أزمة من نوع خاص تهدد مستقبل الاقتصاد العراقي
يعاني العراق من أزمات متلاحقة، مع تراجع أسعار النفط، لكن أزمة تراجع الإنجاب يبدو أنها تزيد من الضغوط على اقتصاد البلاد الهش.
وكشفت بيانات وزارة التخطيط، أمس الإثنين، عن انخفاض بمستوى النمو السكاني وتراجع نسب الخصوبة والإنجاب في العراق إلى 2.6%، مقارنة بأكثر من 3% خلال الفترات الماضية.
يأتي ذلك في وقت تعاني البلاد من سوء خدمات وافتقار إلى البنى التحتية فضلاً عن أزمة اقتصادية ومديونية تتجاوز الـ160 مليار دولار،.
وقال المتحدث باسم الوزارة، عبد الزهرة الهندواي في تصريح، تابعته "العين الإخبارية"، إن "العراق يفتقد قوانين أو تشريعات من شأنها أن تحد من النسل، وذلك بسبب الطبيعة الاجتماعية والمنظومة القيمية، لأننا مجتمع شرقي، وليس من السهولة تقبل تلك التشريعات".
- خاصية جديدة لحماية الدينار العراقي من فيروس كورونا
- العراق يعفي مواطني 37 دولة من تأشيرة الدخول لهذا السبب
- بضغوط نيابية.. هل يتراجع العراق عن خفض قيمة الدينار؟
وأضاف الهنداوي أن "هذه التشريعات فيها جوانب سلبية، والدول التي اتجهت نحو تلك السياسات تواجه مشاكل وأصبحت هنالك فجوة في تلك المجتمعات، وتعاني من نقص القدرات الشبابية القادرة على العمل، وأصبحت مجتمعات هرمة وشائخة كما توصف".
وأكد الهنداوي أن "نسب الخصوبة في العراق مرتفعة عن البلدان الأخرى"، مستدركًا "لكن هنالك تراجعا في تلك النسب، وقياس الزيادة السكانية السنوية الآن بلغ 2.6%، بعدما كانت أكثر من 3%".
وأشار إلى أن "هنالك حالة من التنظيم بدأت تشهدها الأسرة العراقية بالخصوص حديثة التكوين، التي بدأت تكتفي بـ2 إلى 3 أطفال فقط".
وأوضح أن "العائلة العراقية في الماضي كانت لا تفكر في تحديد النسل إطلاقًا، ويصل عدد الأطفال فيها من 10 إلى 12 طفلًا أو أكثر".
واستدرك في القول: "نحن نعول على السياسات التوعوية والإرشادية، التي تستهدف بها الأسر من خلال التقليل من الإنجاب والتباعد بين الولادات، لكي تؤدي الأسرة دورها بأكمل وجه، بحسب استطاعتها ودخلها المالي".
المرتبة 36 عالميا
وخلال العام الماضي، كشف موقع "Worldometer"، المعني بتقديم إحصائيات عن الزيادات البشرية والغذاء والطاقة، أن مجموع سكان العراق يشكل نسبة 0.5% من سكّان العالم، خلال عام 2019، حيث جاء العراق في المرتبة 36 عالميًا وفي المرتبة الثالثة عربيًا بعد مصر والسودان.
وأشار الموقع الإحصائي المتخصص إلى أن "تعداد سكان العراق يبلغ 40 مليونًا و412 ألفًا و299 شخصًا، من مجموع عدد سكّان العالم حاليًا الذي يبلغ 7 مليارات و683 مليونًا و717 ألف شخص".
وبلغت نسبة النمو السكاني في العراق، خلال السنوات الأربع الماضية 2.6% من مجموع عدد سكان البلد الذي تجاوز 40 مليون نسمة، حسب تقديرات وزارة التخطيط، والزيادة تتراوح بين ( 850.000 – 1000.000) نسمه سنوياً.
وتراجعت هذه النسبة كثيراً عمّا كانت عليه قبل عشر سنوات، حيث كانت 3% سنوياً .
وكانت وزارة التخطيط، توقعت في تصريحات سابقة، أن يرتفع عدد سكان العراق بعد 25 عاماً إلى 80 مليون نسمة إذا استمرت الزيادة بذات الوتيرة.
ويحمل المجتمع العراقي إرثا دينيا واجتماعياً يشجع على زيادة الإنجاب، فضلاً عن نسبة خصوبة عالية بين أفراده، ويعد من المجتمعات الشابة، فالأعمار (14- 45) سنة، تشكل ما نسبته 57% من مجموع السكان، وفق إحصاءات وزارة التخطيط، وعدد الإناث متقارب من عدد الذكور بنسبة 50% لكليهما.
يذكر أن وزارة التخطيط العراقية، أعلنت في يناير/كانون الثاني 2020، أن عدد سكان البلاد تجاوز الـ39 مليون نسمة، وتراجع نسبة الأمية بين السكان الذين تزيد أعمارهم على 10 سنوات إلى 13%.
وكشفت اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن حجم الديون الداخلية والخارجية للبلاد يبلغ أكثر من 160 مليار دولار.
فيما تبلغ معدلات الفقر بحسب أحدث الإحصائيات نحو 30% من مجموع سكان العراق في ظل الظروف التي فرضتها تداعيات جائحة كورونا.