حرب المياه.. سدود إيران وتركيا تهدد العراق بالجفاف
حذرت وزارة الموارد المائية العراقية، اليوم ، من أزمة مياه حادة في البلاد هي "الأقسى في تاريخها"
وقالت الوزارة ، في بيان، مخزون الماء يكفي لسد الحاجة البلاد لموسم واحد فقط.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية، عون ذياب، أن الأزمة المائية نتيجة ندرة الأمطار وهطولها بمعدلات بلغت 30 بالمئة من المعدل العام، وشمل نسبا معينة من حوض نهري دجلة والفرات داخل تركيا وإيران.
كما نبه إلى استغلال دول المنبع للموارد المائية بشكل أكبر، في إشارة إلى دولتي تركيا وإيران، بحسب المتحدث الرسمي.
سدود إيران وتركيا
ويخوض العراق منذ سنوات جولات تفاوضية ونقاشات شبه مستمرة مع دولتي تركيا وإيران عقب قيام الأخيرتين بإقامة السدود على المنابع وحرف مسارات الأنهار الداخلة إلى البلاد.
وهددت بغداد في أكثر من مرة بتدويل الأزمة المائية مع أنقرة وطهران في ظل تمسك الجارتين بسياسة "التعطيش"، وخنق الحصص المائية للعراق.
كان وزير الموارد المائية، مهدي رشيد الحمداني، قد أكد أن الحوارات قائمة مع دول الجوار لضمان حصص العراق المائية، فيما شدد على أنه "لا يمكن المهادنة والمجاملة على حساب حقوق البلاد المائية".
وقال الحمداني، في بيان، إن "الحوارات قائمة مع دول الجوار، ومن المفترض أن يزور العراق المبعوث الخاص للرئيس التركي، لكن حتى الآن لم يتحدد موعد الزيارة".
وأعرب الحمداني، عن أمله في أن "تكون الزيارة قريبة لمناقشة أزمة المياه والتباحث حول حصص المياه العادلة والمنصفة للعراق"، مبيناً أن "اجتماع ثلاثي يضم العراق وإيران وتركيا سيعقد في بغداد".
وأضاف وزير الموارد المائية، أن "الوفد الإيراني الذي زار العراق الأيام الماضية، برئاسة نائب الرئيس أعلن أمام رئيس الوزراء العراقي أن وزير الطاقة الإيراني سيزور العراق لمناقشة الروافد المشتركة، ووعد باجراء مباحثات لعودة المياه.
وشدد، على أن "حقوق العراق المائية "خط أحمر" لا يمكن المهادنة والمجاملة على حسابها"، مضيفا "سنكون صارمين في المطالبة بحقوقنا، وليعلم الجميع حرصنا الكبير على حصص العراق المائية".
والأحد، حذر رئيس الجمهورية برهم صالح، من خطر وصفه بـ"الوجودي"، يهدد مصير البلاد نتيجة التغيرات المناخية التي دفعت باتساع نسب التصحر والجفاف في البلاد، فيما دعا إلى مواجهة تلك التحديات ضمن أولوية وطنية.
وحذّرت الأمم المتحدة، في مارس الماضي، من أن منسوب نهري دجلة والفرات في العراق ينخفض بنسبة تبلغ 73 بالمئة، ودعت إلى مشاركة العراق في مناقشات هادفة مع دول الجوار حول تقاسم المياه.
وأشارت إلى أن "استمرار كل من تركيا وإيران بإنشاء مشاريعهما وإهمال احتياجات العراق بشكل جدي، كما أن الواردات المائية الواردة إلى نهري دجلة والفرات وروافدهما، ما زالت متواضعة جدا".
ويعيش العراق أزمة مائية ارتفعت حدتها في السنوات الثلاث الأخيرة مما تسبب بهلاك آلاف الأفدنة الزراعية بعد جفاف العديد من البحيرات والروافد المغذية.