثار جدلاً واسعاً: "لا أعلم هل أبدأ اليوم بالترحيب أم الوداع أم التعازي؟"، تعقيبا عن حادث إسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية الذي أودى بحياة 176 شخصاً في أوكرانيا، حيث اعترفت إيران بارتكابه.
وفرت زادة من بلادها دون الكشف عن المكان الذي تعيش فيه حاليا، مع إشارة إلى أنها تعيش بدولة أوروبية من خلال تغريدة قالت فيها: "لم تتم دعوتي من أحد إلى أوروبا".
وطالب البرلماني الإيراني عبدالكريم حسين بإجابات عن سؤال، اتهم فيه المسؤولين بالتسبب في هروب رأس المال البشري، في إشارة للبطلة الأولمبية التي قررت الفرار من البلاد، لتنضم إلى مجموعة من الرياضيين الإيرانيين الذين سبقوها.
وكانت زادة نجحت بفضل إمكانياتها الفنية في تحقيق العديد من الميداليات لبلادها التي لم يقدر نظامها ما قدمته رياضياً، حيث توجت بذهبية بطولة العالم للجائزة الكبرى، وذهبية أولمبياد الشباب في وزن 63 كجم في 2014، وذهبية كأس العالم للناشئين.
وعلى صعيد الميداليات الفضية، حققت فضية كأس العالم وفضية بطولات العالم في 2017، وقبلها برونزيتي العالم في 2015، ثم برونزية دورة الألعاب الآسيوية 2018.
واختارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" كيميا ضمن أكثر 100 شخصية نسائية في العالم إلهاماً وتأثيراً في العام الماضي.
فرار جماعي
كان "راديو أوروبا الحرة" نشر تقريراً في سبتمبر/أيلول من العام الماضي بأن هناك عشرات من الرياضيين الإيرانيين رفضوا العودة للبلاد بعد المشاركة في بطولات دولية.
وفي الإطار نفسه، كشف موقع "إيران فوكس" المستقل أن الحكومة الإيرانية منذ سنوات قامت بتسييس الرياضة من جانب، وتجاهل احتياجات الرياضيين، بل إنها تمنعهم من ترك مجال الرياضة.
وبعثت زادة برسالة عاطفية إلى شعب بلدها، أكدت فيها: "سأبقى ابنة إيران مهما جرى".
وكشفت زادة النقاب عما يقوم به النظام في بلادها باستخدام الرياضة، بما فيها من قيم ومبادئ وتنافسية شريفة، في لعبة السياسة، إذ قالت: "هناك نفاق وكذب وتملق وظلم، وأنا لا أريد أكثر من الرياضة والأمن والحياة الصحية والسعادة".
وتحدثت عن حقيقة اضطهاد الإيرانيات في مجال الرياضة: "أنا واحدة من ضمن الملايين من المضطهدات من النساء في إيران، نحن نعاني لسنوات، أنا أرتدي ما يطلبون مني ارتداءه، وأقول كل ما يطلبون مني أن أقوله، ولا يهم بالنسبة لهم أياً منا".
وكشفت زادة النقاب في تصريحها عن أن النظام في بلدها ليس فقط نظاما قامعا للحريات، بل يستغل الرياضيين ويهينهم باستخدامهم كدمى لتوصيل رسائله السياسية، دون اقتناع أو قراءة أو مناقشة.
وكانت وكالة "إسنا" الإيرانية شبه الرسمية أكدت أن زادة هربت إلى هولندا، مدعية أنها تستهدف المشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، ولكن ليس تحت العلم الإيراني.
سوابق أخرى
زادة لم تكن أول رياضية تقرر الهروب من بطش النظام الإيراني بسبب المتاجرة بقيم الرياضة من أجل السياسة، حيث سبقها بطل الجودو سعيد مالايي، الذي توج بميداليات برونزية في دورة الألعاب الآسيوية في عامي 2015 و2016 والفضية في 2017، وبرونزية بطولة العالم في بودابست في 2017، ثم ذهبية باكو 2018.
وكان مالايي، الذي شارك في أولمبياد ريو دي جانيرو وفي بطولة طوكيو 2019، طالبته السلطات الإيرانية بالخسارة في نصف النهائي لتجنب مواجهة لاعب إسرائيلي في الدور النهائي، لكنه رفض ذلك ليتعرض للإيقاف.
وأدانت اللجنة التأديبية لمنتدى الصحفيين العالمي التصرفات الإيرانية، ووصفت ما جرى بأنه: "انتهاك خطير وخرق صارخ للنظام الأساسي لمنتدى العدالة الدولي ومبادئها وأهدافها"، مما اضطر إيران إلى الرضوخ والإقرار بأنها لن تمنع رياضييها من منازلة الإسرائليين.
وحصل مالايي على حق اللجوء السياسي في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، قبل أن يحصل بعدها بشهر على جنسية منغوليا.
قصة مالايي تبعتها قصة أخرى، إحداها لنجم لعبة القوس والسهم بورييا جالوبير، الذي سافر إلى هولندا بعد مشاركته في بطولة العالم، وطلب اللجوء السياسي في أوروبا، في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
وعلق شعباني باهار، رئيس الاتحاد الإيراني للقوس والسهم، وقتها على قصة جالوبير بقوله: "لقد رفض العودة إلى إيران، على الرغم من مجهودتنا في إقناعه بالرجوع".
وفي 2018، رفض سامان بالاجاي أحد أفراد فريق كرة السلة على الكراسي المتحركة في إيران، العودة للبلاد وطلب اللجوء السياسي إلى ألمانيا بعد المشاركة في بطولة العالم هناك وقتها.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز