صيف ساخن بالعراق.. من تسريبات المالكي لاقتحام البرلمان (صور)
دخل العراق في موجة احتجاجات جديدة مع سيطرة أنصار التيار الصدري على مقر البرلمان في أجواء ساخنة تشهدها البلاد منذ 4 أيام.
وكشفت مجموعة من الصور، اليوم الأحد، عن توزيع وجبات إفطار على المعتصمين والمحتجين أمام مبنى البرلمان العراقي وداخله.
ومنذ صباح السبت، تجمع الآلاف من أنصار الصدر عند جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، حيث أزالوا الحواجز الأسمنتية على الجسر.
وبالفعل نجح أنصار التيار الصدري في اقتحام المنطقة الخضراء ببغداد احتجاجاً على الأوضاع السياسية الجارية ورفضاً لتسمية أحزاب "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني، مرشحا لرئاسة الوزراء.
و"الإطار التنسيقي" هي المظلة السياسية للقوى الموالية لإيران، والتي تحاول ترسيخ قبضتها على السلطة في العراق بتسمية رئيس وزراء جديد وانتخاب رئيس للجمهورية، ويتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
ويخشى العراق من السقوط في صراع بلا حدود في وقت تحتدم فيه الخلافات بين الصدر والمالكي.
أزمة فجرتها تسريبات منسوبة للمالكي، وتعيد إلى الأذهان صورة صراع مع الصدر يمتد إلى عام 2008، ويبدو أن التسجيلات أدخلت العلاقات بين الطرفين في طريق اللاعودة.
والسبت، تحرك المئات من أنصار التيار الصدري لمكان التجمع الرئيسي عند ساحة التحرير باتجاه جسر الجمهورية المؤدي للمنطقة الرئاسية التي تم إغلاق مداخلها بالحواجز الخرسانية.
وكان الصدر ألمح في أكثر من مناسبة إلى الوقوف بوجه تشكيل أي حكومة وفق مبدأ المحاصصة المعتمدة منذ 2003.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة العراقية، أمس، ارتفاع عدد إصابات التظاهرات إلى 125 بينهم 25 عسكرياً، مؤكدة "استمرار استنفار مؤسساتها وملاكاتها لإسعاف وعلاج الجرحى وتقديم كافة الإجراءات الصحية اللازمة".
وأمام ذلك، قرر رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، السبت، تعليق جلسات مجلس النواب بناءً على المستجدات الأخيرة، قائلا إن "بلاده تعيش أوقاتًا صعبة وحسَّاسة تتطلب منا التحلّي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية".
وفي تطور ينذر باقتتال أهلي دعت قوى الإطار التنسيقي أنصارها للنزول إلى الشارع والتظاهر لحماية "الشرعية والمؤسسات".
بدوره، طالب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، المحتجين بالتزام السلمية خلال احتجاجاتهم في محيط المنطقة الخضراء، موجها القوى الأمنية بحماية المتظاهرين.
وبعد سويعات من الاقتحام، ناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، جميع القوى السياسية العراقية، العمل على وأد الفتنة بسرعة، ووقف منحنى التصعيد الذي قد يخرج بالأوضاع في البلاد عن السيطرة، مُشدداً على أن خروج الأمور عن السيطرة لن تكون في مصلحة العراق ولا لصالح أي طرف.
والمنطقة الخضراء في بغداد، تعرف أيضا بـ"المنطقة الدولية"، وتعتبر أكثر المناطق تحصينا في العاصمة العراقية، وتربض على الضفة الغربية لنهر دجلة في جانب الكرخ.
ومصطلح المنطقة الخضراء تداوله الأمريكيون بعد احتلال العراق عام 2003، تحول لاحقا إلى رمز لبغداد، وإشارة إلى تلك القلعة المحصنة التي تضم مقر بعثة الأمم المتحدة ومكاتبها إلى جانب سفارات دول كبرى أهمها الولايات المتحدة وبريطانيا.
تمتد حدودها من حي القادسية وحي الكندي غربا، وجسر الجمهورية ومتنزه الزوراء شمالا، ويحتضنها نهر دجلة من الشرق والجنوب، إضافة إلى جزء كبير من منتزه وساحة الاحتفالات الكبرى.
لكن ورغم أن العراقيين لطالموا نظروا إلى تلك المنطقة على أنها "جنة منعزلة"، إلا أن تواتر الأحداث جردها، في أكثر من مرة، من هالتها، وجعلها بمرمى النيران والغضب.
وبعد 10 أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، يشهد العراق شللاً سياسياً تاماً، إذ لا تزال البلاد من دون رئيس جديد للجمهورية وحكومة جديدة.
aXA6IDEzLjU4LjIwNy4xOTYg
جزيرة ام اند امز