عيد المندائيين.. العراق يحتفي بـ"الخليقة" وينتظر الرئيس
في وقت يعود فيه سباق الرئاسة بالعراق للنقطة الصفر، يقشع الصابئة المندائيون ضبابية المشهد بطقوس تحتفي بـ"الخليقة" بانتظار الرئيس.
احتفالات على ضفاف الأنهار وقرب الماء تشهد على ما يمثله هذا المورد الحيوي لدى الطائفة، وتجبر بوصلة الرأي العام المنشغل بسباق الرئاسة على التوجه نحو لوحات يستعرضها عيد البرونايا أو الخليقة أو البنجة (الأيام الخمسة البيضاء).
ويعتبر هذا العيد الأول من بين أعياد الصابئة الأربعة الأساسية طوال السنة المندائية، وهي "البرونايا (عيد الخليقة) والدهفة ديمانة (يوم التعميد الذهبي) والدهفة ربه (العيد الكبير) والدهفة حنينا (عيد الازدهار)".
وإجمالا، تعد الطائفة المندائية أو الصابئية من أقدم الأديان في العراق، حيث تمتد بجذورها لأكثر من ألفي عام في بلاد الرافدين، لكن النكبات والاضطهاد الذي تعرضت له عبر الزمن تجعل من الصعب العثور على تاريخ يوثق محطاتها، حيث تعرضت جميع مدوناتهم للحرق.
عيد تؤدي فيه الطائفة الطقوس المندائية ومنها الصباغة، أي صباغة الحي العظيم في المياه الجارية وطلب غفران الخطايا وذكر الموتى.
وقبل أيام، أعطى رئيس الطائفة الشيخ ستار جبار الحلو، شارة بدء الطقوس الدينية لعيد "الخليقة" لتنطلق بذلك المراسيم الدينية المختلفة، وتتوافد عائلات الصابئة إلى الأرض المخصصة للتعميد والتي تكون عادة على ضفاف النهر، ويتم تجهيزها قبل موعد الحدث السنوي الأبرز لدى الطائفة.
وخلال أدائهم لطقوسهم، يرتدي المندائيون ملابس بيضاء مصنوعة من القطن حصرا، ويلف وسط الجسد بما يعرف "الهميانا"، والأخير عبارة عن حزام مصنوع من الصوف بطريقة يدوية خاصة، بالإضافة إلى العمامة والسروال.
واللافت أن لكل جزء من تلك الملابس التي توارثها المندائيون من أسلافهم، رمزية وقدسية في الدين الصابئي المندائي، واللون الأبيض يمثل بالنسبة لهم النور والضياء، تيمنا بثياب النبي يحيى -عليه السلام-.
ويتبع المندائيون كتاب "كنزا ربا" أو الكنز الكبير، والذي يضم صحف آدم الأولى وتعاليمه باللغة الآرامية الشرقية التي تعتبر لغة الصابئة، ويتألف الكتاب من جزأين، الأول يشمل وصايا وحكما ومفاهيم وجميع ما يتعلق بأمور الدنيا، فيما يهم الثاني جانب النفس بعد وفاتها ورحلتها من الجسد الفاني إلى أصلها، أي عالم النور.
بانتظار الرئيس
أكثر من 5 أشهر انقضت مذ أجرى العراق انتخاباته البرلمانية المبكرة، ورغم ذلك لا تزال القوى السياسية الفائزة عاجزة عن استكمال تشكيل السلطات التي ستتولى إدارة البلاد للسنوات الأربع المقبلة.
وبما أن القائمات لم تحقق الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة، فإنه يتعين على الفائزين تشكيل ائتلاف برلماني يحوز على أغلبية المقاعد ليتسنى لهم تشكيل الحكومة المقبلة.
وحتى الآن، نجح البرلمان في انتخاب رئيسه محمد الحلبوسي، خلال أولى جلساته قبل نحو شهرين، لكن الخلافات بين الكتل الفائزة حالت دون المضي قدما في الخطوة التالية وهي انتخاب رئيس جديد للبلاد.
من جانبه، أعلن البرلمان العراقي قبول 40 مرشحا لمنصب الرئاسة، أبرزهم مرشح حزب الاتحاد الوطني برهم صالح، ومرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبر أحمد.
وبموجب عرف سياسي متبع في العراق منذ 2006، يشغل الأكراد منصب رئيس الجمهورية، والسُّنة رئاسة البرلمان، والشيعة رئاسة الحكومة.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA== جزيرة ام اند امز