تزايد محاولات الانتحار في العراق.. وقوات لمراقبة الجسور
كشفت السلطات الأمنية في محافظة بابل العراقية، عن إحباط 20 محاولة انتحار من فوق جسورها خلال الـ6 أشهر الأولى من العام الحالي.
وقال مدير إعلام شرطة محافظة بابل، عادل الحسيني خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الشرطة النهرية في المحافظة استطاعت من إنقاذ 20 شخصا منذ بدء العام الحالي بعد محاولتهم الانتحار بالقفز من جسري المسيب والحلة في بابل".
وأضاف الحسيني ، أن "ارتفاع عديد تلك الحالات دفع إلى تشكيل وحدات مشتركة بين شرطة الأنهار وقوات الطوارئ وتثبيتها قرب الجسرين، لسدّ الطريق أمام محاولات الانتحار"، مشدداً على "ضرورة نشر التوعية بين العوائل والمواطنين بشكل عام للتنبيه بمخاطر ذلك الفعل وأثره الديني والاجتماعي".
وليست بابل وحدها التي تعاني من ارتفاع تلك النسب، ففي محافظة ديالى، شرق العراق، سجلت خلال العام الحالي 30 محاولة انتحار.
مدير مفوضية حقوق الإنسان في ديالى، صلاح مهدي، أكد أن محافظته "سجلت أكثر من 30 محاولة انتحار منذ بداية العام الحالي حتى الآن، بينها 19 حالة انتهت بالوفاة".
وأضاف مهدي لـ"العين الإخبارية"، أن "معدلات الانتحار في ديالى بدت تدق ناقوس الخطر وعلى الجهات المعنية التدخل بوضع المعالجات والتخفيف من حدة الأسباب التي تشجع على هذه الأفعال المنبوذة شرعاً وعرفاً".
والأسبوع الماضي، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في محافظة النجف الدينية، تسجيل 22 حالة انتحار توزعت مناصفة بين الرجال والنساء بواقع 11 حالة لكل طرف، خلال العام الحالي.
وتعزو السلطات العراقية الصحية والأمنية على حد سواء، ارتفاع ظاهرة الانتحار، إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية مختلفة، أبرزها الفقر والبطالة وانعدام الأمل بوجود تغيير إيجابي، مع استمرار حالة الانسداد السياسي في البلاد، وتعثر الحكومة بمعالجة ملفات الخدمات والسيطرة على مستويات الفقر والبطالة بعموم مدن العراق.
مدير الشرطة المجتمعية غالب العطية يقول لـ"العين الإخبارية" إن ارتفاع معدلات الانتحار في العراق يعود إلى جملة من المدخلات بينها الظروف المعاشية من بطالة وفقر، فضلاً حالات الإدمان على الكحول والمخدرات التي باتت تضرب بقوة في البلاد مؤخراً".
ويلفت العطية إلى أسباب أخرى تدفع بارتفاع معدلات الانتحار وهي عمليات الابتزاز الإلكتروني وكذلك التعنيف الأسري وخصوصا بحق النساء والمراهقين".
وتابع أن بعض مواقع السوشيال ميديا تروج لعمليات الانتحار من خلال التثقيف لهذا الموضوع وتوضيح آليات عدة لتنفيذها، لافتاً إلى أن "نسب الانتحار الأكبر تسجل في العاصمة بغداد بحكم تعدادها السكاني".
وكان مجلس محافظة بغداد وجه في أبريل/نيسان 2019، ببناء أسيجة للجسور لقطع الطريق أمام من يحاول الانتحار بعد تسجيل العديد من الحالات آنذاك.
ويؤكد العطية، أن دوائر الشرطة المجتمعية تنفذ سلسلة من الإجراءات الخاصة لمكافحة حالات الانتحار من خلال الندوات التثقيفية في المؤسسات والأماكن الاجتماعية وخصوصاً ما بين شرائح الشباب من خلال التنبيه لمخاطر تلك السلوكيات وعدم التسليم لليأس والإحباطات النفسية".
وبلغت حالات الانتحار المسجلة في عام 2021، 772 حالة وهي أكثر بنحو 100 حالة عن العام الماضي التي بلغت فيه نسبة الانتحار 663 حالة، وفقًا لوزارة الداخلية العراقية.
وأشارت الوزارة في بيان سابق إلى أنّ "حالات الانتحار بدأت منذ العام 2016 تتجه نحو الازدياد، ففي العام 2016 بلغت حالات الانتحار 393 حالة، وفي العام 2017 بلغت 462 حالة وفي العام 2018 بلغت حالات الانتحار 530 حالة، أما في العام 2019 فقد بلغت 605 حالات".