ملفات متفجرة.. السوداني إلى طهران في اختبار "السير على الحبل"
ملفات شائكة يحملها محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي الجديد، خلال زيارته المرتقبة، غدا الثلاثاء، إلى طهران.
وسيكون على السوداني أن يسير على حبل مشدود لتفادي تفجير المشهد الداخلي المنقسم أصلا أو الظهور بمظهر التابع، فيما تتعرض بلاده لقصف من إيران.
ويواجه السوداني، الذي يعتزم زيارة العاصمة الإيرانية طهران في ثالث محطة خارجية له بعد الأردن والكويت منذ تسلمه منصبه الشهر الماضي، تحديات داخلية وخارجية.
في الداخل، تتمثل أبرز التحديات في محاربة الفساد والوقوف بوجه الجماعات المسلحة المقربة من طهران، فضلاً عن تحديات خارجية تتمثل في استمرار القصف الإيراني على مناطق بشمال العراق.
ويقول خبراء في الشأن الإيراني إن السوداني سيطرح في زيارته إلى طهران قضايا مهمة، مثل "وجود الجماعات الكردية الإيرانية في إقليم كردستان وتطوير العلاقات الاقتصادية وحل تحديات التبادلات المالية والتجارية".
وبحسب حسن هاني زاده، الخبير الإيراني في شؤون المنطقة الذي تحدث لموقع "قدس" الإيراني، "فإن وجود أكثر من 50 قاعدة ومقرات للجماعات والأحزاب الانفصالية في كردستان العراق (..) هي واحدة من مخاوف طهران، التي تتوقع أن الحكومة المركزية في العراق تفكر في حل لها من خلال ممارسة السلطة".
وأشار الخبير في القضايا الإقليمية إلى أنه "في الأحداث الأخيرة (الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ نحو 3 شهور) دخلت هذه الجماعات الانفصالية إيران بأسلحة ومعدات متطورة ودمرت وقتلت، مما اضطر طهران لمهاجمة قواعد هذه الجماعات، لكن الأمريكيين يعتزمون إعادة إعمار هذه القواعد، وسيكون هذا تحديا أمنيا للحكومة العراقية، والذي سيكون أحد المحاور الرئيسية للمفاوضات الأمنية خلال زيارة السوداني لطهران"، على حد قوله.
ويرى هاني زاده أن "ثاني أهم قضية للبلدين هو التعاون الاقتصادي، لأن هذه القضية ميزة خاصة لكلا البلدين، وتعتبر إيران مورداً فعالاً من حيث التكلفة لمعظم احتياجات العراق، والعراق أيضا بوابة آمنة وموثوقة لتلبية احتياجات إيران خاصة خلال فترة العقوبات".
بدوره، يعتقد بعض الخبراء بمن فيهم مصدق بور، الخبير في شؤون غرب آسيا، أنه نظرًا للعلاقات الجيدة والوثيقة بين السوداني وإيران سيتم توفير الأرضية لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين أكثر مما كان عليه في الماضي.
كما يرى مصدق بور أن "للسوداني على عكس سلفه الكاظمي علاقات أوثق مع طهران وبعض التحديات في تطوير العلاقات الاقتصادية بما في ذلك قضية ديون العراق التي تقدر بأكثر من 7 مليارات دولار، بسبب ضغوط وزارة الخزانة الأمريكية وسيطرتها على البنك المركزي العراقي لم يتم تسويتها".
طريق معقد
وفي سياق متصل، يقول الدكتور بلال وهاب، الخبير في مركز أبحاث أمريكي، إن محمد شياع السوداني لديه طرق لترسيخ استقلال بلاده عن جارتيها إيران وتركيا، لكن هذه الطرق مؤلمة وخطيرة ومعقدة.
وأضاف وهاب "هذا على الرغم من حقيقة أن السوداني انتخب بعد شهور من الجمود السياسي في العراق وحظي بموافقة مجموعات عراقية مدعومة من إيران".
وأشار الخبير في "معهد واشنطن"، في مقال موقع "إندبندنت" بالنسخة الفارسية، إلى الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الأخيرة التي شنتها إيران على إقليم كردستان، وقال إنها أدت إلى مقتل مواطنين عراقيين وخسائر اقتصادية، وأثارت غضب أبناء البلاد، وشككوا في شرعية قادتها.
وبحسبه، فإن هدف طهران لمهاجمة العراق هو الجمهور المحلي في بلديهما، لأن إيران متورطة في انتفاضة شعبية، وتركيا أيضا منخرطة في بيئة انتخابية تنافسية عشية العام المقبل.
ويرى موقع "سحام نيوز" الإيراني في تقرير له إن "السياسة الخارجية والأمن القومي ليسا أقوى نقاط الدعم للسوداني، لكن أجندته الداخلية التي تحارب الفساد الاقتصادي وتحسن العلاقات بين بغداد وأربيل يمكن أن تكون حجر زاوية جيد لحكومة قادرة على الدفاع عن نفسها".
ومنذ بداية انتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام الحاكم في البلاد هاجم الحرس الثوري الإيراني معسكرات ومقرات الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في إقليم كردستان العراق ثلاث مرات على الأقل.
aXA6IDE4LjIyMC4yMDAuMTk3IA== جزيرة ام اند امز