جاسم غلام لـ"العين الرياضية": كأس آسيا أطفأت نيران التعصب بالعراق.. وهذه كواليس الإنجاز
جاسم غلام، لاعب حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم العراقية، كونه كان أحد أعضاء الجيل الذهبي لكأس آسيا 2007.
ومنذ سنوات صباه الأولى، كان حلم جاسم غلام أن يكون نجماً لامعاً في سماء الكرة العراقية عبر بوابتي نادي القوة الجوية والمنتخب الوطني، حتى ابتسم المستقبل له.
غلام لاعب من الصعب أن يغادر ذاكرة الجمهور الرياضي في العراق، حيث أطلق عليه لقب "صخرة الدفاع" نظرا لقوته وقدرته على التعامل مع الخصوم، علما بأنه مضى على اعتزاله أكثر من 8 سنوات، لكن ما يزال اسمه حاضراً خاصة مع كل مرة يتم فيها تذكر اللقب التاريخي لمنتخب العراق في كأس آسيا 2007.
"العين الرياضية" التقت مع جاسم غلام، وتحدث عن العديد من الأمور في مسيرته على رأسها إنجاز التتويج بكأس آسيا 2007.
كواليس حصد لقب كأس آسيا 2007
اعترف جاسم غلام في حديثه مع "العين الرياضية" بأن التتويج بلقب كأس آسيا 2007 لم يكن في مخيلة بعثة منتخب العراق قبل مشاركتها في هذه النسخة.
يقول غلام: "في بادئ الأمر، كانت النوايا والأهداف من المشاركة، تحقيق نتائج طيبة ولم يكن الحلم تحقيق اللقب".
وتابع: "ولكن بعد مباراتين في الدور الأول اختلف المسار وبات التفكير بالوصول إلى القمة أمراً ممكناً وليس مستحيلاً".
وأضاف: "تواصلت المسيرة، وفي كل مباراة نرى أن الحلم يقترب من التحقيق، حتى استطعنا الفوز على المنتخب السعودي في النهائي بهدف يونس محمود".
وأردف: "كأس آسيا لم يكن إنجازاً رياضياً مهماً متفرداً فحسب، وإنما كان هدية ثمينة لشعب ينتظر أفراح في خضم موت واقتتال وظروف سياسية صعبة، لذا فإن ما تحقق جاء كالثلج الذي أطفأ نار التعصب والحرب الأهلية بالبلاد".
تجربة التدريب
قرر جاسم غلام اعتزال لعب كرة القدم مع ناديه المحبب لقلبه، القوة الجوية، وذلك في 2011، واتجه للمجال الإداري ثم التدريب بالقوة الجوية، ولكن فترته الأهم كانت حينما بدأ العمل كمدرب مساعد في ناديه القوة الجوية منذ 2020 وعلى مدار موسمين كاملين.
وعن ذلك، يقول غلام لـ"العين الرياضية": "كنت قريباً من اللاعبين سواء في إدارتي للنادي أو مدرباً للفريق، وهذا كان مهما للغاية".
وأكمل: "استطعت خلال تواجدي ضمن الجهاز الفني لفريق القوة الجوية أن أحقق معهم بطولتي الكأس والدوري في العراق".
وأتم: "الرياضة وخصوصاً معشوقة الجماهير كرة القدم من شأنها أن ترمم القلوب وتبث المحبة وتشيع المودة، لذا فان أصحاب القرار الرياضي في العراق أمام مسؤولية كبيرة أتمنى أن يكون بمستوى ما تطمح إليه الجماهير والبلاد".
لمحات من مسيرة جاسم غلام
جاسم غلام لاعب دولي سابق ومدرب حالي ويحمل لقب "صخرة الدفاع"، بدأ مسيرته الكروية من الفرق الشعبية بمنطقة جميلة عند شرق العاصمة بغداد لينضم بعدها إلى براعم نادي القوة الجوية.
انتقل غلام إلى نادي الجيش ولعب في الدرجة الأولى فكانت موهبته وبراعة الأداء سبباً في اختيار المدرب الدولي ثائر جسام لضمه إلى منتخب العراق للشباب، ليتوج مع "أسود الرافدين" بكأس آسيا للشباب في إيران عام 2000.
ذلك الإنجاز جعل من المدرب عدنان حمد يصوب اختياره نحو جاسم غلام في إشراكه مع صفوف المنتخب الوطني الأول عام 2002، والتي قطع تذكرة الفوز من خلالها بحصول المنتخب على كأس غرب آسيا.
أخذ غلام يتنقل بين عدة أندية على غرار القوة الجوية، الزوراء، الشرطة، ثم بدأ رحلة احتراف عام 2006 من بوابة البقعة الأردني، والذي قدم معه مستويات مميزة، جعلت المدرب البرازيلي جورفان فييرا يضمه لقائمة منتخب العراق المشاركة في كأس آسيا 2007.
وبعد تواجده ضمن القائمة الذهبية التي حققت اللقب الآسيوي عام 2007، انتقل غلام إلى الوحدات الأردني، ومنه صوب الريان القطري، لكن تجربته لم تكن ناجحة، ليرحل للدوري الإيراني ومنه يعود إلى البقعة في الأردن ثم يختتم مسيرته في القوة الجوية عام 2011.