خبراء: العراق يسعى لجذب استثمارات صينية في مجال النفط والغاز
السفير الصيني في بغداد قال إن حجم التبادل التجاري بين العراق والصين خلال عام 2018 الماضي بلغ أكثر من 30 مليار دولار
ملفات عدة يحملها عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء العراقي خلال زيارته المرتقبة إلى الصين، المقرر إجراؤها في 19سبتمبر/أيلول الجاري، يأتي في مقدمتها توقيع اتفاقية استراتيجية بين بغداد وبكين تشمل مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والأمنية.
- العراق يدعو الشركات الصينية للاستثمار بقطاع النفط
- العراق يوقع عقدا مع سنوك الصينية لإجراء مسح سيزمي في مناطق نفطية
ويسعى عبد المهدي إلى توسيع التعاون الاقتصادي والأمني مع الصين؛ لإنقاذ الاقتصاد العراقي من الأزمات التي تواجهه نتيجة السيطرة الإيرانية على الأسواق العراقية، وتحكم طهران بالسياسة الاقتصادية للعراق واتخاذها العراق منفذا لإنقاذ نظام ولي الفقيه الإيراني من السقوط بعد أن زادت الضغوطات الدولية من الخناق حول هذا النظام.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية العراقية لـ(العين الإخبارية): "تُعِد الحكومة العراقية لهذه الزيارة منذ أبريل/نيسان الماضي، هناك سعي من جانب العراق إلى توسيع العلاقات الاقتصادية مع الصين، وتوقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية بين الجانبين إلى جانب توقيع اتفاقية استراتيجية تشمل مختلف المجالات ومن ضمنها المجالات الأمنية والعسكرية".
وتوصل العراق والصين خلال الأشهر الماضية من العام الحالي إلى اتفاقيات في مجالات عديدة، وأكدت مصادر حكومية عراقية أن زيارة رئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق له المكون من خبراء ومستشارين اقتصاديين ومسؤولين عسكريين وحكوميين وتجار ورجال أعمال عراقيين ستشهد توقيع أكثر من 30 اتفاقية اقتصادية ومذكرة تفاهم في مجالات البناء والإعمار والخدمات والتجارة والصناعات المدنية والعسكرية.
دعوة للشركات الصينية للاستثمار بالعراق
وقال الخبير الاقتصادي العراقي خطاب عمران الضامن لـ(العين الإخبارية) إن "زيارة رئيس الوزراء العراقي على رأس وفد اقتصادي تعتبر بمثابة دعوة للشركات الصينية للاستثمار في العراق بقطاعات البترول والغاز الطبيعي ومجالات حيوية أخرى، أبرزها قطاع الاستثمار العقاري والبنى التحتية التي يحتاجها العراق، وفي ظل الميزات التنافسية التي يقدمها القطاع الاستثماري الصيني".
وأشار الضامن إلى أن دخول الشركات الصينية للأسوق العراقية تعتبر طوق نجاة للاقتصاد العراقي، من خلال إحلال الواردات الإيرانية منخفضة الجودة، بواردات صينية أكثر كفاءة مع إمكانية توطين الاستثمارات الصينية في العراق، وجذب الخبرات الصينية للسوق العراقي وخلق فرص عمل واعدة.
30 مليار دولار تبادل تجاري بين بغداد وبكين
وأعلن السفير الصيني في بغداد تشانج تاو، في مؤتمر صحفي عقده بمحافظة كركوك في 31 يوليو/تموز الماضي أن "حجم التبادل التجاري بين العراق والصين خلال عام 2018 الماضي بلغ أكثر من 30 مليار دولار".
واعتبرت الخبيرة الاقتصادية العراقية سلام سميسم، الاقتصاد العراقي مختنقا بسبب الصراعات السياسية المتمثلة بالصراع بين إيران وأمريكا، مشيرة إلى أن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي تأتي في إطار محاولات إنقاذ الاقتصاد.
وتابعت سميسم لـ(العين الإخبارية): "امتد الصراع السياسي إلى إدارة المرافق والأموال الحكومية، من خلال الطعن بالتقارير المحاسبية، حاليا تتولى كبرى الشركات العالمية مهمة إدارة عمليات التدقيق المحاسبية في العراق؛ لأن هناك أيادي إيرانية خفية تحرك نقابة المحاسبين".
وبحسب إحصائيات رسمية حصلت عليها (العين الإخبارية) من مصادرها في الحكومة العراقية بلغت استثمارات الصين في العراق خلال العام الماضي أكثر من 20 مليار دولار أمريكي، فضلا عن أن العراق يمثل ثاني أكبر مورد للنفط إلى الصين بقيمة 20 مليار دولار سنويا.