شبح «داعش» يلوح في الأفق.. اختبار جديد بولاية ترامب الثانية
في ولايته الأولى، أعلن دونالد ترامب الانتصار على «داعش»، إلا أن مدنا كبرى حول العالم شهدت سلسلة من هجمات للتنظيم خلال الآونة الأخيرة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، أعلن ترامب انتهاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم من مهمة طرد العناصر الإرهابية من معاقلها الكبرى في سوريا والعراق، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
وكانت حملة القضاء على "خلافة" داعش -دولتها المصغرة التي شملت مدنًا رئيسية مثل الرقة في سوريا والموصل في العراق- مكثفة، حيث تضمنت موجات من القصف العنيف وجهودًا مشتركة من القوات الجوية الغربية والمليشيات المحلية المتحالفة على الأرض.
وقال ترامب في مقطع مصور في ذلك الوقت: "لقد انتصرنا على داعش"، مضيفًا أن القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا "تعود إلى الولايات المتحدة".
لكن الوقائع التي تلت ذلك، كشفت عن أن المسؤولين في إدارة ترامب أكثر واقعية من رئيسهم، حيث أخبروا الصحفيين أن خسائر داعش الإقليمية لا تعني نهاية التنظيم، وأن هناك حاجة إلى مهمة دائمة لإبقاء مقاتليه تحت السيطرة.
ويرى الخبراء أن مكانة تنظيم داعش في دوائر التطرف كان لها أثرها في موجة المهاجمين "الذئاب المنفردة" في جانبي الأطلسي. فيقول كولين كلارك من مجموعة صوفان، وهي شركة استشارية تركز على قضايا الأمن العالمي، لشبكة إن بي سي نيوز: "إن الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز يؤكد ببساطة ما كان العديد من أفراد مجتمع مكافحة الإرهاب يقولونه على مدار العام الماضي، وهو أن داعش لا يزال يشكل تهديدًا عنيدًا ومستمرًا ولن يتلاشى ببساطة".
خلال العام الماضي فقط، ضربت مجموعة من الهجمات المرتبطة بداعش أو المستوحاة منها مدنًا رئيسية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك التفجيرات المدمرة في مدينة كرمان الإيرانية وحملة القتل المروعة في أبريل/نيسان التي نفذها أربعة مسلحين في مكان حفل موسيقي في موسكو. وكان فرع التنظيم الأكثر إثارة للقلق هو فرع خراسان، الذي يعمل انطلاقا من أفغانستان وباكستان ويشكل مصدرا لجهود الدعاية عبر الإنترنت التي تبذلها المجموعة. ولكن داعش حقق أيضا تقدما في أجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وقال بريت هولمجرين، رئيس المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، لصحيفة بوليتيكو في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "إن التهديد الذي يشكله داعش في أفريقيا، في رأينا، يشكل أحد أعظم التهديدات طويلة الأجل للمصالح الأمريكية. لقد أعطوا الأولوية بوضوح لأفريقيا باعتبارها فرصة للنمو".
يُقدر عدد مسلحي "داعش" النشطين في الميدان بسوريا أقل من 3000، ويمكن السيطرة عليهم من قبل الإدارة السورية الجديدة، لكن أكبر نقاط الضعف تكمن في إدارة مخيمات اعتقال داعش في شمال شرق سوريا حيث يُحتجز فيها نحو 10000 مسلح وأكثر من ثلاثة أضعاف هذا العدد من أقاربهم وأطفالهم في مراكز الاعتقال، التي حذر المسؤولون الأمريكيون من أنها قد تصبح أرضًا خصبة لجيل جديد من المتطرفين.
وتُدار هذه المخيمات من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وهي فصيل كردي تعاون مع الولايات المتحدة لطرد داعش من معاقله الرئيسية قبل أقل من عقد.
وقد تؤدي الأعداد المتناقصة لقوات سوريا الديمقراطية، وفقدان الدعم الأمريكي المباشر، والمعارك المحتملة مع وكلاء تركيا إلى هروب عناصر داعش من السجون. وقال فرهاد شمس، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، إنه يأمل أن تحافظ إدارة ترامب المقبلة على البصمة الأمريكية الحالية في المنطقة، التي تشمل نحو 2000 جندي.
وأضاف: "نأمل أن يحافظوا على وجودهم هنا في سوريا، خاصة في هذه الحالة الحرجة، لأننا نعتقد أن داعش سيعاود الظهور".
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yMDUg جزيرة ام اند امز