أسدل العراق الستار على فاجعة حريق الحمدانية، بإعلان نتائج التحقيقات في الحريق المأساوي الذي أتى على حفل زفاف، مخلفًا وراءه 107 قتلى.
وأعلنت اللجنة المشكلة من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، نتائج التحقيقات في مؤتمر صحفي، الأحد، فيما أدينت الألعاب الناربة بالوقوف وراء الكارثة.
وخلصت نتائج التحقيقات إلى أن الألعاب النارية كانت السبب الرئيسي والأول وراء نشوب الحريق، وقال رئيس اللجنة، سعد فالح خلال المؤتمر إن قاعة الأعراس كانت تتسع لـ500 شخص فقط.
تحقيقات حريق الحمدانية
وأضاف أن قاعة "الهيثم" للأعراس كانت مشيدة على هيكل حديدي، وجدرانها من الأسمنت والبلوك، وكان سقفها مغطى بمادة الـ"سندويج بنل"، وهي مادة قابلة للاشتعال، وواجهة القاعة مغطاة بمادة سريعة الاشتعال.
وأشار إلى أن اللجنة لاحظت وجود غرفة بالقاعة تحتوي على كميات كبيرة من الأقمشة لتزيين القاعة، وهي مواد سريعة الاشتعال، إضافة إلى كميات كبيرة من المواد الكحولية على الطاولات، مع غياب أبواب الطوارئ.
ولفت إلى وجود 4 أجهزة شعلات نارية، كانت من الأسباب الرئيسية لوقوع الحريق، إذ ارتفعت النيران منها إلى 4 أمتار نحو سقف القاعة، محملًا صاحب القاعة "كامل المسؤولية" عن الحريق الذي أدمى كل العراقيين.
وتطرق رئيس اللجنة إلى الحصيلة النهاية لفاجعة الحمدانية، وهي 107 وفيات، و82 مصابا، كما حمل صاحب القاعة وقائم مقام بلدة الحمدانية ومدير بلديتها ومدير سياحتها ومدير كهربائها المسؤولية والتقصير.
حادث عرضي
من جهته، قال مستشار وزير الداخلية العراقي كاظم العكيلي، في المؤتمر الصحفي، إن اللجنة خلصت إلى مجموعة من الاستنتاجات، أكدت بشكل قاطع أن الحادث كان "عرضيا وغير متعمد"، ووقع بسبب الإهمال.
وأشار مستشار وزير الداخلية إلى تسبب مادة الـ"سندويج بنل" ومواد ديكور أخرى عبارة عن قش صناعي و4 أجهزة لتشغيل الألعاب النارية في إشعال الحريق، إضافة إلى وجود مخزن يحوي كميات كبيرة من الكحوليات.
وقال إن إطفاء التيار الكهربائي بمعرفة صاحب القاعة لظنه وقوع ماس كهربائي أدى إلى حدوث ذعر وفوضى وارتباك بين المدعوين، مشيرا إلى أن الانهيار السريع للقاعة بسبب مادة الـ"سندويج بنل" عرقل جهود الإنقاذ.
بدوره، قال وزير الداخلية العراقي، عبدالأمير الشمري، خلال المؤتمر إن الطاقة الاستيعابية للقاعة تصل إلى نحو 500 شخص، وصاحبها زاد من عدد الطاولات وأعد 900 وجبة عشاء، وهو ضعف الطاقة الاستيعابية.
وأضاف الوزير العراقي أن صاحب القاعة سحب جهاز التسجيل وحفظ المعلومات الخاصة بكاميرات المراقبة وهرب إلى أربيل، ولكن بعد القبض عليه تم استرجاع جهاز "الديفي آر"، مؤكدًا شمول ضحايا الكارثة بقانون الشهداء لكونهم أقلية دينية.
وأوصت لجنة التحقيقات بإعفاء 6 مسؤولين، هم: قائممقام الحمدانية، مدير بلديتها، مدير التصنيف السياحي في نينوى، مدير كهرباء الحمدانية، مدير الإطفاء والسلامة في نينوى، وإحالة مدير الدفاع المدني بالمحافظة إلى اللجنة المتخصصة، وتشكيل مجلس تحقيق بحقه.
ظهور العريسين
وفي أول ظهور للعروسين في جنازة والدة وشقيق العروس، بدا عليهما الصدمة والتأثر، بعد فقد أقاربهما وأفراد من أسرتهما.
وروى عريس حريق الحمدانية تفاصيل الليلة الكارثية، لقناة العربية قائلا: :"رحل أقاربنا وأصدقاؤنا وأحباؤنا، أنا وعروسي كالأحياء الأموات بعد أن انتهى حفل زفافنا بفاجعة كبرى".
واضاف: "الحريق بدأ بطريقة ما في السقف وليس نتيجة شرارة انطلقت من الألعاب النارية، قد يكون ماسا كهربائيا لا أعرف، لكنه بدأ في السقف، وشعرنا بالحرارة، ولم يستغرق الأمر سوى ثوان حتى وقعت الكارثة".
وأردف الشاب ريفان: "الكهرباء انقطعت أثناء الرقص، وعندما عادت رأيت النار تتساقط من السقف، وعندها بدأ الناس بالصراخ، وحاولت أخراج زوجتي لنها دهست بالأقدام نظرا لتدافع الناس، والقاعة لم تكن تحتوي سوى على مطفأة حريق واحدة، كما أنها لا تعمل مع الأسف".