تفجير البصرة.. تفاصيل جديدة واتهامات لـ"فرقة الموت"
مصادر مطلعة ترى أن التفجير الذي استهدف البصرة العراقية كان هدفه اغتيال ضابط بالاستخبارات لعب دورا باعتقال ما يعرف بـ"فرقة الموت".
طرح يفرض نفسه في مسار بالغ التعقيد يفاقم الضبابية في العراق، وتحديدا بالمحافظة الواقعة جنوبي البلاد، حيث انفجرت، أمس الثلاثاء، دراجة نارية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
ورغم أن حوادث التفجير والمفخخات بات أمرا معتادا في العراق، إلا أن خفايا ما وقع أمس قرب مستشفى حكومي يكشف طريقة جديدة لا يمكن نسبها لتنظيم داعش الإرهابي.
وصبيحة أمس، انفجرت دراجة نارية مفخخة عند تقاطع الصمود القريب من المستشفى الجمهوري وسط البصرة، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص تضاربت حولها الأرقام الرسمية مع المصادر الأمنية وشهود العيان.
ومنذ سنوات، لم تشهد البصرة الغنية بالنفط والمنفذ البحري الوحيد للعراق، تفجيرات من هذا النوع، إلا أنها تعاني من سيطرة مليشيات وفصائل مسلحة على الكثير من مواردها.
وشهدت البصرة التي يقطنها نحو 3.5 مليون نسمة، عمليات اغتيال واختطاف طالت عددا من الناشطين والمتظاهرين عقب اندلاع احتجاجات أكتوبر/ تشرين الأول الغاضبة في خريف 2019.
الهدف ضابط
وللآن لم تعلن أي جهة تبنيها لحادث تفجير المستشفى وسط احتمال تورط تنظيم داعش الذي عادة ما يعتمد التفخيخ سعيا لإحداث أكبر الخسائر الممكنة وحصد دوي إعلامي تبعا لذلك.
إلا أن مصادر مطلعة قريبة من القرار الأمني تؤكد أن تفجير تقاطع الصمود لم يكن يستهدف المارة من الناس وإنما كان عملية اغتيال مقصودة.
وكان محافظ البصرة أسعد العيداني أكد بعد ساعات على وقوع التفجير أن العملية نفذت بعبوة ناسفة مصنعة محليا كانت موضوعة داخل عجلة نارية مركونة قرب المستشفى.
يأتي ذلك في وقت تتحدث فيه مصادر أن العبوة الناسفة التي تسمى "القمعية" ويصل وزنها لـ5 كيلوجرامات، مشابهة لتلك التي تستخدم في ضرب القوات الأمريكية وأرتال التحالف الدولي.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، يقول مصدر مطلع إن "تفجير البصرة كان الغرض من ورائه اغتيال ضابط في جهاز الاستخبارات كان له دور كبير في اعتقال فرقة الموت مطلع العام الحالي".
ويضيف المصدر، مفضلا عدم كشف هويته لحساسية المسألة، أن "العبوة الناسفة داخل الدراجة النارية انفجرت بعد تجاوز الضابط المستهدف مكان الحادث بنحو 20 متراً دون أن يصاب هو وسيارته التي كان يستقلها بأي ضرر".
وتابع أن "المخططين لذلك التفجير استهدفوا ذلك المكان كونه يمثل طريق الضابط بشكل يومي من خلال ذهابه لمقر عمله"، لافتاً إلى أن "كاميرات قريبة من موقع الحادث كشفت عن صورة الشخص الذي ركن دراجته ولكن يجري التكتم الشديد بشأنها".
ويلفت المصدر إلى أن "النتائج الأولية التي كشفت عنها اللجنة التحقيقية المشكلة بذلك الشأن توصلت لتلك المعلومات، ولكن ينتظر اكتمال سير الإجراءات للإفصاح عنها أمام وسائل الإعلام".
وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اعتقال مجموعة مسؤولة عن قتل وترهيب العديد من الناشطين والشخصيات العامة، أطلق عليها "فرقة الموت".
وتتهم مليشيات مسلحة مقربة من إيران بالوقوف وراء عمليات الاغتيال التي شهدها العراق خصوصاَ في الفترة التي تزامنت مع اندلاع تظاهرات تشرين.
فيما أصدرت محكمة جنايات البصرة، مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حكمين بالإعدام بحق اثنين من عناصر "فرقة الموت"، أحدهما مدان باغتيال الصحفي أحمد عبدالصمد والمصور صفاء الغالي، والثاني بقتل ناشط مدني.
حادث إرهابي
من جانبه، يرى الخبير الأمني محمد الجزائري أن ما جرى "حادث إرهابي يقصد منه ضرب البصرة تحديداً لرمزيتها الاقتصادية وأهميتها في تعضيد الدخل القومي للبلاد".
ويقول الجزائري، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "التفجير يأتي قبيل انعقاد مؤتمر كبير وضخم يتعلق بميناء الفاو تحضره جهات دولية وإقليمية".
وبشأن الأنباء التي تتحدث عن عملية اغتيال من وراء تفجير البصرة، يؤكد الجزائري أنها "تخمينات ولا نريد أن نستبق نتائج التحقيقات الجارية".
أما الخبير الاستراتيجي إحسان عبدالله، فيعتبر أنه "إذا ما ثبتت صحة تلك المعلومات بشأن تفجير البصرة الأخير والقصد من ورائه اغتيال شخصية بحد ذاتها، فإننا نكون أمام تطور خطير في قواعد الاشتباك والاستهداف والتخطيط".
واستدرك بالقول لـ"العين الإخبارية": "قد نكون أمام مرحلة تحول من كواتم الصوت التي تعتمدها المليشيات في تصفية مناوئيها".
وعقب التفجير، تعهد مصطفى الكاظمي بفتح تحقيق سريع لكشف المنفذين.
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjE1MiA= جزيرة ام اند امز