عملية احتيال قديمة تكشف سر كراهية المسنين للتكنولوجيا
أسباب عديدة تدفع المسنين للعزوف عن التكنولوجيا أبرزها مخاوف اختراق الخصوصية وعدم وجود قيمة حقيقية مناسبة
ثمة فكرة شائعة بأن الفجوة القائمة بين المسنين والتكنولوجيا تعود إلى عدم قدرتهم على فهمها أو استخدامها، هذه الرواية ربما تكون غير صحيحة.
فبحسب تقرير لمؤسسة "هارفارد بيزنس ريفيو" فإن الكثير من كبار السن لا يرغبون في الاعتماد على التكنولوجيا، ويواصلون استخدام هواتف محمولة قديمة، على الرغم من أن الخدمات الأساسية سواء طبية أو مناسبات اجتماعية تتطلب الولوج إلى شبكة الإنترنت.
ويشير التقرير إلى أن المسنين يستخدمون التقنيات التي يجدون فيها فائدة ويرفضون ما دونها، وهو ما ظهر خلال جائحة كورونا، حيث اعتمد التفاعل الاجتماعي والرعاية الصحية على الاتصال بالإنترنت.
ووفقا لدراسة أرجاها مركز بيو الأمريكي للأبحاث فإن قرابة 27% من الأمريكيين الذين تجاوزا 65 عاما لا يستخدمون الإنترنت، مقارنة بنحو 86% في عام 2000.
هذه النسبة بالطبع ترتفع في البلدان الأخرى، خاصة الناشئة التي تتسم بانخفاض مستوى التعليم والاعتماد على التكنولوجيا.
ويقول ريتشارد ديفيت صاحب مطعم يبلغ من العمر 86 عاما " يمكن أن أتقن استخدام الهاتف الذكي وفيسبوك، ولكن لا أرغب في قضاء وقتي في ذلك".
فيما أشار لورنس سيتفينز البالغ من العمر 91 عاما إلى مخاوف بشأن الخصوصية وفتح المجال للمحتالين عبر الإنترنت.
وضرب مثالا بمفاجأته عندما طلب أقنعة واقية من متجر وول مارت، ليجد أن كل بياناته الشخصية مسجلة منذ أن اشترى أحد المنتجات قبل ثلاثة أعوام، ومن ثم يمكن للشركة بيع هذه المعلومات.
هذه المخاوف حقيقية، إذ ناقشت لجنة مجلس الشيوخ المعنية بالمسنين في 2019 جلسات استماع حول عمليات احتيال على المحاربين القدامي والضمان الاجتماعي واللتين كلفتا المسنين 39 مليون دولار في عام واحد.
من جانب آخر، اعتبرت ران نوولز الباحثة في مجال أنظمة البيانات والمسئولية الاجتماعية، أن أحد أهم أسباب عزوف كبار السن عن التكنولوجيا هو عدم تفكير الشركات باحتياجاتهم عند تصنيع المنتجات أو تصميم الخدمات.
وأكدت أن استمرار الشركات لتجاهل القيمة الحقيقية المناسبة للمسنين، فإنها لن تنجح في جذبهم وستظل هناك مقاومة للتقنيات المختلفة.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز