"مزدوجو الجنسية".. ورقة إيرانية لابتزاز الغرب
نازانين زخاري وفريبا عادل خواه وجيسون ريزان حالات من مزدوجي الجنسية الذين وقعوا ضحية ممارسات النظام الإيراني
رأى محللون غربيون أن "مزدوجي الجنسية" ورقة يستغلها النظام الإيراني في تبادل المنفعة وابتزاز الدول الغربية، مؤكدين أن نظام طهران لا يتردد في استخدام حاملي الجنسية المزدوجة كأداة ضغط في التوازنات الدبلوماسية.
ودلل المحللون على استخدام إيران مزدوجي الجنسية كورقة ابتزاز باعتقال البريطانية الإيرانية نازانين زخاري، والفرنسية الإيرانية، فريبا عادل خواه مع فرنسا، والأمريكي الإيراني جيسون ريزان، وآخرها شبكة التجسس المزعومة الأخيرة التي اعترضتها طهران، كنوع من أنواع الضغط على الحكومات الغربية، واصفين تلك العملية بـ"الفدية".
وبعد اعتراف إيران في منتصف يوليو/تموز الجاري رسمياً باعتقال الباحثة الفرنسية الإيرانية فريبا عادل خواه، سلطت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، الضوء على استغلال النظام الإيراني لمزدوجي الجنسية واحتجازهم للضغط على الحكومات الغربية، معتبرة أنها وسيلة ابتزاز رخيصة.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن واقعة فريبا المسجونة في سجن "إيفين" سيئ السمعة شمال طهران، لم تكن الأولى، مشيرة إلى أن النظام الإيراني لا يتردد في استخدام حاملي الجنسية المزدوجة كأداة ضغط في توازناتها الدبلوماسية، لافتة إلى أن وضع مزدوجي الجنسية في إيران أصبح معقدا حيث لا تعترف طهران بجنسيتهم الأخرى.
فريبا
ويرى نائب مدير مركز أبحاث الاستخبارات الفرنسي آلان رودييه في حالة فاريبا أن النظام الإيراني الذي يعاني من عزلة دولية يتهم أي شخصية مزدوجة الجنسية حتى لو كان عالماً بالتخابر مع الغرب، باتباع نظرية المؤامرة طوال الوقت".
ونوه الباحث الفرنسي بأن اعتقال فريبا جاء بعد وقت قصير من زيارة المستشار الدبلوماسي للرئاسة الفرنسية، إيمانويل بون، إلى طهران لمناقشة إنقاذ الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي فقد أهميته بانسحاب الولايات المتحدة منه في مايو/أيار 2018.
بدوره، قال علي رضا نادر مدير مركز "إيران الجديدة" الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، إن إيران تتخذ حاملي الجنسية المزدوجة فدية، فكلما أرادت زيادة الضغط على الدول الغربية، يلجأ النظام الإيراني إلى أخذ رهائن للتفاوض".
ووفقاً لمركز حقوق الإنسان في إيران فإن عدد المعتقلين من مزدوجي الجنسية بلغ 11 إيرانيا، مدللاً على ذلك بقضية الإيرانية البريطانية نازانين زخاري-راتكليف، المحتجزة منذ أبريل/نيسان 2016 وحُكم عليها بالسجن خمس سنوات، لمشاركتها في مظاهرات ضد النظام الإيراني في عام 2009.
نازانين
وعادت الصحيفة الفرنسية قائلة إن نازانين (40 عاماً) طالبت مؤسسة طومسون رويترز التي تعمل بها بإطلاق سراحها لتدهور حالتها الصحية والنفسية جراء عمليات التعذيب.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، صرح زوجها ريتشارد راتكليف إلى الصحافة بأن زوجته استخدمت كورقة مساومة من قبل الحرس الثوري، الذين يحاولون الحصول على شيء من الحكومة البريطانية".
واعترفت طهران بأن هؤلاء السجناء يمكن أن يكونوا موضوع التبادلات في بعض الأحيان مع الحكومات الغربية، وفي أبريل/نيسان الماضي، أصدر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مقترحا لتبادل الإيرانيين المسجونين أو المهددين بالترحيل إلى الولايات المتحدة، بالأمريكيين الإيرانيين المحتجزين في إيران.
جيسون
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى مراسل صحيفة "واشنطن بوست" السابق في طهران الأمريكي الإيراني جيسون ريزيان الذي أطلق سراحه بعد 544 يوما من الاعتقال في إيران.
وكان جيسون تمكن من مغادرة سجن "إيفين" في يناير/كانون الثاني 2016، وهو اليوم الأول لتطبيق اتفاقية فيينا الموقعة قبل 6 أشهر من إطلاق سراحه.
في المقابل، أصدر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما آنذاك عفوا عن أربعة مدانين إيرانيين وخفف الأحكام الصادرة بحق ثلاثة آخرين، كما نص الاتفاق على قيام واشنطن بدفع 1.7 مليار دولار لتسوية ديون تعود إلى ما قبل الثورة الإيرانية.