مصدر: «التحالف» أبلغ بغداد بالجهة المسؤولة عن هجمات كردستان العراق

كشف مصدر حكومي عراقي مطلع، الأربعاء، أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أبلغ السلطات العراقية رسميًا بالجهة المسؤولة عن هجمات طالت بنى تحتية للطاقة في كردستان العراق.
وأوضح المصدر المطلع لـ"العين الإخبارية" أن التحالف الدولي نقل للعراق معلومات استخباراتية تفيد بأن الفصائل المسلحة المدعومة من إيران تقف خلف الهجمات التي استهدفت إقليم كردستان مؤخرًا، خصوصًا تلك التي نُفّذت باستخدام طائرات مسيّرة واستهدفت منشآت للنفط والغاز.
وأوضح المصدر أن التحالف قدَّم لبغداد معلومات تشير إلى ضلوع فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي في تنفيذ تلك الهجمات، التي طالت منشآت حيوية، بينها بنى تحتية للطاقة، وأثارت قلقًا دوليًا واسعًا، إضافة إلى غضب رسمي وشعبي في إقليم كردستان.
وأبلغ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال اجتماعه مساء الثلاثاء بقيادات الإطار التنسيقي (الشيعي) الحاكم، بأن الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، والمعروفة أيضًا باسم "سنتكوم"، زاره الثلاثاء وأبلغه أن الهجمات الأخيرة التي طالت مواقع في إقليم كردستان نُفّذت باستخدام 15 طائرة مسيّرة، واستهدفت شركات أمريكية وأوروبية ونرويجية، بحسب المصدر.
وقال المصدر إن "السوداني نقل لقيادة الإطار الشيعي أن الجنرال مايكل كوريلا أبلغه أن الفصائل المنفذة للهجمات مدعومة من إيران، وأن لدى الجانب الأمريكي معلومات مؤكدة عن استهداف ممنهج للمصالح الأمريكية في العراق".
وأضاف المصدر أن "السوداني طلب من التحالف الدولي تزويد العراق ببقايا الطائرات المسيّرة التي استخدمت في الهجمات، بغرض إخضاعها لفحص وتحليل فني، إلا أن التحالف رفض تسليمها، وأبلغ الجانب العراقي أن النتائج والمعلومات النهائية حول الهجمات تصدر من طهران".
في غضون ذلك، أوضحت واشنطن أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أكد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي، أهمية محاسبة المتورطين في الهجمات على البنية التحتية للطاقة وضرورة اتخاذ إجراءات لمنع تكرارها مستقبلا.
وتأتي هذه التطورات في وقت تزايدت فيه الضغوط الغربية على الحكومة العراقية لمحاسبة منفذي الهجمات وضبط الجماعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة.
وفي الجمعة الماضي، أعلنت الحكومة العراقية نتائج التحقيق في الهجمات التي استهدفت مواقع عسكرية، بينها قواعد في إقليم كردستان، باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية.
وأكدت أن جميع الهجمات نفذتها جهة واحدة (دون تسميتها) باستخدام طائرات متطابقة تم تصنيعها خارج العراق، وانطلقت من مواقع محددة داخل البلاد.
الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء صباح النعمان، أوضح أن لجنة تحقيقية عليا تم تشكيلها بأمر من رئيس الوزراء، وأن التحقيق أسفر عن تحديد منشأ الطائرات، وتحليل منظومات التحكم والاتصال، والكشف عن الجهات المتورطة في التنفيذ والتنسيق.
وشددت الحكومة على أن هذه الهجمات تمثل انتهاكًا للسيادة الوطنية، متعهدة بملاحقة المتورطين قانونيًا، وعدم السماح لأي جهة داخلية أو خارجية بتهديد أمن العراق.
وشهد شمال العراق نحو 20 هجومًا بطائرات مسيّرة منذ أوائل يوليو/تموز، استهدفت بشكل أساسي منشآت نفطية تابعة لحكومة إقليم كردستان.
وتتهم سلطات الإقليم فصائل مرتبطة بـ"الحشد الشعبي" وبدعم مباشر من إيران بالوقوف وراء هذه الهجمات.
وكان من المقرر أن يناقش البرلمان العراقي ملف الهجمات بالطائرات المسيّرة في جلسة 21 يوليو/تموز الجاري، إلا أن الجلسة انعقدت وانتهت دون التطرق إلى الموضوع، ما دفع الكتل الكردية إلى مقاطعتها.
وترجّح مصادر غربية أن تكون الهجمات مرتبطة بتوترات إقليمية مع إيران.
فبعد أن ألغت الولايات المتحدة في مارس/آذار الاستثناءات التي تسمح للعراق باستيراد الطاقة من إيران، سارعت حكومة الإقليم في مايو/أيار إلى توقيع عقود نفطية بمليارات الدولارات مع شركات أمريكية، وهو ما أثار اعتراض بغداد، التي رفعت دعوى قضائية ضد الاتفاقات.
لكن المحكمة الاتحادية العليا حكمت هذا الأسبوع لصالح حكومة الإقليم وأيّدت العقود الموقعة، ما اعتبره مراقبون ضربة قانونية لبغداد ونقطة تحول في ملف الصراع النفطي.