زيارة بايدن للشرق الأوسط.. هل ينجح في سحب البساط من روسيا؟
مع بداية رحلة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط، تساءل كثيرون عما إذا كانت الزيارة ستغير رأي العالم العربي بشأن الحرب في أوكرانيا.
خبيران استبعدا في حديث لـ "العين الإخبارية"، حاجة موسكو للقيام بأي رد فعل أو تحرك بالمنطقة للتقليل من تأثير هذه الزيارة، خاصة في ظل علاقاتها المتوازنة مع الدول العربية.
وأشار الخبيران إلى أنه "رغم استخدام أمريكا عددا من الملفات الهامة لمحاولة تغيير الرأي العربي المحايد حول الأزمة الأوكرانية الروسية، إلا أنه سيظل محافظا على موقفه".
وبدأ جو بايدن، أمس الثلاثاء، زيارة رسمية للشرق الأوسط، قادته إلى إسرائيل ومنها سيتجه إلى الضفة الغربية ثم المملكة العربية السعودية.
وقال مدير معهد الدراسات الاستراتيجية والتنبؤات بجامعة الصداقة الشعبية في روسيا (RUDN)، ديمتري إيجورشينكوف: "لطالما اكتسبت روسيا سمعة كشريك موثوق به للعالم العربي".
وأضاف أن "موسكو بنت علاقات قوية وطويلة الأمد مع جميع الدول العربية، ولهذا السبب لسنا بحاجة إلى الرد على كل نشاط من أنشطة الولايات المتحدة في هذه المنطقة".
وشدد على أن الشرق الأوسط هو واحد من المناطق الرئيسية في العالم، ومن الواضح أن زيارة بايدن ناجمة إلى حد كبير عن اعتبارات عملية.
وأوضح: "الواقع أن مثل هذه السياسة الأمريكية غير الحذرة، وغير المدروسة تجاه روسيا والدول العربية في السنوات القليلة الماضية أدت إلى اقتراب اقتصاد الولايات المتحدة وطاقتها من الفشل".
الخبير الروسي قال أيضا: "يمكن اعتبار زيارة بايدن، بمثابة خطوة في متناول اليد فقط لإصلاح الضرر الذي لحق بسمعة السياسة الأمريكية في المنطقة العربية".
وأكد المحلل السياسي الروسي عباس جمعة على أن الزيارة تأتي في مرحلة جديدة جذريا في التاريخ، وجولة تجري على خلفية المهام التقليدية، التقارب بين إسرائيل والدول العربية والتهديد الإيراني.
وعن توقعاته لنتائج التحرك الأمريكي، قال جمعة في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن الولايات المتحدة سوف تحاول التأثير على الرأي العربي حيال الأزمة الأوكرانية الروسية، لكن من غير المتوقع أن تنجح.
وأوضح أن الجولة محاولة لتهدئة دول الخليج وإسرائيل بعد شعورهم بالقلق إزاء الوضع حول إيران، وفشل محادثات فيينا النووية، وإخفاء فشل الولايات المتحدة في فعل أي شيء حيال البرنامج النووي الإيراني.
علاقات متوازنة
من جانبه، يرى الإعلامي السعودي بندر الدوشي، الخبير في العلاقات الدولية، أن دول الخليج تدرك تماما أنه يجب عليها تنويع تحالفاتها في ظل توجه الاهتمام الأمريكي بآسيا وتركيز أصولها العسكرية هناك.
وقال إن روسيا لديها علاقات قوية مع العالم العربي والخليج، ولديها وجود عسكري في المنطقة، مستبعدا أن تتأثر علاقات دول الخليج بروسيا بعد زيارة بايدن، مشيرا إلى أن الدول الخليجية لديها توازناتها واستراتيجيتها وخططها الاقتصادية، وليس من مصلحتها الاصطفاف مع أي دولة كبرى ضد أخرى.
وأضاف: "أعتقد أن هناك نضجا في العلاقات بين الخليج وأمريكا، وكل طرف يتفهم احتياجات الآخر ومصالحه الاستراتيجية".
aXA6IDMuMTMzLjE0MC44OCA= جزيرة ام اند امز