خطة شاملة لمكافحة التسول في العراق.. تشمل برامج دعم وإيواء للمتسولين

العراق يطلق خطة جديدة لتقليص أعداد المتسولين تتضمن رواتب شهرية وتعهدات قانونية، وسط حملة حكومية تهدف لمعالجة الظاهرة المنتشرة في مختلف المدن.
أعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في العراق عن خطة جديدة تهدف إلى الحد من ظاهرة التسول المنتشرة في مختلف المدن، وتتضمن تخصيص رواتب شهرية للمتسولين المقبوض عليهم، مقابل توقيعهم على تعهد قانوني بعدم العودة إلى التسول، وذلك ضمن حملة حكومية واسعة انطلقت مؤخرًا لمعالجة الظاهرة.
برنامج الإعانة الاجتماعية مقابل التوقف عن التسول في العراق
أكد كاظم العطواني، مدير دائرة الإعلام والعلاقات الدولية في وزارة العمل، أن الوزارة تبنّت مجموعة إجراءات شاملة ضمن الحملة، تشمل إجراء مسح ميداني للمتسولين المقبوض عليهم، بهدف إدراج المستحقين منهم ضمن برنامج الإعانة الاجتماعية، بعد التوقيع على تعهد رسمي بعدم تكرار السلوك.
وأشار العطواني، في تصريح لصحيفة "الصباح" الرسمية الصادرة اليوم الإثنين 30 يونيو/ حزيران 2025، إلى أن الوزارة ستقوم بإيداع الحالات المؤهلة في دور الإيواء، وتقديم رواتب الرعاية الاجتماعية عقب التحقق من أوضاعهم المعيشية.
تحديات تواجه جهود وزارة العمل في مواجهة التسول
تتضمن الخطة كذلك تنفيذ حملات توعوية بالتعاون مع جهاز الأمن الوطني والشرطة المجتمعية، إضافة إلى ورش عمل موجهة لفئات محددة، من بينها نزلاء دور الأحداث والمشردون وضحايا الاتجار بالبشر، بهدف التوعية بمخاطر الظاهرة وتقديم بدائل قانونية واجتماعية مناسبة.
رغم الخطوات المعلنة، تشير تقارير سابقة، بينها تقرير لقناة "السومرية"، إلى أن عدداً من المتسولين يفضلون الاستمرار في التسول على الانخراط في برامج الدعم، بسبب ارتفاع العائد المالي الذي يجنونه من التسول مقارنة برواتب الإعانة، حيث تصل أرباح بعضهم إلى عشرة أضعاف ما توفره الجهات الرسمية.
معدلات التسول في العراق وأكثر المدن تضررًا
ترافقت الإجراءات مع إعلان حكومي عن حملة موسعة للحد من التسول، في وقت قدّر فيه المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق عدد المتسولين من العراقيين والأجانب بأكثر من 500 ألف شخص، معظمهم من فئتي الأطفال والنساء.
تحتل العاصمة بغداد المرتبة الأولى بين المدن العراقية من حيث انتشار المتسولين، حيث يظهرون بكثافة عند إشارات المرور والمناطق التجارية، باستخدام أساليب متنوعة لجمع المال، رغم الحملات الأمنية المتواصلة لملاحقتهم.
أسباب انتشار التسول في العراق
أشارت دراسة حديثة صادرة عن مركز "النهرين" للدراسات الاستراتيجية إلى أن انتشار التسول يعود لأسباب اقتصادية واجتماعية معقدة، منها ارتفاع معدلات البطالة والفقر، والنزوح الناجم عن النزاعات المسلحة، فضلًا عن ضعف النظام التعليمي، الذي تسبب في ارتفاع معدلات الأمية، مما قلّص فرص الاندماج المهني لشرائح واسعة من السكان.
لم تعد الظاهرة مقتصرة على الشوارع، حيث رصدت السلطات أنماطًا جديدة من التسول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال سرد قصص شخصية لجذب التبرعات، كما أُلقي القبض على قيادات شبكات تسول منظمة، إحداها في بغداد خلال شهر شباط/ فبراير الماضي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAzIA== جزيرة ام اند امز