«طوارئ» بمحيط «الكعكة الصفراء».. أبرز مواقع إيران النووية
أعاد التصعيد الإيراني الإسرائيلي الأنظار إلى المنشآت الإيرانية التي لطالما تصدرت مخاوف التوتر بين البلدين.
فاليوم الجمعة، سُمع دوي انفجارات في إيران قالت تقارير إعلامية إنها ناجمة عن ضربة إسرائيلية، في وقت لم يصدر أي تأكيد رسمي من كلا البلدين، وإن كان مسؤولون أمريكيون قد أكدوا أن تل أبيب نفذت ضربة داخل إيران.
وجاء الحديث عن هذه الضربات، في ظل ترقب لرد تل أبيب على الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران مطلع الأسبوع الجاري، بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، ردا على استهداف قنصليتها في دمشق والذي أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بينهم مسؤولون في الحرس الثوري.
وفي إطار هذا التصعيد تلقي "العين الإخبارية" نظرة عن كثب على أبرز المواقع النووية في إيران، التي تتوزع على أربعة فروع رئيسية هي:
- المفاعلات النووية- مراكز البحث
- مواقع التخصيب
- مناجم اليورانيوم
نطنز.. عصب النووي الإيراني
تعتبر منشأة نطنز، الواقعة وسط إيران بالقرب من مدينة تحمل الاسم نفسه وتشتهر بكثرة مزارع نبات الزعفران، من أهم المنشآت النووية التي تعتمد عليها البلاد في تخصيب اليورانيوم ضمن برنامجها النووي.
وتضم المنشأة، التي أقرت إيران بوجودها في فبراير/شباط 2003، 3 مبان مقامة تحت باطن الأرض على مساحة نحو 100 ألف كم مربع.
في حين ينشط بها ما لا يقل عن 17 ألف جهاز طرد مركزي بأنواع مختلفة، بهدف تخصيب اليورانيوم منخفض التخصيب الذي يستخدم لتوليد الوقود بمحطات الطاقة النووية، وإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب اللازم لتصنيع أسلحة نووية.
يعود تاريخ تدشين هذه المنشأة التي تبعد 155 ميلا جنوب العاصمة طهران إلى مطلع الألفية الحالية وبالتحديد عام 2000، وبعد عامين فقط بدأت المراحل الأولى لتركيب أجهزة الطرد المركزي بها في عام 2002.
وتشير تقارير سابقة إلى أن جزءا من المنشأة مقام أسفل باطن الأرض على أعماق تصل لنحو 8 أمتار ويستمر في التوسع إلى عمق يزيد عن 30 مترا.
وتضم "نطنز" وحدة للتغذية تستخدم في عمليات تخصيب اليورانيوم، وقاعة أجهزة الطرد المركزي، ووحدة إنتاج وغرفة تحكم.
بوشهر النووي
يعتبر مفاعل بوشهر الواقع جنوب إيران أول محطة للطاقة النووية في إيران.
ويستخدم هذا المفاعل في إنتاج الماء الخفيف، ويمكن أيضا أن ينتج مادة البلوتونيوم المنضب، الذي يدخل في أغراض نووية.
فوردو.. تخصيب اليورانيوم الانشطاري
تم الكشف عن بناء موقع فوردو الواقع بين طهران وقم (وسط)، من جانب إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 سبتمبر/أيلول 2009.
وبحسب موقع "جادة إيران"، بُني الموقع بعمق 80 مترا أسفل هرم جبلي يحتوي صخورا صلبة، وهو محطة مخصصة لتخصيب اليورانيوم الانشطاري بنسبة 20%، ليكون وقودا لمفاعل أبحاث طبي ينتج النظائر المشعة لعلاج مرضى السرطان.
علّقت إيران نشاطه في يناير/كانون الثاني 2014 بموجب اتفاق نووي مع القوى الكبرى، وفي أغسطس/آب 2016 أعلنت نشر منظومة "S300" الروسية حول المحطة لتأمينها.
غاشين.. منجم لليورانيوم
وفي ديسمبر/كانون الأول 2010، قالت إيران إنها سلمت أول مركز من خام اليورانيوم المنتج محليا، أو الكعكة الصفراء، إلى محطة يمكن أن تجعلها جاهزة للتخصيب.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الأدلة تشير إلى أن منجم غاشين، الواقع بالقرب من ميناء بندر عباس، كان يهدف في الأصل إلى استخدام مصدر لليورانيوم لبرنامج نووي عسكري.
ويُعتقد أن مخزون إيران من الكعكة الصفراء بدأ ينفد، والذي استوردته في الأصل من جنوب أفريقيا في السبعينيات.
ولكن منذ غاشين، افتتحت منجمين آخرين لليورانيوم في ساغاند بوسط إيران، ومصنعا لإنتاج الكعكة الصفراء في أردكان.
وفي يناير/كانون الثاني 2014 سُمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة منجم غاشين للمرة الأولى منذ عام 2005.
أصفهان.. معالجة اليورانيوم
في عام 2006، بدأت إيران تشغيل منشأة لمعالجة اليورانيوم في مركز الأبحاث النووية التابع لها في أصفهان، لتحويل "الكعكة الصفراء" إلى ثلاثة أشكال:
غاز سداسي فلوريد - يستخدم في عمليات التخصيب
أكسيد اليورانيوم - يستخدم لتزويد المفاعلات بالوقود
المعدن - يستخدم في بعض أنواع عناصر الوقود، وكذلك في نوى القنابل النووية
ويضم مجمع أصفهان أربعة مفاعلات صغيرة للأبحاث النووية ومنشأة لتخصيب اليورانيوم، ومركزا للتكنولوجيا النووية.
وتم السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
بارشين العسكري
المجمع في بارشين، الواقع في جنوب طهران، مخصص للبحث والتطوير وإنتاج الذخائر والصواريخ والمتفجرات.
في عام 2005، سُمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرتين بالوصول إلى أجزاء من بارشين وتمكنوا من أخذ عدة عينات بيئية.
وأشار تقرير صدر عام 2006 إلى أنهم "لم يلاحظوا أية أنشطة غير عادية في المباني التي تمت زيارتها، كما أن نتائج تحليل العينات البيئية لم تشر إلى وجود مواد نووية".
لكن الشكوك حول بارشين استمرت وسعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارا وتكرارا لزيارة المنشأة مرة أخرى.
وبعد طلب الوصول في أواخر عام 2011، لاحظت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود مساحات شاسعة من المناظر الطبيعية وعمليات الهدم والبناء الجديد في الموقع، وفي فبراير/شباط 2012 تم إبعاد المفتشين.
اشتكت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت لاحق من أنها لم تتمكن من "تقديم ضمانات موثوقة بشأن عدم وجود مواد وأنشطة نووية غير معلنة في إيران"، وأنها لا تزال لديها "مخاوف جدية بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووي".
آراك للماء الثقيل
تم بناء هذا المفاعل (غرب) الذي يعتبر أكبر محطة نووية إيرانية، لأبحاث المياه الثقيلة.
ويمكنه أن يقدم لإيران مادة البلوتونيوم التي تمنح طهران نظريا القدرة على تصنيع أسلحة نووية.
وتقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش الموقع الذي شكّل عائقا في المفاوضات بين طهران والقوى الغربية التي اشترطت تفكيكه قبل التوصل إلى اتفاق عام 2015.
وتنفي إيران على الدوام بأن يكون لديها طموحات لتطوير القدرة على إنتاج أسلحة نووية، وتؤكد أن أنشطتها لأغراض سلمية.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز