«التطورات الأخيرة» تؤجل رحيل قوات التحالف الدولي من العراق
تداعيات كثيرة خلفتها التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.. أحدث تلك التداعيات كان في العراق.
فقد أعلن العراق، الخميس، إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة، معللا ذلك بـ"التطورات الأخيرة" في ظل وضع إقليمي متوتر والخشية من التصعيد.
وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعدد قوات التحالف في العراق، من دون الإعلان عن موعد رسمي لإنهاء مهمتها.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق و900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.
وفي أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استهدفت فصائل مسلحة قواعد في العراق وسوريا تضم قوات أمريكية على خلفية دعم واشنطن لتل أبيب في الحرب.
وتبنّت غالبية هذه الهجمات ما يسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضم فصائل موالية لإيران.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية العراقية فإن المباحثات ركزت خلال الأشهر الماضية على "تقييم خطر تنظيم داعش، بهدف الوصول إلى موعد نهائي لإنهاء المهمة العسكرية لعملية العزم الصلب (الاسم الرسمي للتحالف)".
وأضاف "وقد شملت هذه النقاشات تفاصيل تضمنت تراتبية انسحاب المستشارين من المواقع، ولم يبق سوى الاتفاق على تفاصيل وموعد الإعلان عن هذا الاتفاق"، إلا أنه "بسبب التطورات الأخيرة، تمّ تأجيل الإعلان عن إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق".
ولم يحدد البيان موعدا بديلا لذلك.
وتبنت الفصائل المسلحة الموالية لإيران خلال الشتاء أكثر من 175 عملية إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة في العراق وسوريا تستهدف قواعد تضم جنودا أمريكيين من التحالف.
وردّت الولايات المتحدة مرارا على هذه الهجمات بشنّ ضربات جوية طالت مقار للفصائل في سوريا والعراق، كانت أعنفها بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم طال مركزا كانوا فيه بشمال الأردن في يناير/كانون الثاني الماضي.
وبعد تراجع ملحوظ في هجمات الفصائل خلال الأشهر الماضية، سُجّل في أغسطس/آب الماضي إطلاق صواريخ استهدفت قاعدة عين الأسد بغرب العراق، ما أدى إلى إصابة 7 أمريكيين.
ويأتي ذلك في ظل توتر إقليمي حاد مع توعّد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران بعملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر بضربة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.