من حرب «داعش» إلى صراع إيران وأمريكا.. «عين الأسد» بالعراق في عين العاصفة

تُعد قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار إحدى أبرز النقاط التي تتمركز فيها القوات الأمريكية بالعراق، وتتمتع بموقع استراتيجي غربي البلاد.
واليوم الإثنين، قالت مصادر عسكرية لرويترز، إنه جرى تفعيل منظومة الدفاع الجوي في قاعدة عين الأسد الجوية الأمريكية في العراق تحسبا لهجوم محتمل.
جاء ذلك بعد هجوم إيراني استهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر، في إطار رد طهران على الضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية، منتصف ليل الأحد.
وقالت إيران إن الضربة الصاروخية التي نفذتها قواتها ضد قاعدة "العديد" الجوية، التي تتمركز فيها قوات أمريكية في قطر، جاءت "ردا مباشرا على الهجمات الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية".
وكانت إيران قد هددت في وقت سابق بالرد على الولايات المتحدة بعد الهجمات التي استهدفت مواقعها النووية.
ويوجد حوالى 2500 عسكري أمريكي في العراق ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي
وكانت بغداد وواشنطن قد اتفقتا على جدول زمني للانسحاب التدريجي لقوات التحالف.
وتعرضت القوات الأمريكية في العراق وسوريا لهجمات متكررة من فصائل مسلحة موالية لإيران منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر /تشرين الأول 2023. وردت هذه القوات بضربات كثيفة على أهداف مرتبطة بطهران، وتراجعت الهجمات ضدها إلى حد كبير.
"عين الأسد"
وفي هذه السطور التالية تلقي "العين الإخبارية" نظرة فاحصة على قاعدة عين الأسد في العراق.
وقاعدة "عين الأسد" أو "القادسية سابقا" هي ثاني أكبر القواعد الجوية في العراق، وتمثل أهمية استراتيجية وعسكرية كبرى؛ حيث استخدمها التحالف الدولي ضد "داعش" في تحقيق تقدم استراتيجي على الأرض وفرض الهيمنة والسيطرة ضد التنظيم الإرهابي.
وتقع القاعدة في محافظة الأنبار غربي العراق، بالقرب من نهر الفرات، وبدأ العمل في إنشائها عام 1980 واكتمل بناؤها عام 1987، وكان لها دور بارز خلال فترة الحرب "العراقية الإيرانية" إلى أن تم استهدافها خلال حرب الخليج، وتتسع لنحو 5 آلاف جندي.
والقاعدة أشبه بمدينة متكاملة محصنة، تضم الكثير من المباني العسكرية لإيواء الجنود مثل الملاجئ والمخازن وحظائر للطائرات، بالإضافة للمرافق الخدمية مثل المسابح الأولمبية وملاعب كرة قدم وسينما ومسجد ومدرسة ابتدائية وثانوية ومستشفى.
وفي أعقاب الغزو الأمريكي للعراق مارس/آذار 2003، وضعت أستراليا يدها على القاعدة ثم سلمتها إلى الجيش الأمريكي في مايو/أيار من العام نفسه.
وفي عام 2011، أعاد الجيش الأمريكي القاعدة إلى العراق مرة أخرى، بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة الأسبق، باراك أوباما، الانسحاب العسكري من العراق.
وتتمركز في "عين الأسد" حاليا الفرقة السابعة من الجيش العراقي، كما تضم مدرسة للمشاة،.
في 2014 استعادت القاعدة الجوية أهميتها نظرا لاحتضانها 300 جندي وضابط ومستشار عسكري أمريكي، كما ضمت 18 طائرة من مقاتلات الأباتشي التي شاركت في قصف مواقع "داعش".
كما تضم القاعدة مطارا عسكريا مجهزا بمقاتلات ومروحيات، وبها أيضا قوة من الدفاعات الجوية وبرج للمراقبة الجوية مجهز بالرادارات ويحتوي على مدرج واحد بطول 3 كيلومترات.
وسبق أن زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القاعدة بشكل مفاجئ، خلال ولايته الأولى في 26 ديسمبر/كانون الأول 2018، بصحبة زوجته ميلانيا للاحتفال مع الجنود الأمريكيين بعيد الميلاد.