إنذار بالتعافي.. «داعش» لا يزال يتنفس
لا يزال تنظيم داعش الإرهابي قادرا على تشكيل خطورة في أي وقت، مستفيدا بدرجة أو بأخرى من الاضطرابات في المنطقة.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، تتوالى التقارير الغربية التي تحذر من إمكانية تعافي التنظيم الإرهابي في الشرق الأوسط، وقد أتت عمليته بقاعة الحفلات الموسيقية في روسيا جرس إنذار، وربما إشارة تنشيط لبقية فروعه.
وتؤكد تقارير أخرى أن داعش يستغل الوضع في قطاع غزة، من أجل مزيد من التحريض لشن عمليات إرهابية، بل واستقطاب عناصر جديدة تنضم إليه.
بين سوريا والعراق
وفقا لرصد لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، فإن الهجمات التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها انخفضت بشكل كبير من 1811 في عام 2022 إلى 838 في عام 2023، ما يمثل انخفاضا بنسبة 53%.
وفي العراق وسوريا، تبنى التنظيم ما مجموعه 253 هجوما في عام 2023، بانخفاض عن 693 هجوما خلال العام الماضي، ما يمثل انخفاضا بنسبة 63% في المنطقة.
لكن على الرغم من انخفاض الهجمات، لا يزال التنظيم يشكل تهديدا للأمن الإقليمي من خلال نشاط الخلايا الإرهابية، التي غالبا ما تنفذ هجمات واغتيالات مستهدفة قوات الأمن العراقية والكردية.
وفي سوريا على وجه التحديد، لا يزال معسكر اعتقال الدواعش في الهول يشكل نقطة قلق وسط مخاوف من عمليات هروب من السجن مثل سجن الصناعة الذي شوهد في عام 2022.
التحالف في العراق
ومما يزيد المخاوف بشأن مستقبل التنظيم الإرهابي المنطقة، مسألة الحديث عن خروج قوات التحالف الدولي من العراق، التي يثار جدل حولها بضغط من فصائل موالية لإيران.
يقول محمد علي الحكيم المحلل السياسي العراقي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إنه حسب المعطيات والتفاهمات والاتفاقيات الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، فإنه لا خروج للقوات الأمريكية، وكل ما يكشف هنا وهناك حول خروجها، يأتي من قبيل الاستهلاك الإعلامي.
وأوضح أن وجود القوات الأمريكية يأتي طبقا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة عام 2008 في زمن حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وبالتالي هو وجود قانوني ولا غبار عليه، وفي عام 2011 خرجت القوات الأمريكية وأعيدت للعراق بطلب الحكومة العراقية آنذاك.
عمليات التنظيم
وأما ما يتعلق بخطر داعش، يقول الحكيم إنه بالطبع لا يزال خطر التنظيم قائما في العراق، والخلايا النائمة قد تعيد نشاطها في أي لحظة، مؤكدا أن التنظيم مدعوم من بعض الأطراف الإقليمية على كافة الأصعدة ماليا وسياسيا، حسب قوله.
ويرى المحلل السياسي العراقي أنه من غير المستبعد أن يعيد داعش نشاطه خلال ساعات خروج القوات الأمريكية، ويقوم بعمليات رغم وجود القوات العراقية والحشد الشعبي والجيش العراقي.
وقد استتبعت هذه المخاوف دعوات من قبل أطراف إقليمية ودولية إلى ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى لا يستمر هذا الوضع المضطرب الذي يوفر بيئة خصبة للجماعات الإرهابية.