قآاني في بغداد.. مسح بصمات إيران من استهداف الكاظمي
من جديد يعود ساعي البريد قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قآاني إلى العراق، في زيارة كالعادة تغلفها السرية وتكتنفها الأجندات المثيرة.
بيْد أن زيارة الأمس العاجلة جاءت بعد ساعات قليلة من محاولة اغتيال فاشلة استهدفت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بطائرتين بدون طيار، في المنطقة الرئاسية المحصنة ببغداد.
مصدر مطلع قال لـ"العين الإخبارية"، إن قآاني وصل بغداد خلال ساعات الليل "في مهمة معقدة تتمحور حول ضبط الغضب المتصاعد بين رئيس الوزراء والمليشيات الولائية المقربة من طهران".
وعادة ما تأتي زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إلى العراق، التي تكررت هذا العام أكثر من ست مرات، متوازية مع ظروف وأوضاع مرتبكة غالباً ما تكون الفصائل المسلحة طرفاً فيها.
ووفق المعلومات التي حصل عليها مراسل "العين الإخبارية" من مصادر مطلعة، فضلت عدم الكشف عن هويتها، خوفا من الملاحقة، فقد اجتمع قآاني فور وصوله مع قيادات المليشيات المسلحة التي تذهب يد الاتهام باتجاهها في عملية الاغتيال التي وقعت فجر أمس الأحد.
وكانت الفصائل وأجنحتها السياسية الخاسرة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، هددت بتأليب الوضع العام في العراق في حال جرت المصادقة على نتائج الاقتراع بشكلها النهائي عند أرقامها المعلنة.
وقبيل ساعات من حادثة محاولة اغتيال رئيس الوزراء، اشتبك أنصار قوى خاسرة يحتجون عند المنطقة الخضراء مع قوات حفظ الأمن، انسل من بينهم مسلحون وأطلقوا الرصاص الحي، ما أسفر عن وقوع قتيل وأكثر من 125 جريحا.
وتوعد رئيس مليشيات "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، الذي حضر مع المتظاهرين ليل السبت الماضي، بالثأر لدماء أنصاره متوعداً بأشد عبارات التهديد.
تبرئة لم تشفع
وتذهب أغلب المؤشرات الأولية في طريقة تنفيذ حادثة الاغتيال إلى أن المليشيات المقربة من إيران هي المسؤولة عن تلك العملية رغم أن أغلب قيادات تلك الفصائل سارعت لتبرئة نفسها.
وجاءت زيارة قائد فيلق القدس الإيراني للعراق، بعد نحو ساعات قليلة على تصريح لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس الأحد، أكد من خلاله أن الجهات المنفذة "معلومة ومعروفة"، وسيصل إليها القضاء.
ويرى المحلل السياسي، إحسان عبدالله، أن "تلميح الكاظمي بتشخيص الجهات التي تقف وراء محاولة الاغتيال، قد رفع من مؤشرات الخطر لدى الجانب الإيراني مما دعا إلى ابتعاث قآاني بأقصى سرعة ممكنة".
ويضيف عبدالله في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "محاولة الاغتيال نُفذت من قبل الفصائل المسلحة المقربة من خامنئي وهو أمر لا يقبل الشك، ولكن السؤال يبقى من هي الجهة التي أمرت بذلك هل هي إيران الثورة أو طهران الدولة؟".
وبالعودة إلى تفاصيل اجتماع قآاني والفصائل الموالية لإيران، ذكر المصدر المطلع أن "اللقاء شهد نوعاً من الحدية بين الطرفين، الأمر الذي دعا قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إلى عدم إطالة الاجتماع".
وبعد الاجتماع، التقى المسؤول الإيراني رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، حيث أكد له رفضه الكامل لمحاولة الاغتيال التي تعرض لها الأخير، بحسب المصدر.
نشاز قآاني على إيقاع المليشيات
المحلل السياسي علي الكاتب هو الآخر لم يستبعد تورط إيران في حادثة الأحد، قائلا إن طهران "باتت اليوم على رأس قائمة الاتهام في عملية اغتيال الكاظمي وإن كانت غير مسؤولة بشكل مباشر عن ذلك، وهو ما استدعى أن تحرك طهران قآاني بسرعة عاجلة نحو بغداد".
ويعطف بالقول "هنالك معلومات شبه مؤكدة تفيد بأن أجهزة الأمن قريبة جداً من كشف خطوط محاولة الاغتيال والتوصل إلى الفاعلين، وهو ما يهدد بكشف الأوراق التي ظلت ردحاً من الزمن تحت الطاولة".
ويذكر الكاتب خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" أن "عصا قآاني لن تكون هذه المرة ذات تأثير كبير على ضبط إيقاع الفصائل، كونها مصابة بهستيريا الخسارة الانتخابية، ولا تملك خياراً سوى المواجهة أو انتظار موتها".
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg جزيرة ام اند امز