صواريخ متعددة الجنسيات.. إيران تساعد مليشياتها على تصنيع السلاح
ذكرت مجلة أمريكية، الجمعة، أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ شبكة واسعة من المليشيات متزايدة القوة في أنحاء الشرق الأوسط لتلبية حاجة طهران.
وطبقًا للخبير في الشأن الإيراني نادر أوسكوي، فقد تمكن فيلق القدس التابع للحرس الثوري من تجنيد، وتسليح وترتيب ما يصل إلى 200 ألف مقاتل من المليشيات الموالية لطهران في شتى أنحاء الشرق الأوسط.
وخلال السنوات الأخيرة، زود الحرس الثوري العديد من تلك الجماعات القوية بصواريخ وقذائف أكثر دقة وأطول مدى، كما ساعدهم في تطوير القدرة على تصنيع تلك الأسلحة، بحسب مجلة "فوربس" الأمريكية.
- وزير إسرائيلي: الاتفاق مع إيران "سيئ وسيدفع المنطقة نحو الحرب"
- دبلوماسية إيران تخدم مليشياتها.. ظريف يفضح المستور
وأفادت ورقة بحثية نشرها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان: "الصواريخ متعددة الجنسيات: نهج إيران الجديد لانتشار الصواريخ"، بأن فيلق القدس يبدو عازمًا على تمكين جميع وكلائه الرئيسيين من تصنيع صواريخ مدفعية وصواريخ دقيقة التوجيه، وقد يكون لنجاح هذا المشروع تداعيات أمنية واستراتيجية كبيرة على إسرائيل.
لبنان
أنجح مليشيات إيران بالوكالة بلا شك هي حزب الله في لبنان. وأسس الحرس الثوري الإيراني هذه المليشيا القوية عقب حرب لبنان عام 1982.
وفي السنوات الـ15 التي تلت ذلك، عملت إيران على مساعدة حزب الله في بناء ترسانة ضخمة من الصواريخ والقذائف في لبنان.
وفي حرب عام 2006، استخدم حزب الله صواريخا غير دقيقة وقصيرة المدى لمضايقة وترهيب المدن والبلدات في شمالي إسرائيل، ومع ذلك، فقد جمع حزب الله اليوم ترسانة ضخمة من الصواريخ ذات المدى الأبعد.
كما ساعد الحرس الثوري الإيراني حزب الله في بناء مصانع لإنتاج الصواريخ في لبنان؛ لمساعدته في تحسين دقة ونطاق ترسانته. وفي عام 2019، قدر الجيش الأمريكي أن حزب الله يمتلك عشرات من الصواريخ أرض-أرض دقيقة التوجيه، لكنه خلص أيضًا إلى أنهم فشلوا حتى الآن في إنتاجها بكميات كبيرة محليًا.
وبداية من عام 2013، حاولت إيران توصيل الصواريخ مباشرة إلى حزب الله عبر سوريا التي مزقتها الحرب، لكنها تعرضت مرارًا لهجمات سلاح الجو الإسرائيلي، لذا سعت لاحقًا وبداية من عام 2016 إلى تسليمهم أجزاء من الصواريخ ليتم تجميعها محليًا في لبنان.
سوريا
ومنذ السنوات الأولى للصراع السوري، واصل سلاح الجو الإسرائيلي حملة جوية عبر سوريا تستهدف في الأساس منع الحرس الثوري من نقل صواريخ متطورة إلى حزب الله في لبنان.
وفي عام 2020 وحده، أجرى سلاح الجو الإسرائيلي 500 ضربة جوية على الأقل عبر سوريا. وخلال نفس الفترة، ردت سوريا بإطلاق حوالي 900 صاروخ دفاع جوي، وهو رقم غير مسبوق بالفعل.
ونقلت وكالة رويترز، في أبريل/نيسان، عن مصادر أن إسرائيل "وسعت بشكل كبير" حملتها الجوية عبر سوريا ضد مشروع إيراني مشتبه فيه لبناء منشآت لإنتاج الصواريخ في هذا البلد أيضًا".
وطبقًا لتلك المصادر، تنقل إيران أجزاء من صناعة الصواريخ والأسلحة المتطورة إلى مجمعات تحت الأرض موجودة مسبقًا لتطوير ترسانة متطورة.
وأشار التقرير إلى أن طهران تسعى لصنع صواريخ متطورة في سوريا، بدلًا من نقلها إلى هناك برا أو جوا؛ مما يجعلها عرضة للغارات الإسرائيلية.
وأشارت "فوربس" إلى أن الجهود الإيرانية الحالية لمنح وكلائها في سوريا السبل لتجميع الصواريخ محليًا وتكون قادرة على تهديد إسرائيل تتماشى مع أهداف مشروعها في لبنان بالإضافة لمشروعات أخرى في العراق واليمن.
العراق
وفي العراق، حيث تسيطر إيران على أقوى المجموعات المسلحة تحت مظلة قوات الحشد الشعبي، زودت طهران وكلائها من المليشيات بصواريخ أكثر تطورًا، وحتى طائرات بدون طيار مسلحة.
وعام 2018، نقل الحرس الثوري الإيراني عدد صغير من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى إلى تلك المليشيات في إطار "خطة دعم" حال تعرضت إيران لهجمات من إسرائيل أو الولايات المتحدة.
وعلاوة على ذلك، ساعدت إيران تلك المليشيات في إنشاء مصانع في العراق من أجل بناء مزيد من تلك الصواريخ.
وفي يوليو/تموز 2020، كشفت منظمة بدر المدعومة من إيران عن صواريخ مصنوعة محليًا، والتي يمكن مقارنتها بصواريخ النازعات وزلزال الإيرانية البعيدة والمتوسطة المدى.
ويبدو أن طهران تستخدم نفس الاستراتيجية مع الطائرات بدون طيار (الدرون). ففي يناير/كانون الثاني، استهدفت طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات انطلقت من الأراضي العراقية العاصمة السعودية الرياض، فيما استهدفت طائرة أخرى في أبريل/نيسان منشأة للقوات الأمريكية في المطار الدولي بمدينة أربيل.
اليمن
وهناك اليمن أيضًا؛ إذ استهدف الحوثين السعودية عدة مرات باستخدام صواريخ باليستية وطائرات دون طيار أكثر تطورًا وفتكا.
وبحسب عدة روايات، منحت المساعدة التقنية وإمدادات قطع الغيار من إيران الحوثيين القدرة على تصنيع مثل تلك الأسلحة محليًا.
وفي يناير/كانون الثاني، ذكر تقرير صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن هناك مجموعة متزايدة من الأدلة ترجح أن أفرادا أو كيانات في إيران يزودون الحوثيين بكميات كبيرة من الأسلحة
وكما الحال مع صواريخ حزب الله والمليشيات العراقية، تتزايد دقة تلك الأسلحة ومداها بشكل كبير.
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg جزيرة ام اند امز