العراق يفاقم آلام إيران بقرار "الاكتفاء"
دخلت خطة الاكتفاء الذاتي من الكهرباء في العراق مرحلة حاسمة بعد أن أعلنت بغداد استغناءها بالفعل عن 75% من الطاقة الإيرانية المستوردة
دخلت خطة الاكتفاء الذاتي من الكهرباء في العراق مرحلة حاسمة بعد أن أعلنت بغداد استغناءها بالفعل عن 75% من الطاقة الإيرانية المستوردة، وهو قرار يحمل في طياته الكثير من الألم لطهران التي تدهورت مصادرها من النقد الأجنبي تماما.
- أمريكا تمدد إعفاء العراق من عقوبات إيران للمرة الأخيرة
- العراق ينفي إعفاء المنتجات الإيرانية من الرسوم الجمركية
وحسب وكالة الأنباء الألمانية، قال أحمد العبادي، الناطق الرسمي باسم وزارة الكهرباء العراقية، إن بلاده خفضت استيراد الطاقة الكهربائية والغاز المشغل للمحطات الكهربائية من إيران بنسبة 75%، بعد تحقيق اكتفاء ذاتي واسع من إنتاج الطاقة الكهربائية.
وكانت إيران تعتمد على تصدير نحو 4500 ميجاوات من الطاقة للعراق من خلال كهرباء تصل طاقتها إلى 1200 ميجاوات وغاز يسهم في تشغيل محطات كهربائية بما يقارب 3300 ميجاوات.
ويستورد العراق كهرباء إيران بموجب استثناء من العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، حصلت عليه بغداد من واشنطن "تفهما لوضعها الخاص".
وتواصل واشنطن، منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تمديد الاستثناء الممنوح لبغداد، لإيجاد بديل عن إيران التي تزود العراق بالكهرباء التي يعاني منها نقصاً مزمناً، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة.
وكانت الولايات المتحدة قرّرت، في فبراير/شباط الماضي، السماح للعراق بمواصلة استيراد الغاز والكهرباء من إيران، لكن مدة الإعفاء تقلّصت من تسعين و120 يوما، إلى 45 يوماً، والآن إلى ثلاثين يوماً فقط حتى نهاية أبريل/نيسان، وفق مسؤولين عراقيين.
ومنحت الولايات المتحدة العراق استثناءات بشرط أن تتخذ بغداد إجراءات لتقليص اعتمادها على إيران، من خلال إعادة عمل أنظمة الإمداد بالكهرباء أو من خلال إيجاد موردين آخرين.
وكانت إيران تعتمد على هذا الاستثناء لجني مليارات الدولارات سنويا.
وتكافح إيران للحد من انتشار فيروس كورونا. لكن الحكومة في طهران قلقة أيضا من أن إجراءات الحد من الأنشطة العامة قد تدمر الاقتصاد الذي يرزح بالفعل تحت وطأة عقوبات أمريكية فرضت في 2018 عندما خرجت واشنطن من اتفاق على رفعها في مقابل قيود على برنامج إيران النووي.
وفي محاولة لمواجهة ما يعانيه اقتصادها "الهش"، كانت إيران قد خاطبت، وهي الدولة الأكثر تضررا من تفشي فيروس كورونا المستجد في منطقة الشرق الأوسط، صندوق النقد الدولي الشهر الماضي لطلب الخمسة مليارات دولار من أداة التمويل السريع لديه، وهي برنامج طوارئ يساعد الدول التي تواجه صدمات مفاجئة مثل الكوارث الطبيعية.
ويوم الأربعاء، قال مسؤول كبير بصندوق النقد الدولي لرويترز، إن الصندوق لا يزال يعكف على تقييم طلب إيران تمويلا طارئا بقيمة 5 مليارات دولار في عملية ستستغرق وقتا، نظرا لأسباب منها محدودية تواصل الصندوق مع طهران في الآونة الأخيرة.
وهذا أول طلب لطهران من صندوق النقد الدولي منذ العام 1979.
وأوضح العبادي، في تصريحات لصحيفة "الصباح" الحكومية، إن "كميات الطاقة الكهربائية المنتجة من محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في البلاد حاليا تغطي الحاجة المحلية بواقع تجهيز مستمر، عدا محافظتي صلاح الدين ونينوى اللتين تجهزان بمعدل 20 ساعة يوميا".
وذكر أن "حجم الإنتاج العراقي الحالي يقدر بـ13400 ميجاوات، ووفق هذه المعطيات عمدت وزارة الكهرباء إلى خفض حجم الطاقة المستوردة من الجانب الإيراني عبر خطوط النقل وكذلك استيراد الغاز المستخدم لتشغيل محطات التوليد".
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA==
جزيرة ام اند امز