وزير الخارجية السعودي في العراق.. مقاربات بظلال إقليمية
بخطى دبلوماسية متزنة، تسير السعودية على طريق العلاقات مع العراق، وفي جعبتها ملفات تعاون تتقاطع عند استقرار المنطقة.
ملفات حاضرة اليوم الخميس، على طاولة الزيارة التي يجريها حاليا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لبغداد.
وهو ما ترجمه المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية السعودي ونظيره العراقي فؤاد حسين، فور وصول الأول لبغداد.
وقال الأمير فيصل بن فرحان، إن العراق يلعب دورا أساسيا في تعزيز الاستقرار بالمنطقة، مشيرا إلى أن العلاقة بين البلدين تشهد زخما كبيرا.
وأكد دعم السعودية لجهود الحكومة العراقية في تعزيز الاستقرار الذي شدد على أن "لا فرص للازدهار والرخاء" من دونه، لافتا إلى أن التطور الاقتصادي في العراق يخلق فرص عمل كثيرة.
من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي، إن بلاده تعمل مع السعودية "لتخفيف التوترات في المنطقة".
وفيما لفت الوزير العراقي إلى استعداد السعودية لدعم اقتصاد بلاده، أكد وجود تعاون مكثف مع الرياض حول التبادل التجاري والاستثماري والأمني.
الحوار مع طهران
وسبق وصول الأمير فيصل بن فرحان، إعلان وزير الخارجية العراقية، الأحد الماضي، أن نظيره السعودي سيزور بغداد لعقد محادثات حول استئناف جولات الحوار بين الرياض وطهران.
وأكد حسين أن "بغداد تتمسك بسياسة الحوار والتوازن لدرء التوترات التي تؤثر بالتبعية على الساحة العراقية".
مضيفا أن بلاده "تتبع سياسة التوازن والحوار وليس مع حالة التشنج التي تؤثر على الوضع العراقي أيضا".
وفيما لم يتطرق الجانبان لهذه المسألة في المؤتمر الصحفي المشترك، اليوم، كشف مصدر دبلوماسي مطلع لـ"العين الإخبارية"، عن أن "زيارة وزير الخارجية السعودي إلى العراق تستهدف مناقشة العديد من الملفات، بما يعزز التعاون بين البلدين، في مقدمتها الاقتصاد والتنمية، فضلا عن استكمال جولة حوارات التفاوض مع طهران عبر وساطة بغداد".
وهذه الزيارة الأولى من نوعها من المملكة العربية للجارة العراق، منذ تسلم محمد شياع السوداني منصب رئيس الوزراء في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واضطلعت بغداد بلعب دور الوساطة بين الرياض وطهران، إبان حكومة مصطفى الكاظمي على وقع تصعيد كبير مارسته إيران تجاه السعودية بشأن قضايا تتعلق بحرب اليمن ودعمها لمليشيات الحوثي هناك، والأحداث الجارية في سوريا فضلاً عن ملفات أخرى.
وسجل العراق خلال حقبة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي تنامياً كبيراً في مستوى العلاقات الخارجية مع المحيط العربي خصوصاً الخليجي منها، بدت ثمارها في توقيع اتفاقيات ومذكرات تعاون وتبادل رفيع المستوى على مستوى الزيارات الرسمية.
ومنذ نحو 8 سنوات بدأت الرياض بفتح آفاق التعاون مع بغداد وتصعيد مديات التقارب بين الجانبين بعد قطيعة استمرت لنحو ربع قرن عقب غزو النظام العراقي للجارة الكويت.
وسبق أن كشف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، العام الماضي، عن أن بلاده حققت بعض التقدم في المحادثات مع إيران لاستعادة العلاقات الثنائية، إلا أنه رأى أن ذلك ليس كافيا، وعلى إيران أن تبني الثقة من أجل التعاون المستقبلي.