ماكرون يتعهد بقطع الطريق أمام نفوذ إيران في العراق
ماكرون يؤكد أن التدخلات الإيرانية مازالت حاضرة في القرار العراقي، وطهران تسعى لزيادة نفوذها في بغداد
تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، بقطع الطريق أمام نفود إيران في ختام زيارته للعراق التي استمرت نحو ساعات.
ووصل ماكرون، صباح الأربعاء، إلى العاصمة بغداد، حيث التقى خلالها بالسلطات الرسمية الثلاث في البلاد، فضلاً عن لقاء آخر مع رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني.
وتأتي زيارة سيد الإليزيه إلى العراق بعد تحركات دبلوماسية رفيعة المستوى شهدتها بغداد الأسبوع الجاري، افتتحت بزيارة وزير الخارجية السعودي ووزيرة الجيوش الفرنسية.
- ماكرون وصالح يؤكدان التعاون ضد الإرهاب واحترام سيادة العراق
- ماكرون: العراق أمامه تحديات كثيرة تخص سيادته وأمنه
والتقى الرئيس الفرنسي، في قصر بغداد، رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وناقش الرئيس الفرنسي، خلال مباحثاته مع المسؤولين العراقيين، عددا من الملفات المهمة بينها ما يتعلق بنواحي اقتصادية وجوانب سياسية وأمنية، وتركزت جميعها على دعم سيادة العراق في مكافحة التنظيمات الإرهابية.
قطع نفوذ طهران
واقترح ماكرون على الرئاسات الثلاث، مبادرة لمواجهة التدخلات الخارجية في القرار السيادي العراقي، مبدياً دعم حكومة باريس لاستقلال العراق دون عزله عن محيطه الإقليمي والدولي.
ولفت الرئيس الفرنسي إلى أن "التدخلات الإيرانية مازالت حاضرة في القرار العراقي، وهي تسعى لزيادة نفوذها في بغداد، فيما أن باريس تسعى إلى أن قطع الطريق أمام طهران من خلال مساندة السلطات العراقية في تحريرها من كل أشكال السطوة الإقليمية والخارجية بشكل عام".
وأكد ماكرون استعداد بلاده للتعاون مع العراق في مجال استثمار التكنولوجيا النووية السلمية لإنتاج الطاقة الكهربائية، نافيا في الوقت ذاته وجود مباحثات بين البلدين لتجهيز القوات العراقية بأسلحة فرنسية.
وقال إنه يتطلع إلى تعزيز التعاون في المجالات العسكرية والثقافية والاقتصادية والصحية، إضافة الى التعاون في مجال التربية والتعليم، مؤكداً التزام بلاده بالشراكة الثنائية بين البلدين. موجهاً في الوقت ذاته دعوة رسمية إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لزيارة فرنسا.
واختتم زيارته الى العراق بعقد مؤتمر صحفي، أشار فيه إلى جملة من القضايا بينها تبيان موقف باريس من محاكمة المسلحين الفرنسيين المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي في العراق.
وأكد أنه "حق مشروع لسلطة بغداد، وأنه من يثبت تورطه بعمليات في العراق يجب محاكمته"، مبديا استعداد حكومته "لاستعادة أطفال المسلحين الفرنسيين".
وهناك آلاف المعتقلين من عناصر داعش ممن يحملون جنسيات أجنبية يقبعون في السجون العراقية بعد اعتقال أغلبهم ضمن معارك عمليات تحرير البلاد من سطوة التنظيم الإرهابي.
وكان وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان، وصل إلى العراق في الـ16 من أكتوبر/تشرين الأول 2019، في زيارة لبحث الإطار القضائي الذي يتيح محاكمة عناصر "داعش" المحتجزين، لدى سلطات بغداد.
ويرى مراقبون للشأن السياسي، أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى بغداد وضمن تلك التوقيتات، تعطي دافعا لتعزيز العراق علاقاته السياسية الدولية والإقليمية وفق المصالح المشتركة التي تضمن استقرار وضع البلاد وبما يخفف من حدة الصراع بالمنطقة.
وقال المحلل السياسي واثق الجابري، لـ"العين الإخبارية"، إن "كون العراق بوصلة لتحركات وزيارات عالية المستوى يرفع من تصنيف البلاد في قائمة الدول ذات الوزن السياسي، ويبعث في الوقت ذاته رسائل دبلوماسية لاستعادة الثقة بالسياسي العراقي وطبيعة الحراك نحو الآخر".
أما المحلل السياسي، نبيل عزام، فأكد أن تحرك القوى الأوروبية المؤثرة في صنع القرار العالمي نحو حكومة بغداد يساعدها على انتشال قرارها الاقتصادي وليس السياسي فحسب من ضغوطات الابتزاز الإقليمية التي فرضتها الظروف السياسية طيلة السنوات الماضية.
وبشأن بعض الآراء التي تعتقد بعدم أهمية تلك الزيارة وأثرها الإيجابي على العراق، يؤكد عزام، أن "الكثير من القوى السياسية تتعامل مع الحراك الدبلوماسي للعراق وفق مصالحها الحزبية وامتداداتها الإقليمية والدولية".
ولفت إلى أن "الأغلب منها يقدم مواقف مسبقة بالرفض لكونها تتضارب مع نفوذ مموليهم وتقلل من سطوتهم على القرار السياسي".
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg جزيرة ام اند امز