بعد عامين من الغياب.. أجراس العودة تقرع في مدارس العراق (صور)
من جديد تطرق أجراس المدارس في العراق، ويعود الطلبة إلى صفوفهم في موسم جديد أقل وطأة من مخاوف كورونا بعد عامين من الغياب
منذ ساعات الصباح الباكر قاد علي طفلتيه التوأمتين إلى مدرسة قريبة من دار سكناه في شرقي بغداد بأول يوم دراسي في مشوار رحلتهما إلى تعلم حروف الأبجدية وتركيب الكلمات.
اصطحب علي بنتيه فاطمة وجمانة إلى داخل صف دراسي توزعت على مقاعده بالونات ممتلئة بالهواء احتفالاً ببدء العام الجديد.
بدت مشاعر الفرح والسرور طاغية على ملامح علي والتلميذتين التوأمتين وهم يلتقطون الصور في داخل الصف قبل لحظات من وصول المعلم إلى القاعة الدراسية للمباشرة بالدرس الأول.
ظهرت فاطمة وجمانة بملابس متوائمة كبعضهما في التشابه الكبير، ضمن ما يعرف بـ"الزي المدرسي"، وأضيفت لهما ربطة عنق حمراء وأحاط بأعلى رأسيهما طوق على شكل ورد أبيض، فيما تدلت من أسفل وجهيهما "كمامة" بدت كأنها تتناسب مع أعمارهما اليافعة.
يأمل علي الذي يعمل مراسلاً صحفياً في إحدى المؤسسات المحلية أن يكون النجاح والدرجات العلى حليفهما في تلك الرحلة، وهما تجلسان لأول مرة على مقاعد الدراسة الابتدائية.
ورغم الغبطة وواسع الأمنيات، إلا أنه يعبر عن مخاوفه من تراجع التعليم في العراق وانعدام البنى التحتية من مدارس ومرافق تربوية فضلاً عن ظروف الجائحة وتداعياتها السلبية.
وسبق انطلاق العام الدراسي القيام بحملة واسعة بالتعاون مع فرق من وزارة الصحة والبيئة للوقاية والتنظيف وتطهير المدارس للوقاية من فيروس كورونا.
يقول علي: "مع كل ذلك أنا سعيد لتصادف دخول ابنتي الاثنتين الدراسة الابتدائية مع انتظام الدوام وإلزام التلاميذ بالدوام الحضوري على مدار 4 أيام في الأسبوع".
من جانبها، تخشى ساهرة حسين، مديرة ثانوية للبنات، من "تعثر الدوام المدرسي، مرة ثانية في ظل أنباء تتحدث عن ظهور نسخة جديدة لفيروس كورونا، تتصف ببالغ الخطورة والانتشار".
وكشفت منظمة الصحة العالمية في سبتمبر/ أيلول الماضي، عن خشيتها من سلالة جديدة متحورة لفيروس كورونا المستجد يطلق عليه "مو"، ويُعرف علميا باسم "B.1.621".
ولفتت المنظمة بعد تسجيل أولى حالات الإصابة في كولومبيا، إلى أن المتغير الجديد يحمل طفرات تؤشر إلى مخاطر من ناحية مقاومة اللقاحات.
وتلفت حسين خلال حديث لـ"العين الإخبارية" إلى أن "كورونا أسهم في تفاقم أزمة التعليم في العراق وبات يهدد بظهور أجيال من الخريجين الذين لا نثق بكفاءتهم العلمية كثيراً، وهو ما نخشى منه إذا ما تكرر التعطيل مرة أخرى وعدنا مجدداً للتعليم المنزلي".
وخلال الموسم الماضي والذي سبقه، عمدت السلطات المعنية في العراق على وقع تفشي وباء كورونا وما قبله من احتجاجات واسعة عمت البلاد، إلى إلزام المدارس والجامعات ما بين التعطيل والتعليم الإلكتروني، وسط تخفيف كبير لساعات الحضور المباشر في القاعات الدراسية.
ومع الساعات الأولى للموسم الدراسي 2021-2022، كشفت وزارة الصحة العراقية، عن إجراءات صحية وصفتها بـ"المكثفة"، تلزم من خلالها المدارس والجامعات.
عضو الفريق الطبي الإعلامي، لوزارة الصحة، ربى فلاح، تقول إن "وزارة الصحة كان لها تنسيق عال مع وزارة التربية والتعليم العالي، حيث تم تشكيل لجان خاصة ومشتركة لمتابعة الإجراءات الصحية من لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي".
وأوضحت فلاح، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "اللجان الخاصة تعمل على متابعة حالات الطلاب في حال الكشف عن حالة مصابة، ومتابعة الحالات الصحية وجلب اللقاح للكوادر التدريسية والطلبة التي تكون أعمارهم أكثرهم من 18 سنة، وإجراء مسحة أسبوعياً للتأكد من الإصابة وبتنسيق مع الصحة المدرسية".
وسجل العراق بحسب آخر حصيلة، الأحد، أكثر من مليوني إصابة بفيروس كورونا و23 ألف حالة وفاة.