المليشيات في العراق بعد «درس الحوثي».. ما مصير السلاح؟

ضربات أمريكا على الحوثيين تثير التساؤلات حول سلاح المليشيات في العراق، وما إن كانت بالفعل مستعدة لتسليمه أم أن ما يجري عكس ذلك تماما.
وبحسب موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي، فإن هذه الجماعات لا تزال تلعب دورًا كبيرًا في السياسة العراقية بما يحدد مستقبل البلاد، وتنضوي تحت مظلة قوة شبه عسكرية مسلحة تُسمى قوات «الحشد الشعبي».
ورغم تباين التقديرات، فإن قوام المجموعات المنضوية ضمن «الحشد الشعبي» يقدر بأكثر من ٢٠٠ ألف عنصر يلعبون دورا كبيرا في مساحة واسعة من العراق، تمتد من سهول نينوى قرب الموصل إلى محافظة الأنبار على الحدود مع سوريا.
وأشار الموقع إلى تزايد الدعوات إلى الحكومة لكبح جماح هذه الميليشيات والحد من نفوذ إيران المُتزايد في العراق، ومع ذلك، نادرًا ما تتلاشى هذه المجموعات المسلحة بسهولة.
في 7 أبريل/نيسان الجاري، ذكرت وكالة "رويترز" أنها تحدثت إلى عدد من قادة تلك المجموعات، ممن أشاروا إلى أنهم يفكرون في نزع سلاحهم، مشيرة في الآن نفسه إلى أن هذا الأمر يتم بحثه "لتجنب غضب" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويبدو أن هذه المجموعات التقطت الدرس من العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن منذ منتصف مارس/آذار الماضي، ما قد يدفعها لدراسة ما ينتظرها من خطوات في العراق.
وفي الوقت نفسه، أشار تقرير آخر من صحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن إيران ترسل صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى إلى وكلائها في العراق.
والسؤال الآن، هل يُمكن أن يكون في كلا التقريرين شيء من الحقيقة؟
بحسب"ناشيونال إنترست"، قد تكون هذه الجماعات تبعث برسائل إلى وسائل الإعلام الدولية تشير إلى تفكيرها في "نزع سلاحها" وفي الوقت نفسه، يتسلم بعضها أسلحة هجومية.
وسبق أن تسلمت المليشيات العراقية صواريخ وطائرات مُسيّرة إيرانية، ففي عام 2018، نقلت إيران صواريخ باليستية إلى العراق لكن يبدو أن مداها كان محدودًا.
وعلى سبيل المثال، استخدمت جماعات مثل كتائب حزب الله (العراقية) طائرات مُسيّرة لاستهداف جنود أمريكيين في هجمات أسفرت إحداها عن مقتل 3 وإصابة أكثر من 40 جنديًا بالأردن في يناير/كانون الثاني 2024.
وتعد كتائب "حزب الله" مُقرّبة جدًا من الحرس الثوري الإيراني، كما أنها جزء أساسي من قوات «الحشد الشعبي»، إلا أنها نفت مزاعم نزع سلاحها، مما يُمهّد لمسار تصادم مُحتمل في المستقبل.
وقد ترضخ المليشيات للضغوط الأمريكية بوضع أسلحتها في مستودعات عسكرية عراقية رسمية، بحيث يمكن مراقبة استخدامها وذلك في ضوء المحادثات المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة التي تشن ضربات على اليمن وتواصل ضغوطها لنزع سلاح حزب الله في لبنان.
وبناء على ذلك، قد يتم الضغط على المليشيات العراقية لتقليص دورها كجزء من صفقة إيرانية مع الولايات المتحدة.
«استراتيجية مشتركة»
في أوائل أبريل/نيسان الجاري، قدم النائب الجمهوري جو ويلسون مشروع قانون للكونغرس الأمريكي لوضع "استراتيجية مشتركة بين الوكالات لتحرير العراق من إيران".
ويهدف مشروع القانون لقطع التمويل عن المليشيات، وتصنيفها إرهابية، ووقف المساعدات الأمنية للعراق حتى يتخذ خطوات للتخلص منها.
ومع ذلك، يرى الموقع الأمريكي أن المليشيات وقادتها لن يتخلوا عن نفوذهم بسهولة، ففي نهاية شهر رمضان الماضي، ألقى قيس الخزعلي، زعيم ميليشيات «عصائب أهل الحق»، وهو معتقل سابق لدى القوات الأمريكية ومُدرج على قائمة العقوبات الأمريكية، خطابا.
وزعم الخزعلي في خطابه وجود مؤامرة مدعومة من إسرائيل لتقسيم سوريا والعراق، ووفقا لـ"ناشيونال إنترست"، فإن هذا هو نوع الخطاب الذي يجب مواجهته للضغط على جماعات مثل «عصائب أهل الحق» لتقليص دورها في العراق.