الكاظمي يستبق قمة جدة برسالة طمأنة لبايدن.. ينتظره عراق جديد
قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يزور الشرق الأوسط، حيث المنطقة التي تواجه تحديات هائلة من الإرهاب إلى انعدام الأمن الغذائي، وتغير المناخ.
لكن الشرق الأوسط، بحسب مقال كتبه الكاظمي، بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، هو أيضا المنطقة التي تواجه تلك التحديات معا تحت إدارة مجموعة من القادة يسعون لإحداث تغيير إيجابي.
وأضاف الكاظمي في مقاله: "سأقدم عراقا قويا يقف بمزيد من الثقة على الساحة الدولية، وأقوى مما كان عند زيارته الأخيرة إلى بغداد بصفته نائبا للرئيس عام 2016، أو حتى عما كان عليه عندما التقينا بالمكتب البيضاوي العام الماضي".
وعلى مدار عدة سنوات، اعتمد العراق بشدة على الولايات المتحدة "ونحن ممتنون لسنوات من المساعدات والتضحيات التي بذلها الأمريكيون لدعمنا. عراق اليوم يجد موطئ قدمه داخليا، وفي المنطقة وبالعالم"، بحسب الكاظمي.
وأضاف الكاظمي: "الشيء الذي أريد أن يتحصل عليه من اجتماعنا في السعودية هو صلابتي وعزيمة الشعب العراقي على حل مشاكل العراق بحلول عراقية".
وأشار إلى أن "العراق الآن يتمتع بديمقراطية دستورية متعددة الأحزاب والأعراق، ولا نزال في عملية مطولة لتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات الوطنية الخريف الماضي".
وتابع: "لقد استغرقت وقتا طويلا، مما أحبط كثيرين في العراق وبالخارج. وأتشارك نفس الإحباط، لكنني أيضا فخور بكيفية تنفيذ بلدنا كل عمل يتعلق بخدمة المواطنين العراقيين، وحماية موارده الطبيعية، وقيادة المبادرات الإقليمية التي تعزز الرخاء والأمن".
وأردف: "لقد شهدنا حوالي عقدين من الانتخابات، دليل واف على مدى ترسخ الديمقراطية في العراق بعد أكثر من ثلاثة عقود من الحكم الديكتاتوري الوحشي، وهذا وحده قصة نجاح كبرى".
وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن "الصعوبات السياسية الناجمة عن الانتخابات الماضية تظهر أن الديمقراطية قد تكون فوضوية، وتسلط الضوء على الحاجة إلى ترسيخ مبادئ ديمقراطية بشكل أعمق في حياة العراقيين والحفاظ عليها خارج صناديق الاقتراع، تتطلب الرحلة إلى ديمقراطية أكثر حيوية وقتا، وإرادة وقيادة".
الكاظمي أضاف في مقاله أنه "منذ هزيمة تنظيم داعش تمكن العراقيون من فرد ظهورهم ورفع رؤوسهم والتركيز على المستقبل، ولم يعد بلدنا عضوا سلبيا في المجتمع الدولي نحن الآن نشطون إقليميا ودوليا، بما في ذلك بصفتنا المبادر والمضيف لقمم متعددة الأطراف لتعزيز التعاون والاستقرار الإقليميين".
وأكد أنه "في الوقت الذي نسعى فيه لتهدئة التوترات من خلال التقريب بين الأطراف المختلفة، نؤيد بقوة احترام سيادة كل بلد وضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".
وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى تغير علاقة بلاده بالولايات المتحدة إلى الأحسن، قائلا "بينما كان تعاوننا التاريخي يدور حول الأمن ومكافحة الإرهاب، تتسع العلاقة الآن لتشمل تحديات مجتمعية أخرى ذات تأثير مماثل، مثل: الاقتصاد، والطاقة، وتغير المناخ، والبيئة، والصحة، والتعليم، والثقافة".
وتابع: "كما تطور حوارنا الاستراتيجي مع تقدم العراق، وتحول الولايات المتحدة إلى دور غير قتالي، مما يوسع نطاق علاقتنا ويعمقها بمجالات تتجاوز الأمن. وتساعدنا الشراكات مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والوكالات الأمريكية الأخرى بالدعم الضروري والخبرة الفنية باعتبارها خطوة إلى الأمام في بناء بلدنا".
ولفت إلى "تطور العلاقات بين العراق والولايات المتحدة مدفوعا باحتياجات البلد، المتمثلة في تحقيق استقرار إقليمي، وتنمية اقتصادية، وأمن بيئي، وإيجاد حلول لتغير المناخ، والأمن الغذائي، كما يظل العراق منتجا عالميا مهما للنفط مع الاحتياطيات الضخمة غير المستغلة، "لكننا نفهم أيضًا أن شريان حياتنا الاقتصادي يساهم أيضا في تحديتنا البيئية".
وقال الكاظمي إن العراق يقدم الكثير إلى المنطقة، بما في ذلك التكامل الاقتصادي، وفرص التجارة الحرة، واستقرار أسواق الطاقة، مضيفا: "بنينا جسور مهمة مع دول مثل الأردن ومصر وأعضاء مجلس التعاون الخليجي. وأسفرت هذه العلاقات المحسنة عن نتائج ملموسة: على سبيل المثال، ربط شبكة الطاقة الخاصة بنا بجيراننا في الخليج والأردن، طرف فاعل آخر في منطقتنا".
واختتم الكاظمي مقاله بالقول: "نطلب من الولايات المتحدة وشركائنا الدوليين الآخرين الاعتراف بالتقدم الذي أحرزناه والمصاعب التي نواجهها بينما نطور ونحمي ديمقراطيتنا التعددية في منطقة معقدة، التاريخ طويل في الشرق الأوسط، وقطعنا شوطا طويلا بالفعل خلال مثل هذه الفترة القصيرة".
aXA6IDE4LjExNi42Ny40MyA= جزيرة ام اند امز