تفكيك الحرس الثوري.. صوت آخر في إيران رافض لجرائم النظام
مظاهرات الطلاب الإيرانيين احتجاجا على إسقاط الطائرة الأوكرانية أزاحت الستار عن صوت آخر رافض أنشطة الحرس الثوري والمطالبة بـ"تفكيكه"
أزاحت مظاهرات الطلاب الإيرانيين في طهران ضد قاسم سليماني وإسقاط الطائرة الأوكرانية، قبل ساعات، الستار عن صوت آخر رافض لأنشطة الحرس الثوري داخل وخارج الحدود والمطالبة بـ"تفكيكه".
لساعات طويلة السبت، خرجت مظاهرات شارك فيها الآلاف بالعاصمة طهران ومدن أخرى نسفت "المسرحيات الدعائية" للنظام الإيراني بشأن مقتل القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، بعد أن مزق طلاب صورا له.
ومزق طلاب إيرانيون غاضبون صورا لـ"سليماني" القائد السابق لفيلق القدس المصنف إرهابيا - بالعاصمة طهران، احتجاجا على إسقاط مليشيا الحرس الثوري طائرة ركاب أوكرانية.
وأوردت وكالة أنباء فارس (شبه الرسمية)، في تقرير نادر لها السبت، أن قوات الأمن طاردت مئات الطلاب بقنابل الغاز المسيل للدموع أمام جامعتي أمير كبير وشريف، بعدما احتجوا اعتراضا على إسقاط الطائرة الأوكرانية المدنية التي كان أغلب ركابها إيرانيين.
وردد الطلاب المحتجون هتافات حادة ضد مسؤولي النظام الإيراني أبرزها "اليوم عزاء.. اليوم عزاء"؛ تضامنا مع ضحايا طائرة الخطوط الأوكرانية من طراز بوينج 737 التي سقطت بعد إقلاعها من مطار الخميني الدولي.
وعرضت الوكالة التي ينظر لها على نطاق واسع باعتبارها مقربة من الحرس الثوري، صورا لمجموعة من الإيرانيين، وصورة ممزقة لسليماني، وذكرت أن عدد المحتجين يقدر بنحو ألف شخص.
واحتشدت مجموعات كبيرة من الإيرانيين وطلاب جامعات طهران وشريف الصناعية وأمير كبير والعلامة، للاحتجاج على إسقاط الطائرة الأوكرانية من قبل قوات الحرس، حيث رددوا هتافات: "لتسقط ولاية الفقيه بعد سنوات من الجرائم.. سليماني قاتل وزعيمه قاتل".
وأعلن التلفزيون الإيراني، السبت، أنه تم إسقاط الطائرة الأوكرانية "عن طريق الخطأ"، حسب وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، وذلك في اعتراف بعد أيام من نفي طهران أن تكون الطائرة أصيبت بصاروخ.
وأضاف التلفزيون الإيراني، حسب مصدر عسكري، أن الطائرة الأوكرانية التي تم إسقاطها كانت تحلق بالقرب من موقع عسكري حساس وسيتم محاسبة المسؤولين.
وفجر الأربعاء الماضي، تحطمت طائرة الركاب المدنية العملاقة من "طراز بوينج 737" تتبع الخطوط الجوية الأوكرانية في إيران، وراح ضحيته 176 شخصا.
قبل 40 عاماً، وعقب سيطرة رجال الدين المتشددين بزعامة مرشد إيران السابق الخميني على الحكم، بعد الإطاحة بحكم الشاه محمد رضا بهلوي (1979)، أصدر الخميني مرسوماً بتدشين مليشيات الحرس الثوري لتكون جيشاً موازياً للقوات المسلحة النظامية.
وبرزت هذه المليشيات المنخرطة في الإرهاب إقليمياً، باعتبارها الجيش الفعلي لحماية نظام طهران، وسط شكوك حينها في نوايا قادة الجيش الإيراني النظامي الذي انحاز بادئ الأمر لصالح النظام القديم.
من جانبها، حملت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، مرشد نظام طهران علي خامنئي، وحسن روحاني إلى جانب قادة الحرس الثوري الإيراني، مسؤولية إسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية.
وأوضحت رجوي، في بيان صادر عن أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أنه "بعد تأخير دام 72 ساعة، والتباطؤ واختلاق مشاهد وأكاذيب، اضطر روحاني رئيس جمهورية النظام وهيئة قيادة القوات المسلحة للنظام، للاعتراف بإسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخهم".
شاهين قبادي عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة، أكد بدوره أن المتظاهرين حملوا الحرس الثوري مسؤولية الجرائم المرتكبة ضد المحتجين في البلاد، مطالبين بـ"حل وتفكيك" قواته.
وسرعان ما تحولت المليشيات الإرهابية بعد انقضاء حرب السنوات الثماني مع العراق (1980-1988) إلى أحد أهم الأجهزة الأمنية والعسكرية والاقتصادية، فضلاً عن تدخلاتها بشكل فج في عمل المؤسسات الحكومية.
ويدير جنرالات هذه المليشيا (بعضهم مدرج على قوائم عقوبات دولية) شبكة واسعة للغاية من المصالح الاقتصادية والاستخباراتية المعادية إقليمياً ودولياً.
ويقدر عدد المسلحين المنضويين في صفوف المليشيا الموازية للجيش النظامي الضعيف نسبياً بنحو 150 ألف عنصر عامل و300 ألف فرد احتياط، حيث تمتلك قوات برية وبحرية وجوية، وترسانة صواريخ باليستية ومختبرات تصنيع أسلحة وذخيرة.