أخبار الساعة: هزيمة داعش وضرورة مواجهة الفكر المتطرف
نشرة "أخبار الساعة" تؤكد أن المعركة ضد الإرهاب لم تنته بهزيمة داعش في العراق وتتطلب التعاون بين الدول لاجتثاث الفكر المتطرف
أكدت نشرة "أخبار الساعة" أن المعركة ضد الإرهاب لم تنته بهزيمة داعش في العراق وتراجع نفوذه في المناطق الأخرى، وتتطلب من دول المنطقة والعالم التعاون فيما بينها من أجل اجتثاث الفكر المتطرف الذي يقف وراء هذا الإرهاب الأسود.
وقالت النشرة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها، الثلاثاء، تحت عنوان "هزيمة داعش وضرورة مواجهة الفكر المتطرف" إن إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الإثنين، انهيار دولة الخلافة الداعشية وتحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، بقدر ما ينطوي عليه من أهمية كبيرة للعراق حكومة وشعبا، وتأكيدا لسيادته على جميع التراب الوطني فإنه يمثل في الوقت ذاته هزيمة موجعة للفكر المتطرف الذي كان يسعى التنظيم إلى نشره ضمن استراتيجيته للتمدد معتمداً في ذلك على خطاب ديني يداعب آمال الجماهير البسيطة، يروج لعودة دولة الخلافة والثأر للانتهاكات التي تمارس ضد المسلمين في عدد من الدول لكن هذا الخطاب المؤدلج فشل في داخل العراق وخارجه بعدما أكدت ممارسات داعش الإرهابية وجرائمه الوحشية أن الفكر المتطرف الذي يتبناه لا يروج إلا للكراهية، ولا يسعى إلا إلى نشر الفتنة وإثارة الاحتقانات الطائفية.
وأضافت "لا يختلف أحد على أن تحرير الموصل نهائياً من سيطرة تنظيم داعش يمثل خطوة مهمة على طريق استعادة السيادة والاستقلال الكاملين للدولة العراقية، ولذلك فإن من المهم العمل على استثمار هذا النصر الكبير في المرحلة المقبلة في تعزيز التوافق بين العراقيين جميعا سواء لتحقيق المصالحة الوطنية أو لإعلاء الاعتبارات الوطنية على أي اختلافات طائفية لأن ذلك هو المدخل نحو إعادة بناء الدولة العراقية من جديد على أسس سليمة والتفرغ للاستحقاقات المقبلة من تنمية وإعادة إعمار، وخاصة في مدينة الموصل لإعادة الأمل إلى العراقيين في المستقبل وتفويت الفرصة على قوى الشر وعناصر داعش الإرهابية الهاربة التي تشعر الآن بمرارة الهزيمة وتحاول استثمار أي خلافات أو أزمات داخلية في العودة من جديد إلى المشهد العراقي".
وتابعت "إن تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي يؤكد أيضا أن الفكر المتطرف الذي يتبناه هذا التنظيم وغيره من الجماعات الإرهابية والقوى المتطرفة في انحسار متزايد بعدما تأكد للجميع أن هذا الفكر ليس له أي علاقة بتعاليم ومبادئ الدين الإسلام الحنيف الذي يدعو إلى التسامح والوسطية والاعتدال، بل إن هذا الفكر يقدم صورة مشوهة عن الدين الإسلامي الحنيف ويلحق الضرر بصورة المسلمين في العالم كله، ولعل هذا يفسر تراجع المنتسبين إلى التنظيم في الآونة الأخيرة بعدما ظهرت هشاشة التنظيم وتهافت أطروحاته الفكرية جلية أمام الجميع".
وأكدت أن هزيمة داعش في الموصل وانهيار خلافته المزعومة لا ينفصلان عن الهزائم الأخرى التي يواجهها التنظيم في العديد من المناطق الأخرى سواء في الرقة بسوريا أو في بنغازي بليبيا أو في شبه جزيرة سيناء بجمهورية مصر العربية، وهي تطورات مهمة تشير في مجملها إلى أن هذا التنظيم والجماعات الإرهابية والمتطرفة المرتبطة به في انهيار مستمر لكن هذا لا يعني انتهاء الخطر الذي تشكله بصورة كاملة، فقد تحاول الرد على الهزائم التي تعرضت لها من خلال القيام بعمليات إرهابية عشوائية لإعطاء الانطباع بأنها ما تزال قادرة على الفعل والحركة كما هي الحال في العمليات الإرهابية الأخيرة في سيناء وبعض الدول الأوروبية التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها.
وقالت "أخبار الساعة" في ختام افتتاحيتها: "صحيح أن هذا الفكر المتطرف تم كشف زيفه وتهافت أطروحاته لكن قوى التطرف والإرهاب –كما تشير خبرة السنوات الماضية– لا تيأس أبدا، وتعمل على إعادة نشر فكرها الهدام، وتستغل ثورة الاتصالات في الترويج له وغسل عقول الشباب وتجنيدهم باسم الدين وتحريضهم على ارتكاب العنف والإرهاب، وهذا يتطلب تفعيل المواجهة الفكرية ضد الجماعات المتطرفة والإرهابية وإجهاض مخططاتها التي تستهدف التحريض على الكراهية والنيل من قيم التعايش بين الديانات والثقافات والحضارات الإنسانية، مؤكدة أنه يمكن الاستفادة من تجربة الإمارات الرائدة في هذا الشأن وما تتضمنه من مبادرات مهمة في مجال تعزيز قيم الوسطية والاعتدال ونبذ التعصب والغلو وكل القيم التي تبني جداراً ثقافياً قوياً في مواجهة ما تريد قوى التطرف والإرهاب نشره من أفكار شريرة".