لأول مرة في العراق.. رصد جينات مرتبطة بخطر الإصابة بسرطان الثدي (خاص)
كشفت دراسة علمية جديدة نشرتها دورية "كلينيكال بريست كانسر"، عن ارتباط طفرتان جينيتان بخطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء العراقيات.
وتعد الدراسة التي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، هي الأولى من نوعها في العراق ومنطقة الشرق الأوسط، التي تكشف عن هذه العلاقة، في ظل التعرض المركب في العراق لعوامل بيئية مسرطنة ناجمة عن الحروب والتلوث الصناعي.

ويُعد سرطان الثدي الأكثر انتشارا عالميا مع تسجيل 2.3 مليون إصابة جديدة عام 2020، وسط توقعات بارتفاع العدد إلى 3 ملايين إصابة و1 مليون وفاة بحلول 2040، وتشير أحدث السجلات إلى زيادة مقلقة في الإصابة بين النساء الأصغر من 50 عاما.
وفي العراق، يزداد العبء التعقيدي للمرض نتيجة التعرض لعوامل بيئية شديدة، من بينها: ملوثات اليورانيوم المنضب الناتجة عن الحروب (قرابة 1200 طن من الذخائر الملوِّثة)، والانبعاثات الصناعية، خصوصًا من حرق الغاز المصاحب في حقول النفط، ما يجعل العراق ثاني أعلى دولة عالميا في الحرق، وقد ارتفعت معدلات السرطان في العراق من 40 حالة لكل 100 ألف نسمة قبل 1991 إلى تقديرات تقارب 140 ألف حالة حاليا.
من هنا بدأت الدراسة
وسعى الباحثون من جامعة القادسية العراقية، إلى التحقق من دور أربع طفرات جينية مرتبطة بإنزيمات مسؤولة عن استقلاب الأدوية والمواد السامة، وهي "CYP3A4*1B"، "GSTP1 Ile105Val"، "MTHFR C677T"، "COMT Val158Met".
واعتمدت الدراسة على فحص 610 سيدة سليمة، و414 امرأة مصابة بسرطان الثدي مثبت نسيجيا، وجميعهن من أصول عراقية متقاربة.
تم الحصول على "دي إن إيه" من عينات الدم، وتحليل الطفرات باستخدام تقنية " تفاعل البوليميراز المتسلسل باستخدام الأليلات الخاصة"، فيما أُجري التقييم الإحصائي عبر نماذج جينية متعددة.
طفرة تحمي.. وأخرى تضاعف الخطر
أسفرت الدراسة عن نتائج لافتة، حيث وجدوا أن طفرة "CYP3A4*1B" تقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 28%، وكان تأثيرها واضحا بشكل أكبر لدى النساء أصغر من 50 عاما.
ورفعت طفرتان خطيرتان احتمالات الإصابة، حيث رفعت طفرة "GSTP1 Ile105Val"، خطر الإصابة بنسبة 68%، خاصة لدى النساء الأكبر سنا أو ذوات الوزن المرتفع، أما طفرة " MTHFR C677T " فزادت الخطر بنسبة 45%.
وكان هناك طفرة بلا تأثير، وهي طفرة "COMT Val158Met"، التي لم تُظهر أي علاقة واضحة بالمرض.

لماذا هذه الطفرات مهمة في العراق؟
ولأن الجينات تتحكم في قدرة الجسم على التخلص من المواد المسرطنة، واستقلاب العلاج الهرموني والكيماوي مثل تاموكسيفين ودوكسيتاكسيل وميثوتركسيت، لذلك فإن وجود طفرات جينية تزيد السمية أو تقلل التخلص من السموم قد يضاعف أثر الملوثات البيئية المنتشرة في العراق.
وتقدم الدراسة أول دليل علمي مباشر على ارتباط طفرات بخطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء العراقيات، ما يعكس خصوصية الخطر الجيني والبيئي في المنطقة، وتؤكد ذلك من الحاجة الملحة إلى إدخال الفحوص الجينية ضمن برامج تشخيص السرطان، اعتماد علاجات مخصصة حسب الخلفية الجينية، وتعزيز الرقابة على المصادر البيئية المسببة للسرطان.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzcg
جزيرة ام اند امز